باطني

ما هو علاج الذئبة الحمامية الجهازية؟ وما أنواعها

الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic Lupus Erythematosus)

مرض الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يمكن أن تسبب آلام المفاصل والحمى والطفح الجلدي وتلف الأعضاء. لا يوجد حالياً علاج لمرض الذئبة ويتطلب عناية مدى الحياة. يظهر مرض الذئبة بشكل أكثر شيوعاً عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و45 عاماً.

نظرة عامة

ما هو مرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic Lupus Erythematosus)، والتي يشار إليها عادةً باسم الذئبة، هي مرض مناعي ذاتي مزمن يمكن أن يسبب تورماً (التهاباً) وألماً في جميع أنحاء الجسم. عندما تصاب بأحد أمراض المناعة الذاتية؛ فإن جهاز المناعة في جسمك يحارب نفسه. من المفترض أن يحارب الجهاز المناعي التهديدات المحتملة للجسم – كالعدوى على سبيل المثال – ولكنه في هذه الحالة سوف يستهدف الأنسجة السليمة.

إذا كنت مصاباً بمرض الذئبة، فقد تعاني من آلام المفاصل وحساسية الجلد والطفح الجلدي ومشاكل في الأعضاء الداخلية (الدماغ والرئتين والكلى والقلب). وقد تظهر العديد من الأعراض وتختفي على شكل موجات وغالباً ما تسمى بنوبات الاحتدام (flare-ups). في بعض الأحيان، قد تكون أعراض مرض الذئبة خفيفة أو غير ملحوظة (مما يعني أنها في حالة هدوء). وفي أحيان أخرى، قد تواجه أعراضاً حادة للحالة تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية.

ما أنواع مرض الذئبة؟

توجد عدة أنواع مختلفة من مرض الذئبة. الذئبة الحمامية الجهازية هي الأكثر شيوعاً. تشمل الأنواع الأخرى من مرض الذئبة ما يلي:

  • الذئبة الحمامية الجلدية (Cutaneous lupus erythematosus): يؤثر هذا النوع من الذئبة على الجلد. قد يعاني الأفراد المصابون بالذئبة الحمامية الجلدية من مشاكل جلدية مثل الحساسية لأشعة الشمس والطفح الجلدي. يمكن أن يكون تساقط الشعر أيضاً أحد أعراض هذه الحالة.
  • الذئبة الناجمة عن الأدوية (Drug-induced lupus): تنجم حالات الذئبة هذه عن تناول بعض الأدوية. قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض الذئبة الناجم عن الأدوية من العديد من أعراض الذئبة الحمامية الجهازية، ولكنها عادة ما تكون مؤقتة. في كثير من الأحيان، يختفي هذا النوع من مرض الذئبة بمجرد إيقاف الدواء المسبب له.
  • الذئبة الوليدية (Neonatal lupus): نوع نادر من مرض الذئبة، الذئبة الوليدية هي حالة تصيب الرضع عند الولادة. الأطفال الذين يولدون مصابين بمرض الذئبة الوليدية لديهم أجسام مضادة تم نقلها إليهم من أمهاتهم اللواتي كن إما مصابات بمرض الذئبة في وقت الحمل أو قد يصبن بالحالة في وقت لاحق من حياتهن. وليس كل طفل يولد لأم مصابة بمرض الذئبة سيصاب بالمرض.

من يتأثر بمرض الذئبة؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض الذئبة. يمكن أن يحدث للنساء والرجال والأطفال وحتى الأطفال حديثي الولادة. وهو أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال؛ حيث إن حوالي 90٪ من الحالات المشخصة تكون من النساء في سن الإنجاب. لمرض الذئبة مجموعة واسعة من الأعراض التي يمكن أن تكون أيضاً علامات لحالات طبية أخرى. ولهذا السبب، قد يوجد أشخاص مصابون بمرض الذئبة لا يتم تشخيصهم طوال حياتهم.

