جمال

ترقق الشعر: فهم الأسباب ومكافحة التساقط

يُعدّ ترقق الشعر هاجسًا يواجه الكثيرين، رجالا ونساءً، تاركًا شعورًا بالضيق وفقدان الثقة بالنفس. فما هو ترقق الشعر؟ وكيف يختلف عن تساقطه؟

يشير ترقق الشعر إلى فقدان الشعر بشكل تدريجي، ممّا يُظهر فروة الرأس بشكل أوضح. ويختلف عن تساقط الشعر الذي قد يكون موسميًا أو ناتجًا عن عوامل محددة مثل الولادة أو التوتر.

في هذا المقال، سنغوص في رحلة لفهم أسباب ترقق الشعر، ونستعرض العوامل المؤثرة عليه، ونُسلّط الضوء على العلاجات المتاحة، ونقدم بعض النصائح للوقاية منه.

أسباب ترقق الشعر

العوامل الوراثية:

  • الصلع الوراثي: هو أكثر أسباب ترقق الشعر شيوعًا، ويُعرف أيضًا باسم الثعلبة الذكرية أو الثعلبة الأنثوية. يُسبب هذا النوع من ترقق الشعر خلل في جين محدد يؤثر على دورة نمو الشعر. تبدأ الشعرة في النمو بشكل طبيعي، ثم تصبح أرق وأقصر مع مرور الوقت، حتى تتوقف عن النمو تمامًا.
  • تاريخ العائلة: إذا كان أحد أفراد العائلة من الجنسين يعاني من ترقق الشعر، فهناك احتمال أكبر للإصابة به. كلما زاد عدد أفراد العائلة الذين يعانون من ترقق الشعر، زاد خطر الإصابة به.

التغيرات الهرمونية:

  • تساقط الشعر بعد الولادة: تعاني العديد من النساء من تساقط الشعر بعد الولادة بسبب التغيرات الهرمونية. عادة ما يبدأ هذا التساقط بعد بضعة أشهر من الولادة ويستمر لعدة أشهر أخرى. ينمو الشعر عادةً مرة أخرى بمجرد استقرار الهرمونات.
  • انقطاع الطمث: تعاني النساء من انخفاض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون خلال انقطاع الطمث، مما قد يؤدي إلى ترقق الشعر.
  • متلازمة تكيس المبايض: تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مستويات عالية من هرمون الأندروجين، مما قد يؤدي إلى ترقق الشعر.
  • حبوب منع الحمل: قد تُسبب بعض أنواع حبوب منع الحمل ترقق الشعر لدى بعض النساء.

الحالات الطبية:

  • فقر الدم: يُعد نقص الحديد، وهو أحد مكونات الهيموجلوبين، من أكثر أسباب فقر الدم شيوعًا. يُمكن أن يُؤدي فقر الدم إلى ترقق الشعر والتعب وضعف التركيز.
  • مشاكل الغدة الدرقية: يُمكن أن تُسبب كل من فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور نشاطها ترقق الشعر.
  • التهابات فروة الرأس: يُمكن أن تُسبب بعض التهابات فروة الرأس، مثل الصدفية والأكزيما، ترقق الشعر.
  • الأمراض المناعية الذاتية: يُمكن أن تُسبب بعض الأمراض المناعية الذاتية، مثل داء الثعلبة، تساقط الشعر.

الأدوية:

  • أدوية العلاج الكيميائي: تُقتل أدوية العلاج الكيميائي الخلايا سريعة النمو، بما في ذلك خلايا الشعر. يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى تساقط الشعر كأثر جانبي.
  • الأدوية الأخرى: يُمكن أن تُسبب بعض الأدوية الأخرى، مثل أدوية علاج الاكتئاب وأدوية ضغط الدم، ترقق الشعر كأثر جانبي.

نقص العناصر الغذائية:

  • الحديد: يُعد الحديد ضروريًا لإنتاج الهيموجلوبين، وهو بروتين ينقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. يُمكن أن يُؤدي نقص الحديد إلى ترقق الشعر والتعب وضعف التركيز.
  • الزنك: يُعد الزنك ضروريًا لنمو الشعر وإصلاحه. يُمكن أن يُؤدي نقص الزنك إلى ترقق الشعر وجفاف الجلد وضعف المناعة.
  • البروتين: يُعد البروتين ضروريًا لبناء وإصلاح الأنسجة، بما في ذلك الشعر. يُمكن أن يُؤدي نقص البروتين إلى ترقق الشعر وضعف الأظافر.
  • فيتامينات B: تُعد فيتامينات B ضرورية لنمو الشعر وإصلاحه. يُمكن أن يُؤدي نقص فيتامينات B إلى ترقق الشعر والتعب وجفاف الجلد.

التوتر:

  • التوتر المفرط: يُمكن أن يُؤدي التوتر المفرط إلى تساقط الشعر. عندما يكون الجسم تحت ضغط، يُطلق هرمون الكورتيزول. يُمكن أن يُؤدي الكورتيزول إلى إطالة دورة نمو الشعر، مما قد يُؤدي إلى تساقطه.

