الجرثومة الحلزونية؛ أسباب العدوى، الأعراض، التشخيص، العلاج، والوقاية.
ما هي الجرثومة الحلزونية؟
الجرثومة الحلزونية أو ما يعرف بالبكتيريا الملوية البوابية (باللغة اللاتينيةHelicobacter Pylori ) هي أحد أكثر أنواع البكتيريا شيوعا، تصيب الجهاز الهضمي وتسبب التهاب حاد او مزمن في المعدة، قرحة معوية، أو قد تزيد من نسبة حدوث سرطان المعدة.
كيف يصاب الشخص بها؟
تعتبر هذه البكتيريا ذات انتشار واسع بحيث تصيب ما يقارب نصف سكان الكرة الأرضية, وهي اكثر انتشارا في الدول النامية, حيث يصاب الانسان بها غالبا منذ الطفولة وتبقى هذه البكتيريا في جهازه الهضمي ما لم يعالج منها [1]. في الغالب تنتقل من خلال تناول الأطعمة الملوثة أو الماء غير المعقم, وهذا هو سبب انتشارها بشكل أكبر في الدول النامية ذات الدخل المحدود[2].
ما هي الأعراض التي تسببها العدوى بالجرثومة الحلزونية؟
على الرغم من هذا الانتشار الواسع الا انها لا تسبب اية اعراض عند معظم الناس. و أما عندما تتسبب بأعراض فانها قد تسبب التالي[3]:
- ألم في المعدة
- غثيان
- تقيؤ
- عسر في الهضم
- شعور بالحرقة/ارتداد مريئي
- فقدان شهية
ما مدى خطورة الاصابة بهذه الجرثومة؟
تكمن خطورة الجرثومة الحلزونية في قدرتها على التسبب بالتهاب حاد أو مزمن في البطانة المخاطية لجدار المعدة, أو تسببها بقرحة معوية أو قرحة في بداية الأمعاء الدقيقة (بداية الاثنا عشر), بالاضافة الى انها قد تزيد من فرصة حدوث سرطان المعدة اذا بقيت فترات طويلة من دون علاج مناسب للتخلص منها [4].
كيف تسبب لنا الضرر؟
تمتلك الجرثومة الحلزونية اربع اليات رئيسة تمكنها من التسبب بالتهاب او قرحة في المعدة،[5]. وهي:
- انزيم اليوريز (بالانجليزية Urease) والذي يلعب دورا رئيسيا في مقاومة حموضة المعدة الكفيلة بقتل هذه الجرثومة.
- شكلها الحلزوني والاسواط التي تمكنها من اختراق الخلايا المبطنة لجدار المعدة والاثناعشر.
- بروتينات لاصقة (Adhesins) تمكنها من استيطان الخلايا والتكاثر فيها.
- بروتينات وجزيئات سامة تفرزها هذه الجرثومة نمكنها من احداث الضرر في الانسجة والخلايا.
كيف يتم تشخيصها؟
هناك العديد من الطرق والفحوصات التي يمكن من خلالها تشخيص الجرثومة الحلزونية:
- فحص البراز.
سيطلب منك فني المختبرجمع عينة من البراز, لاجراء الفحص عليها, يتم اختبار هذه العينة للتحقق من وجود مستضدات الجرثومة الحلزونية. المستضدات هي اجزاء من الجرثومة تُثير نظام المناعة في جسم الانسان.
في المختبر، يضع الفني كميات صغيرة من البراز في أنابيب صغيرة، ثم يضيف مواد كيميائية ومُطوِّر لللون. اللون الأزرق يشير إلى وجود مستضدات الجرثومة الحلزونية.
- فحص محتوى اليوريا في الزفير (Urea Breath Test).
تمتلك الجرثومة الحلزونية انزيم اليوريز(Urease) , الذي يقوم بتحويل مركب اليوريا الى أمونيا وثاني أكسيد الكربون, لذى فانه يتم اجراء الفحص كالتالي:
- سيُطلب منك أن تنفخ في كيس أو بالون. ويتم قياس كمية ثاني أكسيد الكربون الذي تنفخه في هذا الكيس وتسجل هذه الكمية لغايات المقارنة.
- بعد ذلك، سيُطلب منك أن تشرب كمية صغيرة من محلول بنكهة الليمون. يحتوي هذا المحلول على مادة اليوريا.
- بعد ربع ساعة من شرب المحلول، ستنفخ في كيس ثاني. ويتم أيضًا قياس كمية ثاني أكسيد الكربون الذي تنفخه في الكيس الثاني.
- تقوم الجرثومة الحلزونية (إذا وجدت) بتفكيك اليوريا في المحلول الذي شربته، مما يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون في النفس الذي تنفخه. لذلك، إذا كانت كمية ثاني أكسيد الكربون في العينة الثانية أكبر من الكمية في العينة الأولى، فإن الاختبار يظهر وجود الجرثومة الحلزونية.
ملاحظة:
(يُوصى بأن يتم إجراء هذين الاختبارين بعد التوقف عن استخدام أدوية مُثبِّطات مضخة البروتونات مثل أدوية ال(Omeprazole, Lansoprazole) لمدة أسبوع على الأقل).
- فحص الدم بحثا عن أجسام مضادة للجرثومة. وهي بروتينات تولدها الخلايا المناعية في جسم الانسان ضد الجرثومة الحلزونية, وهي دليل على تعرض الجسم للجرثومة سواء حاليا او في السابق.
- 4) التنظير العلوي الذي بتضمن اخذ عينات مختلفة من المعدة والاثناعشر وفحصها في المختبر لتحديد وجود الجرثومة الحلزونية من عدمه.
ما هو العلاج؟
بعد تشخيص وجود الجرثومة الحلزونية وسواء كانت قد تسببت بالتهاب للمعدة أو قرحة معوية أم لم تسبب فانه يجب القضاء عليها.
حيث انه وفقا لتوصيات الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي [6] فان هناك العديد من الخطط العلاجية, وهي كالتالي:
١ـ العلاج الثلاثي المتألف من:
١ـ مثبط مضخة البروتون مثل أدوية ال(Omeprazole, Lansoprazole)
٢ـ الكلاريثرومايسين (Clarithromycin)
٣ـ الأموكسيسيلين(أو الميترونيدازول) لمدة 14 يوماً .
٢ـ العلاج الرباعي المتألف من:
١ـ مثبط مضخة البروتون (PPI)
٢ـ بزموث (Bismuth)
٣ـ تتراسيكلين (Tetracycline)
٤ـ ونيتروآيميدازول (Nitroimidazole) لمدة 10-14 يومًا .
- يعتبر العلاج الرباعي بالبزموث مناسبا بشكل خاص لدى المرضى الذين سبق لهم تعرض للماكروليد لأي سبب أو الذين يعانون من حساسية للبنسلين.
٣ـ العلاج المتزامن المتألف من :
١ـ مثبط مضخة البروتون (PPI)
٢ـ الكلاريثرومايسين (Clarithromycin)
٣ـ الأموكسيسيلين (Amoxicillin)
٤ـ نيتروآيميدازول (Nitroimidazole) لمدة 10-14 يومًا .
٤ـ العلاج التسلسلي المتألف من :
١ـ مثبط مضخة البروتون (PPI)
٢ـ الأموكسيسيلين لمدة 5-7 أيام تليه:
٣ـ مثبط مضخة البروتون (PPI)، مرة أخرى.
٤ـ الكلاريثرومايسين
٥ـ نيتروآيميدازول لمدة 5-7 أيام .
٥ـ العلاج الهجين المتألف من:
١ـ مثبط مضخة البروتون (PPI)
٢ـ الأموكسيسيلين لمدة 7 أيام تليه:
٣ـ مثبط مضخة البروتون (PPI) مرة أخرى.
٤ـ الأموكسيسيلين مرة أخرى.
٥ـ الكلاريثرومايسين
٦ـ نيتروآيميدازول لمدة 7 أيام .
٦ـ العلاج بثلاثي الليفوفلوكساسين المتألف من:
١ـ مثبط مضخة البروتون (PPI)
٢ـ الليفوفلوكساسين
٣ـ الأموكسيسيلين لمدة 10-14 يومًا.