كما أن مرض الذئبة أكثر بروزاً في بعض الأعراق. النساء الأميركيات من أصول إفريقية، وإسبانية، وآسيوية، وأميركيات أصليات أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من النساء القوقازيات.

يزداد أيضاً خطر الإصابة بمرض الذئبة إذا كان لديك أحد أفراد العائلة مصاب بمرض الذئبة أو أي مرض مناعي ذاتي آخر.

هل مرض الذئبة أكثر شيوعاً عند النساء؟

يعد مرض الذئبة أكثر شيوعاً عند النساء؛ حيث تحدث تسع حالات من أصل 10 عند النساء. في كثير من الأحيان، يتم تشخيص النساء بين سن 15 و44 عاماً خلال سنوات الإنجاب. على الرغم من أن سبب مرض الذئبة غير معروف، فمن المعتقد أن هرمون الإستروجين قد يلعب دوراً في هذه الحالة.

ماذا يفعل مرض الذئبة بالجسم؟

يمكن أن يؤثر مرض الذئبة على أجزاء مختلفة من الجسم. فقد يسبب الأوجاع والآلام، فضلاً عن مضاعفات خطيرة لأعضائك الرئيسة. نظراً لأن مرض الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية؛ فإنه يجعل جسمك يهاجم نفسه. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء مع مرور الوقت.

يمكن أن تشمل أجزاء الجسم التي قد تتأثر بمرض الذئبة الجلد والدم والمفاصل والكلى والدماغ والقلب والرئتين.

  • الجلد: مشاكل الجلد هي سمة شائعة لمرض الذئبة. يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض الذئبة من طفح جلدي أحمر فوق خدودهم وجسر أنفهم. ولأن موقع هذا الطفح الجلدي هو نفس العلامات الشائعة للذئب، فقد أُطْلِقَ اسم “الذئبة” (lupus) وهو الذئب باللاتينية على هذا المرض منذ سنوات عديدة. تشمل المشاكل الجلدية الأخرى التي قد تحدث طفحاً جلدياً دائرياً كبيراً أحمر اللون يسمى لويحات (plaques)، والذي قد يندب فيُسمى الذئبة الحمامية القرصية (discoid lupus). عادة ما يتفاقم الطفح الجلدي بسبب أشعة الشمس. ومن الشائع أيضاً تساقط الشعر وتقرحات الفم.
  • الدم: يمكن أن يتأثر الدم مع أو بدون أعراض أخرى. قد يعاني الأفراد المصابون بمرض الذئبة من انخفاض خطير في عدد خلايا الدم الحمراء أو خلايا الدم البيضاء أو الصفائح الدموية (الخلايا التي تساعد على تخثر الدم). في بعض الأحيان، قد تساهم التغيرات في تعداد الدم في ظهور أعراض التعب (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، وفقر الدم)، أو الالتهابات الخطيرة (انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء)، أو سهولة الإصابة بالكدمات (انخفاض عدد الصفائح الدموية). ومع ذلك، لا يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض تشير إلى وجود خلل في الدم، لذلك من المهم إجراء اختبارات دم دورية للكشف عن أي مشاكل. تظهر جلطات الدم بشكل متكرر في مرض الذئبة. تحدث الجلطات غالباً في الساقين (جلطة وريدية تسمى التخثر الوريدي العميق deep venous thrombosis) أو الرئتين (جلطة رئوية تسمى الانصمام الرئوي pulmonary embolus) أو الدماغ (السكتة الدماغية). قد تترافق جلطات الدم التي تتطور لدى مرضى الذئبة مع إنتاج الأجسام المضادة للفوسفوليبيد (antiphospholipid antibodies). هذه الأجسام المضادة هي بروتينات غير طبيعية قد تزيد من ميل الدم إلى التجلط.
  • المفاصل: التهاب المفاصل شائع جداً لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة. قد يحدث ألم، مع أو بدون تورم. قد يكون التصلب والألم غير مريحين بشكل خاص في الصباح. قد يكون التهاب المفاصل مشكلة لبضعة أيام إلى أسابيع فقط أو قد يكون سمة دائمة للمرض. ولحسن الحظ، فإن التهاب المفاصل عادة لا يسبب الشلل.
  • الكلى: من المحتمل أن يكون تأثر الكلى لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة مهدداً للحياة وقد يحدث لدى ما يصل إلى نصف مرضى الذئبة. قد تصبح مشاكل الكلى واضحة عندما يشعر مرضى الذئبة بمرض التهاب المفاصل، ويعانون من طفح جلدي، وحمى، وفقدان الوزن. وفي حالات أقل، قد يحدث مرض الكلى عندما لا تحدث أعراض أخرى لمرض الذئبة. مرض الكلى نفسه عادة لا ينتج عنه أعراض حتى يصير في مراحل متقدمة. ومن المهم أن يتم تشخيص أمراض الكلى في وقت مبكر وعلاجها بشكل مناسب. تظهر العلامات الأولى لأمراض الكلى من خلال اختبار البول الذي يسمى تحليل البول.
  • الدماغ: لحسن الحظ، يعد تورط الدماغ مشكلة نادرة لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة. عند وجوده، قد يسبب الارتباك والاكتئاب والنوبات، ونادراً ما يسبب السكتات الدماغية.
  • القلب والرئتين: غالباً ما تحدث إصابة القلب والرئة بسبب التهاب غلاف القلب (التامور pericardium) والرئتين (غشاء الجنب pleura). عندما تلتهب هذه الهياكل، قد تصاب بألم في الصدر وعدم انتظام ضربات القلب وتراكم السوائل حول الرئتين (التهاب الجنبة pleuritis أو ذات الجنب pleurisy) والقلب (التهاب التامور pericarditis).

الأعراض والأسباب

ما الذي يسبب مرض الذئبة؟

سبب مرض الذئبة غير معروف حالياً. لا يزال الباحثون يعملون لمعرفة المزيد عن سبب حدوث هذا المرض. على الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أنه توجد عوامل قد تلعب دوراً في هذه الحالة. يمكن أن تشمل العوامل المحتملة التي يمكن أن تسبب مرض الذئبة ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية: النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة من الرجال، وقد يكون ذلك بسبب الهرمونات مثل هرمون الإستروجين. غالباً ما يُرى مرض الذئبة عند النساء خلال سنوات الإنجاب (اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 44 عاماً) عندما تكون مستويات هرمون الإستروجين أعلى.
  • العوامل البيئية: يمكن للجوانب المختلفة لبيئتك أيضاً أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الذئبة. عوامل مثل كمية ضوء الشمس التي تتعرض لها، والأدوية التي تتناولها، والفيروسات التي قد تكون تعرضت لها، أو حتى التوتر، يمكن أن تكون جميعها أسباباً محتملة لمرض الذئبة. يمكن أن يكون تاريخ التدخين أيضاً سبباً محتملاً لمرض الذئبة.
  • تاريخ عائلتك: قد يوجد عامل وراثي لمرض الذئبة. إذا كان لديك أفراد في العائلة مصابون بمرض الذئبة، فإن خطر إصابتك بالمرض يزداد.

ما هي أعراض مرض الذئبة؟

ثمة مجموعة واسعة من الأعراض التي قد تواجهها إذا كنت مصاباً بمرض الذئبة. لن يعاني كل شخص مصاب بمرض الذئبة من نفس مجموعة الأعراض. كما أن العديد من هذه الأعراض تتداخل مع ما يمكن أن تواجهه مع الحالات الطبية الأخرى. وهذه إحدى الصعوبات في تشخيص شخص مصاب بمرض الذئبة.