تصفيف الشعر:

  • المعالجات الكيميائية: يُمكن أن تُسبب المعالجات الكيميائية، مثل الصبغات والمكواة، تلف الشعر وتُؤدي إلى ترققه.
  • الحرارة: يُمكن أن تُسبب أدوات التصفيف التي تعمل بالحرارة، مثل مجفف الشعر ومكواة الفرد، تلف الشعر وتُؤدي إلى ترققه.

عوامل أخرى:

  • العمر: مع تقدم العمر، يميل الشعر إلى أن يصبح أرق وأقل كثافة.
  • التدخين: يُمكن أن يُؤدي التدخين إلى إتلاف بصيلات الشعر وتُؤدي إلى ترققه.
  • سوء التغذية: يُمكن أن يُؤدي سوء التغذية إلى نقص العناصر الغذائية التي يحتاجها الشعر للنمو، مما قد يُؤدي إلى ترققه.

علاج ترقق الشعر

الأدوية:

  • المينوكسيديل: دواء موضعي يُطبق على فروة الرأس لتحفيز نمو الشعر. يتوفر بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية.
  • فيناسترايد: دواء يؤخذ عن طريق الفم ويعمل على منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى DHT، وهو هرمون مرتبط بتساقط الشعر عند الرجال.
  • دوتاستيرايد: دواء مشابه للفيناسترايد، لكنه قد يكون أكثر فعالية في بعض الحالات.
  • سبيرونولاكتون: دواء يُستخدم لعلاج حب الشباب، لكن يمكنه أيضًا مساعدة النساء اللواتي يعانين من تساقط الشعر الناجم عن اختلالات هرمونية.

العلاج بالهرمونات:

  • العلاج بالهرمونات البديلة: يمكن أن يساعد العلاج بالهرمونات البديلة في استعادة التوازن الهرموني لدى النساء بعد انقطاع الطمث، مما قد يساعد في منع تساقط الشعر.
  • حبوب منع الحمل: يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل في تنظيم مستويات الهرمونات وتقليل تساقط الشعر لدى بعض النساء.

علاجات الليزر:

  • علاج الليزر منخفض المستوى: يُعتقد أن هذا النوع من العلاج الليزر يحفز نمو الشعر عن طريق زيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس.
  • علاج الليزر بالضوء الأحمر: يُعتقد أن هذا النوع من العلاج الليزر يحفز نمو الشعر عن طريق تحفيز إنتاج خلايا جديدة في فروة الرأس.

الجراحة:

  • زراعة الشعر: تتضمن هذه العملية إزالة بصيلات الشعر من منطقة من فروة الرأس حيث ينمو الشعر بكثافة وزرعها في منطقة رقيقة أو صلعاء.

التغييرات في نمط الحياة:

  • النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يساعد في ضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها لنمو الشعر الصحي.
  • إدارة الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تساقط الشعر، لذلك من المهم إيجاد طرق لإدارة التوتر، مثل ممارسة الرياضة أو التأمل.
  • تقليل استخدام أدوات تصفيف الشعر بالحرارة: يمكن أن تتلف أدوات التصفيف بالحرارة الشعر وتؤدي إلى تساقطه، لذلك من الأفضل تقليل استخدامها قدر الإمكان.

ملاحظة: من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بأي علاج لترقق الشعر، وذلك لتحديد السبب الكامن وراء تساقط الشعر والحصول على العلاج المناسب.

نصائح لمنع ترقق الشعر

  • تناول نظامًا غذائيًا صحيًا: تأكد من حصولك على ما يكفي من العناصر الغذائية التي يحتاجها الشعر للنمو، بما في ذلك الحديد والزنك والبروتين وفيتامينات B.
  • قلل من التوتر: يُمكن أن يُساعد تقليل التوتر في منع تساقط الشعر.
  • عالج أي حالات طبية: إذا كنت تعاني من حالة طبية تُسبب ترقق الشعر، فمن المهم علاجها.
  • تجنب تسريحات الشعر الضيقة: تجنب تسريحات الشعر التي تُسبب شد الشعر، مثل ذيل الحصان الضيق.
  • قلل من استخدام أدوات التصفيف بالحرارة: قلل من استخدام أدوات التصفيف التي تعمل بالحرارة، مثل مجفف الشعر ومكواة الفرد.
  • تجنب المعالجات الكيميائية: تجنب أو قلل من استخدام المعالجات الكيميائية، مثل الصبغات والمكواة.
  • استخدم منتجات العناية بالشعر اللطيفة: استخدم شامبوًا وبلسمًا لطيفين على شعرك.
  • فكر في استخدام علاجات موضعية: هناك العديد من العلاجات الموضعية المتاحة التي قد تساعد في منع تساقط الشعر أو تحفيز نمو الشعر الجديد.
  • استشر طبيب الأمراض الجلدية: إذا كنت تعاني من ترقق الشعر، فاستشر طبيب الأمراض الجلدية للحصول على مزيد من النصائح والعلاجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى