غثيان الصباح المفرط: فهم التقيؤ الحملي
يُعدّ غثيان الصباح ظاهرة شائعة خلال فترة الحمل، حيث تعاني منه ما يقارب 80% من النساء الحوامل. بينما قد يكون مزعجًا، نادرًا ما يُشكل خطرًا على الأم أو الجنين.
ولكن، في بعض الحالات، قد يُصبح الغثيان والقيء شديدين لدرجة تُعيق قدرة المرأة على تناول الطعام والشراب، ممّا يُسبب حالة تُعرف باسم التقيؤ الحملي (Hyperemesis Gravidarum).
ما هو التقيؤ الحملي؟
يُعرّف التقيؤ الحملي على أنه غثيان وتقيؤ شديدان خلال فترة الحمل، ممّا يُؤدّي إلى:
- فقدان الوزن: 5 كيلوغرامات أو أكثر
- الجفاف: قلة التبول، جفاف الفم، والشعور بالعطش الشديد
- اختلالات الشوارد: نقص في الصوديوم والبوتاسيوم في الدم
- كيتونات في البول: ناتجة عن استقلاب الدهون بدلاً من الكربوهيدرات بسبب نقص السعرات الحرارية
أعراض التقيؤ الحملي
تتمثل أعراض التقيؤ الحملي بما يلي:
- غثيان وتقيؤ متكرر، قد يحدث في أي وقت من اليوم
- فقدان الشهية
- الشعور بالتعب والإرهاق
- الصداع
- الدوخة والدوار
- الإمساك
- اصفرار الجلد (اليرقان)
أسباب التقيؤ الحملي
لا يُعرف السبب الدقيق للتقيؤ الحملي، ولكن يُعتقد أنّ العوامل التالية تلعب دورًا في حدوثه:
- الهرمونات: الارتفاع في مستويات هرمونات الحمل، مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) وهرمون الإستروجين
- العوامل الوراثية: إذا كانت الأم أو الأخت تعاني من التقيؤ الحملي المفرط، فمن المرجح أن تعاني منه أيضًا.
- حمل توأم أو أكثر: ارتفاع مستويات هرمونات الحمل في حالات الحمل المتعددة
- تاريخ من اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل داء السيلياك أو ارتجاع المريء
مخاطر التقيؤ الحملي
على الرغم من ندرة حدوثه، إلا أنّ التقيؤ الحملي قد يُسبب بعض المضاعفات، تشمل:
- الجفاف الشديد: قد يُؤدّي إلى نقص في تدفق الدم إلى الجنين
- سوء التغذية: نقص في العناصر الغذائية الأساسية للأم والجنين
- تمزق المريء: من كثرة التقيؤ
- الولادة المبكرة: نادرة الحدوث
- انخفاض الوزن عند الولادة: للجنين
تشخيص التقيؤ الحملي
يتم تشخيص التقيؤ الحملي بناءً على الأعراض والتاريخ الطبي للمرأة. قد يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات، مثل:
- فحص جسدي: للتحقق من علامات الجفاف وسوء التغذية
- اختبارات الدم: للتحقق من اختلالات الشوارد ومستويات هرمونات الحمل
- فحص البول: للتحقق من وجود الكيتونات
علاج التقيؤ الحملي
يهدف علاج التقيؤ الحملي إلى منع الجفاف وتصحيح اختلالات الشوارد وتخفيف الأعراض. قد تشمل العلاجات ما يلي:
- تغييرات النظام الغذائي: تناول وجبات صغيرة متكررة، وتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والبروتين، وتجنب الأطعمة التي تُثير الغثيان
- السوائل: شرب الكثير من السوائل الصافية، مثل الماء أو مرق الدجاج
- الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية مضادة للغثيان أو مضادات الحموضة أو فيتامينات B6
- العلاج في المستشفى: في الحالات الشديدة، قد تحتاج المرأة إلى دخول المستشفى لتلقي السوائل والأدوية عن طريق الوريد
الوقاية من التقيؤ الحملي
لا توجد طريقة مؤكدة لمنع التقيؤ الحملي، ولكن قد تساعد بعض النصائح في تخفيف الأعراض، تشمل:
- تناول وجبات صغيرة متكررة: بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، ينصح بتناول 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم.
- تناول الأطعمة الخفيفة: مثل البسكويت، المفرقعات، أو الخبز المحمص، قبل الاستيقاظ من النوم أو عند الشعور بالغثيان.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين: مثل اللحوم، الدواجن، السمك، البيض، والبقوليات.
- تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة: مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات.
- شرب الكثير من السوائل: ينصح بشرب الماء، مرق الدجاج، أو شاي الزنجبيل.
- تجنب الأطعمة التي تُثير الغثيان: مثل الأطعمة الدهنية، الحارة، أو ذات الرائحة القوية.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة: قد يساعد النوم على تخفيف الشعور بالغثيان.
- إدارة التوتر: تؤدي تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التنفس العميق إلى تخفيف الشعور بالغثيان.
- تناول المكملات الغذائية: قد تساعد بعض المكملات الغذائية، مثل الزنجبيل أو فيتامين B6، في تخفيف الأعراض، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
من المهم استشارة الطبيب إذا كانت أعراض التقيؤ الحملي شديدة أو تُؤثّر على قدرتك على تناول الطعام والشراب.