يمكن أن تكون أعراض مرض الذئبة بطيئة في التطور. قد تلاحظ أعراضاً جديدة مع مرور الوقت. يمكن أيضاً أن تتغير شدة الأعراض بمرور الوقت. في بعض الأحيان قد تكون الأعراض بالكاد موجودة (في حالة هدأة)، بينما في أحيان أخرى يمكن أن تتفاقم. يحدث التفاقم عندما تصبح الأعراض فجأة أكثر خطورة من ذي قبل.

يمكن أن تشمل أعراض مرض الذئبة ما يلي:

  • ألم المفاصل.
  • ألم عضلي.
  • الطفح الجلدي.
  • حمى.
  • الحساسية لأشعة الشمس.
  • تساقط الشعر.
  • تقرحات الفم.
  • عيون جافة.
  • تعب.
  • ألم صدر.
  • آلام في المعدة.
  • ضيق في التنفس.
  • تورم الغدد.
  • الصداع.
  • الارتباك.
  • الاكتئاب.
  • مشاكل في الكلى أو القلب أو الرئتين.
  • النوبات.
  • جلطات الدم.
  • فقر دم.
  • ظاهرة رينود (Raynaud’s phenomenon).

ما هي أعراض مرض الذئبة لدى النساء؟

إن غالبية الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الذئبة هن من النساء. تميل النساء إلى تجربة الأعراض العامة لمرض الذئبة، ولكن يمكن أن يكون لديهن أيضاً مضاعفات تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم. يمكن أن تشمل هذه المضاعفات مشاكل في الكلى (أكثر شيوعاً عند النساء الأميركيات من أصول إفريقية ومن أصل إسباني مقارنة بالمجموعات الأخرى)، وهشاشة العظام وأمراض القلب.

ما هو طفح الذئبة؟

الطفح الجلدي هو أحد الأعراض الشائعة لمرض الذئبة. غالباً ما يكون الطفح الجلدي الناتج عن مرض الذئبة ناتجاً عن التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، وعادةً ما يستمر من أيام إلى أسابيع. يمكن أن يكون لديك طفح جلدي على وجهك أو يديك أو معصميك. عندما يكون لديك طفح جلدي على وجهك، فإنه يمتد عادة عبر جسر أنفك وعلى كل من خديك. يُشار إلى هذا غالباً باسم “طفح الفراشة” (butterfly rash) بسبب الشكل الذي يظهر على وجهك.

الطفح الجلدي يمكن أن يكون غير مريح وترافقه حكة. يمكن أن يتلاشى هذا الطفح الجلدي أحياناً بعد فترة قصيرة من الزمن. ومع ذلك، فإن بعض الطفح الجلدي والقروح على جلدك يمكن أن تكون دائمة.

لماذا يسبب مرض الذئبة تساقط الشعر؟

يمكن أن يكون أحد مضاعفات مرض الذئبة هو تلف الجلد وتساقط الشعر. يمكن للأشخاص المصابين بمرض الذئبة أن يصابوا بندبات على الجلد وفروة الرأس من الطفح الجلدي. هذا يمكن أن يجعل شعرك رقيقاً ويتساقط. يمكن أيضاً أن تعاني من تساقط الشعر كأثر جانبي لبعض الأدوية التي تعالج مرض الذئبة، يمكن أن يكون تساقط الشعر أحد الآثار الجانبية للستيرويدات. إذا كان شعرك رقيقاً أو يتساقط، فتحدث إلى طبيبك. في بعض الأحيان، قد يساعد تغيير أدويتك في حل هذه المشكلة. قد يوصي الطبيب أيضاً باستخدام الشامبو اللطيف (شامبو الأطفال).

لماذا يسبب مرض الذئبة زيادة الوزن أو فقدان الوزن؟

قد يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة من فقدان الوزن. يمكن أن يحدث هذا بسبب الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الذئبة أو بسبب الانزعاج الناتج عن المرض نفسه. على الجانب الآخر، قد يزداد وزن بعض الأشخاص إذا وجدوا أنهم غير نشطين بسبب آلام المفاصل. من المهم الحفاظ على نظام غذائي صحي عندما يكون لديك مرض الذئبة. تحدث إلى طبيبك — وربما إلى اختصاصي التغذية (مختص بالطعام) — لتحديد أفضل نظام غذائي لك.