كيف يتم التأكد من نجاح الخطة العلاجية؟
بعد الالتزام بالخطة العلاجية المقررة من قبل الطبيب يوصى باعادة فحص البراز او فحص محتوى اليوريا في الزفير (Urea Breath Test) للتأكد من أنه تم القضاء على الجرثومة الحلزونية, ولا يوصى باستخدام فحص الدم لهذه الغاية. يُوصى بأن يتم إجراء الاختبار بعد 30 يومًا من الانتهاء من العلاج وبعد التوقف عن استخدام أدوية مُثبِّطات مضخة البروتونات لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل اختبار القضاء على الجرثومة.
اذا أعيد الفحص وتبين أن الجرثومة الحلزونية لم يتم القضاء عليها فقد يكون السبب: اما وجود مقاومة لدى الجرثومة لأحد المضادات المستخدمة, أو عدم التزام المريض بالخطة العلاجية, وفي كلتا الحالتين يقوم الطبيب بالتأكيد على أهمية الالتزام بالخطة العلاجية واستخدام خطة بديلة من أحد الخطط التي تم ذكرها سابقا, وبالاخص : ١ـالعلاج الرباعي. ٢ـ العلاج بثلاثي الليفوفلوكساسين كما هو مفصل سابقا.
- هل يمكن حماية أنفسنا من العدوى بها؟
على الرغم من الانتشار الواسع للجرثومة الحلزونية الا ان هناك بعض الممارسات التي قد تحمي البالغين والأطفال من التقاط العدوى بها وهي كالتالي [8]:
- غسل الأيدي جيدا وباستمرار.
- أكل الطعام النظيف والمحضر جيدا.
- شرب الماء من مصادر نظيفة ومعقمة.
- الرضاعة الطبيعية؛ حيث أثبتت العديد من الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقلل من احتمال العدوى بالجرثومة الحلزونية[9].
إعداد: د. حذيفة عبابنة
إشراف: د. منير أبو هلالة
Reference:
1 -Ceylan A, Kirimi E, Tuncer O, Türkdoğan K, Ariyuca S, Ceylan N. Prevalence of Helicobacter pylori in children and their family members in a district in Turkey. J Health Popul Nutr. 2007 Dec;25(4):422-7.
2 -Vale F.F., Vítor J.M.B. Transmission pathway of Helicobacter pylori: Does food play a role in rural and urban areas? Int. J. Food Microbiol. 2010;138:1–12. doi: 10.1016/j.ijfoodmicro.2010.01.016.
3 -Abbas M, Sharif FA, Osman SM, et al. Prevalence and Associated Symptoms of Helicobacter pylori Infection among Schoolchildren in Kassala State, East of Sudan. Interdiscip Perspect Infect Dis. 2018;2018:4325752. Published 2018 Jan 15. doi:10.1155/2018/4325752
4 -International Agency for Research on Cancer. World Health Organization . Schistosomes, Liver Flukes and Helicobacter pylori. IARC; Lyon, France: 1994. Infection with Helicobacter pylori; pp. 177–202.
5 -Parikh NS, Ahlawat R. Helicobacter Pylori. [Updated 2022 Aug 8]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK534233/
6 -Chey WD, Leontiadis GI, Howden CW, Moss SF. ACG Clinical Guideline: Treatment of Helicobacter pylori Infection [published correction appears in Am J Gastroenterol. 2018 Jul;113(7):1102]. Am J Gastroenterol. 2017;112(2):212-239. doi:10.1038/ajg.2016.563
7 -Budisak P, Abbas M. Bismuth Subsalicylate. [Updated 2022 Nov 14]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560697/
8 -Yucel O. Prevention of Helicobacter pylori infection in childhood. World J Gastroenterol. 2014;20(30):10348-10354. doi:10.3748/wjg.v20.i30.10348
9 -Chak E, Rutherford GW, Steinmaus C. The role of breast-feeding in the prevention of Helicobacter pylori infection: a systematic review. Clin Infect Dis. 2009;48:430–437.