التشخيص والاختبارات

كيف يتم تشخيص مرض الذئبة؟

يمكن أن تكون عملية التشخيص طويلة وصعبة بالنسبة لمرض الذئبة. وقد أن تتداخل الأعراض التي ربما تواجهها مع مرض الذئبة مع أعراض حالات أخرى — على سبيل المثال، مرض السكري والتهاب المفاصل. قد تستغرق أعراض مرض الذئبة أيضاً بعض الوقت لتتطور، مما يزيد من التحدي المتمثل في تشخيص المرض.

سيبدأ الطبيب عادةً بالسؤال عن التاريخ العائلي لمعرفة ما إذا كان مرض الذئبة ينتشر في عائلتك. بعد ذلك، سيرغب الطبيب في مناقشة أي أعراض واجهتها. بعد التحدث معك عن الأعراض التي تعاني منها، سيقوم الطبيب عادةً بإجراء بعض الاختبارات المعملية. تبحث هذه الاختبارات عن أشياء مثل انخفاض عدد خلايا الدم وفقر الدم وغيرها من التشوهات.

قد يقوم الطبيب أيضاً بإجراء اختبار الأجسام المضادة للنواة (antinuclear antibody). يبحث هذا الاختبار عن الأجسام المضادة — البروتينات الموجودة في جسمك والتي تدافع ضد الأمراض — والتي يمكن أن تكون علامة على إصابتك بأحد أمراض المناعة الذاتية. عادة ما يكون اختبار الأشخاص المصابين بالذئبة الحمامية الجهازية إيجابياً بالنسبة عند إجراء اختبار الأجسام المضادة للنواة.

هل يعني اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA) الإيجابي أنني مصاب بمرض الذئبة؟

إن الاختبار الإيجابي للأجسام المضادة للنواة وحده لا يعني أنك مصاب بمرض الذئبة. يكون اختبار ANA إيجابياً لدى معظم الأشخاص المصابين بمرض الذئبة، ولكنه إيجابي أيضاً لدى العديد من الأشخاص الذين لا يعانون من مرض الذئبة. ولهذا السبب، فإن تحليل ANA الإيجابي وحده لا يكفي لتشخيص إصابتك بمرض الذئبة. سيبحث الطبيب عادةً عن ثلاث سمات سريرية أخرى على الأقل (بما في ذلك الأعراض والتاريخ العائلي) قبل تشخيص مرض الذئبة.

الإدارة والعلاج

كيف يتم علاج مرض الذئبة؟

يمكن أن تعتمد الطريقة التي يعالج بها الطبيب مرض الذئبة على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • الأعراض والمضاعفات التي تعاني منها.
  • مدى خطورة حالتك.
  • عمرك.
  • نوع الأدوية التي قد تتناولها.
  • صحتك العامة.
  • تاريخك الطبي.

مرض الذئبة هو حالة (مزمنة) مدى الحياة ويجب إدارتها بانتظام. الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض (غير النشطة) والحد من مقدار الضرر الذي يلحقه المرض بأعضائك. لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بمرض الذئبة، والطريقة التي تؤثر بها الحالة يمكن أن تتغير وتتغير بمرور الوقت. ستحتاج إلى زيارة طبيبك بانتظام وتكييف خطة الرعاية الخاصة بك لتتناسب مع أعراضك.

قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة لمرض الذئبة إلى علاج محدود. قد يكون لدى هؤلاء الأفراد أعراض يتم مراقبتها للتأكد من أنها لا تتفاقم، لكنهم لا يحتاجون في ذلك الوقت إلى العلاج. وقد يحتاج البعض الآخر إلى خطة علاج عدوانية. يميل هؤلاء الأفراد إلى الإصابة بمضاعفات أكثر خطورة (مثل مضاعفات القلب أو الرئة أو الكلى). سيناقش طبيبك أفضل خيارات العلاج معك بناءً على الأعراض والمضاعفات والتاريخ الطبي.

ما هي أدوية مرض الذئبة الشائعة؟

تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج مرض الذئبة ما يلي:

  • الستيرويدات Steroids (الكورتيكوستيرويدات corticosteroids، بما في ذلك بريدنيزون prednisone): يمكن تطبيق كريمات الستيرويد مباشرة على الطفح الجلدي. عادة ما يكون استخدام الكريمات آمناً وفعالاً، خاصة في حالات الطفح الجلدي الخفيف. يمكن أن يكون استخدام كريمات أو أقراص الستيرويد بجرعات منخفضة فعالاً في علاج أعراض مرض الذئبة الخفيفة أو المعتدلة. يمكن أيضاً استخدام الستيرويدات بجرعات أعلى عندما تكون الأعضاء الداخلية مهددة. ولسوء الحظ، من المرجح أيضاً أن تؤدي الجرعات العالية إلى آثار جانبية.
  • هيدروكسي كلوروكين Hydroxychloroquine (Plaquenil®): يستخدم هذا الدواء عادة للمساعدة في إدارة المشاكل الخفيفة المرتبطة بمرض الذئبة، مثل أمراض الجلد والمفاصل. كما أنها تستخدم لعلاج التعب وتقرحات الفم.
  • الآزاثيوبرين Azathioprine (Imuran®): وهو دواء يستخدم في الأصل لمنع رفض الأعضاء المزروعة، ويستخدم عادة لعلاج السمات الأكثر خطورة لمرض الذئبة.
  • الميثوتريكسات Methotrexate (Rheumatrex®): هذا الدواء هو دواء آخر للعلاج الكيميائي يستخدم لقمع جهاز المناعة. أصبح استخدامه شائعاً بشكل متزايد في علاج الأمراض الجلدية والتهاب المفاصل وغيرها من أشكال الأمراض التي لا تهدد الحياة والتي لم تستجب لأدوية مثل هيدروكسي كلوروكين أو جرعات منخفضة من بريدنيزون.
  • سيكلوفوسفاميد Cyclophosphamide (Cytoxan®) وميكوفينولات موفيتيل mycophenolate mofetil (CellCept®): هذه الأدوية هي أدوية العلاج الكيميائي التي لها تأثيرات قوية جداً على تقليل نشاط الجهاز المناعي. يتم استخدامها لعلاج الأشكال الأكثر شدة من مرض الذئبة، وخاصة الذئبة التي تؤثر على الكلى.
  • بيليموماب Belimumab (Benlysta®): هذا الدواء عبارة عن جسم مضاد وحيد النسيلة (monoclonal antibody) يقلل من نشاط خلايا الدم البيضاء (الخلايا الليمفاوية) التي تصنع الأجسام المضادة الذاتية. الأجسام المضادة مهمة؛ لأنها تسبب تلف الأنسجة. يستخدم بيليموماب لعلاج مرض الذئبة الذي لا يشمل الكلى ولم يستجيب لأنواع أخرى من العلاجات.
  • ريتوكسيماب Rituximab (Rituxan®): هذا الدواء هو أيضاً جسم مضاد وحيد النسيلة يقلل من نشاط خلايا الدم البيضاء (الخلايا الليمفاوية) التي تصنع الأجسام المضادة الذاتية. يتم استخدامه أحياناً لعلاج مرض الذئبة الذي لم يستجب لأنواع أخرى من العلاجات.

التوقعات / التشخيص

هل يمكن علاج مرض الذئبة؟

لا يوجد حالياً علاج نهائي لمرض الذئبة. والعلاج الحالي على إدارة الأعراض والحد من مقدار الضرر الذي يلحقه المرض بجسمك. يمكن إدارة هذه الحالة لتقليل تأثير مرض الذئبة على حياتك، لكنها لن تختفي أبداً.

هل يسبب مرض الذئبة الموت؟

في معظم الحالات، لا يكون سبب الوفاة مباشرة بسبب مرض الذئبة، ولكن بسبب الأعراض والأضرار التي تلحق بالأعضاء. يمكن أن تسبب مشكلات مثل تلف الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية والالتهابات أضراراً جسيمة وتهدد الحياة.

هل مرض الذئبة معدٍ؟

مرض الذئبة ليس معدياً ولا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق اللمس أو العطس أو السعال.

التعايش مع مرض الذئبة

هل يمكن للمرأة الحمل إذا كانت مصابة بمرض الذئبة؟

يمكن للنساء المصابات بمرض الذئبة الحمل. ومع ذلك، يوجد خطر حدوث نتائج حمل سيئة (كالإجهاض) لدى النساء المصابات بمرض الذئبة. إذا كنتِ تفكرين في الحمل في المستقبل، فابدئي بالتحدث مع طبيبكِ قبل عدة أشهر خلال موعد ما قبل الحمل. قد يحتاج طبيبك إلى تعديل أدوية مرض الذئبة الخاصة بكِ للتأكد من أنها آمنة للحمل.

إذا كنت مصابة بمرض الذئبة، فهل سأنقله إلى أطفالي؟

يمكن أن يكون هناك عامل وراثي لمرض الذئبة. يزداد خطر إصابتكِ بمرض الذئبة إذا كان لديكِ أفراد آخرون في العائلة مصابون بهذه الحالة. يمكن للأم المصابة بمرض الذئبة أن تنقله إلى طفلها. ومع ذلك، فإن هذا لا يحدث دائماً، ولا يحدث كثيراً. بعض النساء المصابات بمرض الذئبة يلدن طفلاً مصاباً بهذه الحالة، بينما لا تنجب أخريات. إذا كان لديكِ تاريخ عائلي من مرض الذئبة أو كنتِ مصابة بالذئبة وتفكرين في الحمل، فتحدثي إلى طبيبك.

ما الذي يمكنني فعله لمنع تفجر مرض الذئبة؟

على الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من مرض الذئبة نفسه، إلا أنه يمكنك إجراء تغييرات على حياتك اليومية للمساعدة في تجنب تفجر الأعراض. يمكن أن تتضمن بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها ما يلي:

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس: بالنسبة للعديد من المصابين بمرض الذئبة، يمكن أن يكون التعرض لأشعة الشمس مشكلة. حاول تجنب الخروج خلال ساعات الذروة عندما يكون الطقس مشمساً وحاراً، وحاول ارتداء ملابس واقية (أكمام طويلة وقبعة ذات حواف) وارتداء واقٍ من الشمس.
  • الحفاظ على الحركة: يمكن أن تجعلك آلام المفاصل ترغب في الجلوس والراحة، ولكن ممارسة التمارين ذات التأثير المنخفض يمكن أن تساعد بالفعل.
  • الحفاظ على العادات الصحية: توجد بعض العادات التي يجب وضعها في الاعتبار، بما في ذلك اتخاذ خيارات صحية عندما يتعلق الأمر بالطعام، والحصول على قسط وافر من النوم وتقليل التوتر في حياتك. توجد أيضاً علاقة قوية بين مرض الذئبة وأمراض القلب. تأكد من أنك تتبع تعليمات مع طبيبك لتقليل خطر الإصابة بمشاكل القلب.

تذكير أخير من مرهم

إذا كنت تعاني من أعراض مرض الذئبة، تواصل مع طبيبك. يمكن أن يستغرق تشخيص مرض الذئبة وقتاً طويلاً بسبب مجموعة واسعة من الأعراض والطريقة التي تتطور بها الأعراض ببطء مع مرور الوقت. يعد التشخيص هو الخطوة الأولى لإدارة الحالة وتحسين نوعية حياتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى