جلطة العين: استكشاف أسباب جلطة العين وعوامل الخطر والعلاج

تُعرف جلطة العين (Retinal stroke)، والمعروفة أيضًا باسم السكتة الدماغية الشبكية أو انسداد الشريان الشبكي، بانقطاع تدفق الدم إلى جزء من شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. يؤدي هذا الانقطاع إلى موت خلايا الشبكية، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل مفاجئ ودائم في المنطقة المصابة.

أعراض جلطة العين

يُعد فقدان البصر المفاجئ في إحدى العينين أو كليهما هو العرض الأكثر شيوعًا لجلطة العين، وقد يحدث بشكل كامل أو جزئي. قد يصف البعض هذا العرض بأنه ستائر أو ظلال رمادية أو سوداء تغطي مجال الرؤية.

قد تشمل الأعراض الأخرى:

• تشوش الرؤية: يمكن أن تظهر جلطة العين أيضًا على شكل تشوش في الرؤية، حيث تبدو الأشياء غير واضحة أو مشوهة. قد يزداد هذا التشوش سوءًا مع مرور الوقت، وقد يؤثر على كامل مجال الرؤية أو جزء منه فقط.
• ألم العين: في بعض الحالات، قد تسبب جلطة العين ألمًا في العين أو حولها. قد يكون هذا الألم خفيفًا أو شديدًا، وقد يكون نابضًا أو حارقًا.
• احمرار العين: قد يظهر احمرار العين أيضًا كعرض لجلطة العين، وذلك بسبب انسداد تدفق الدم إلى شبكية العين.
• حساسية للضوء: قد تصبح العين المصابة بجلطة حساسة للضوء، مما يسبب الشعور بالألم أو الانزعاج عند التعرض للضوء الساطع.
• الغثيان والقيء: في بعض الحالات النادرة، قد تسبب جلطة العين الغثيان والقيء.

من المهم ملاحظة أنّ بعض الأشخاص قد لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق، ولكن قد يكتشفون إصابتهم بجلطة العين من خلال فحص عيني روتيني.

إذا كنت تعاني من أي من أعراض جلطة العين، فمن المهم طلب العناية الطبية الفورية. فكلما زاد سرعة تلقي العلاج، زادت فرص استعادة البصر.

أسباب حدوث جلطة العين

تحدث جلطة العين نتيجة انسداد أحد الشرايين المغذية لشبكية العين، مما يُعيق وصول الدم الغني بالأكسجين إليها. ويحدث هذا الانسداد لأسبابٍ متعددة، تشمل:

• ترسبات الكوليسترول: تتراكم اللويحات الدهنية على جدران الشرايين مع مرور الوقت، مما يُسبب ضيقها وتقليل تدفق الدم.
• جلطات الدم: قد تتكون جلطة دموية داخل أحد الشرايين، مما يُعيق تدفق الدم بشكلٍ كامل.
• ارتفاع ضغط الدم: يُسبب الضغط المرتفع على جدران الشرايين إضعافها، مما يجعلها أكثر عرضةً للتمزق وتكوين الجلطات.
• مرض السكري: يُسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم تلفًا للأعصاب والأوعية الدموية، بما في ذلك تلك الموجودة في العين.
• أمراض الأوعية الدموية الأخرى: مثل التهاب الأوعية الدموية وتصلب الشرايين، والتي تُسبب تلفًا وتضيّقًا في جدران الأوعية الدموية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأسباب غالبًا ما تكون مترابطةً مع بعضها البعض، فارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال، يُزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وتراكم الكوليسترول.

وبشكلٍ عام، فإنّ الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بجلطة العين هم أولئك الذين يُعانون من:

• أمراض القلب والأوعية الدموية
• ارتفاع ضغط الدم
• مرض السكري
• ارتفاع الكوليسترول
• التدخين
• السمنة
• التقدم في العمر

عوامل الخطر

تشمل عوامل الخطر لجلطة العين:

• العمر: تزداد الإصابة بجلطة العين مع تقدم العمر.
• التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك جلطة العين.
• ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف جدران الشرايين وجعلها أكثر عرضة للتجلط.
• مرض السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية، بما في ذلك تلك الموجودة في العين.
• ارتفاع الكوليسترول: يمكن أن يؤدي تراكم الكوليسترول في الشرايين إلى انسدادها.
• أمراض القلب: مثل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب.
• السمنة: تزيد السمنة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك جلطة العين.

كيفية تشخيص جلطة العين

يمكن تشخيص جلطة العين باستخدام فحص شامل للعين، بما في ذلك:

• اختبار حدة البصر: لقياس مدى وضوح الرؤية.
• فحص قاع العين: لفحص شبكية العين والأوعية الدموية.
• قياس ضغط العين: لقياس الضغط داخل العين.
• الاختبارات التصويرية: مثل التصوير المقطعي بالتماسح المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لفحص الأوعية الدموية في العين.

علاج جلطة العين

يعتمد علاج جلطة العين على نوعها وسببها، وتهدف العلاجات بشكل عام إلى استعادة تدفق الدم إلى شبكية العين ومنع المزيد من تلف الأنسجة. وتشمل خيارات العلاج الرئيسية ما يلي:

الأدوية:

• مضادات التخثر: تمنع تكوّن جلطات دموية جديدة وتساعد على منع تكرار حدوث الجلطة.
• أدوية خفض ضغط الدم: تخفض ضغط الدم، مما يُقلل من الضغط على الأوعية الدموية ويُحسّن تدفق الدم.
• أدوية خفض الكوليسترول: تُقلّل من مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يُساعد على منع انسداد الشرايين.
• الستيرويدات: تُستخدم لتقليل الالتهاب وتورم الأوعية الدموية.
• الأدوية المُضادة للVEGF: تُستخدم لمنع نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية في شبكية العين.

الجراحة:

• استئصال الجلطة: في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الجلطة الدموية من الشريان المُسدّد.
• إصلاح الشريان التالف: قد تُستخدم الجراحة لإصلاح أو استبدال الشريان التالف.

العلاج بالليزر:

• استئصال الليزر: يُستخدم الليزر لحرق الأنسجة التالفة في شبكية العين.
• إجراءات الليزر البخارية: تُستخدم لفتح الأوعية الدموية المسدودة.

علاجات أخرى:

• حقن الأدوية داخل العين: قد يتم حقن بعض الأدوية مباشرة في العين لعلاج حالات محددة.
• العلاج التأهيلي: قد يُساعد العلاج التأهيلي على تحسين الرؤية المتبقية وتعليم المريض كيفية التعامل مع فقدان البصر.

من المهم مُلاحظة أن هذه مجرد نظرة عامة على خيارات علاج جلطة العين. سيقوم الطبيب بتحديد أفضل مسار علاجي بناءً على الحالة الفردية للمريض.

الوقاية من جلطة العين

يمكن الوقاية من جلطة العين بشكل كبير من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل:

• الإقلاع عن التدخين: يُعدّ التدخين من أهم عوامل الخطر لجلطة العين، حيث يُلحق الضرر بالأوعية الدموية ويُعيق تدفق الدم إلى شبكية العين.
• الحفاظ على ضغط دم صحي: ارتفاع ضغط الدم يُشكل خطراً كبيراً على صحة الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك تلك الموجودة في العين.
• التحكم في مستويات الكوليسترول: ارتفاع الكوليسترول يُسبب تراكم اللويحات في جدران الشرايين، مما يُعيق تدفق الدم ويُزيد من خطر الإصابة بجلطة العين.
• الحفاظ على وزن صحي: السمنة تُعدّ عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وكلها تُشكل خطراً على صحة العين.
• ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يُساعد على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
• تناول نظام غذائي صحي: نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة يُساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يُقلل من خطر الإصابة بجلطة العين.
• إدارة مرض السكري: مرض السكري يُلحق الضرر بالأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك تلك الموجودة في العين. لذلك، يُعدّ التحكم الجيد في مستويات السكر في الدم ضرورياً للوقاية من مضاعفات مرض السكري، بما في ذلك جلطة العين.
• إجراء فحوصات عينية منتظمة: يُمكن لفحوصات العيون المنتظمة الكشف عن علامات مبكرة لأمراض العيون، بما في ذلك انسداد الشرايين، مما يسمح بالعلاج الفوري ومنع فقدان البصر.

بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، فإنّ اتباع نصائح الطبيب المعالج يُعدّ ضرورياً للوقاية من جلطة العين، خاصةً للمرضى الذين يُعانون من عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.

التعافي والتأقلم

يعتمد التعافي من جلطة العين على شدة الحالة وسببها. قد يستعيد بعض الأشخاص بعض أو كل بصرهم، بينما قد يفقد آخرون بصرهم بشكل دائم في المنطقة المصابة.

إذا كنت تعاني من جلطة العين، فمن المهم اتباع تعليمات طبيبك بدقة. قد تشمل ذلك تناول الأدوية، وإجراء فحوصات منتظمة للعين، وإعادة تأهيل البصر للمساعدة في التعامل مع فقدان البصر.

في الختام:

جلطة العين هي حالة طبية طارئة تتطلب عناية طبية فورية. يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر بشكل مفاجئ ودائم. مع التشخيص والعلاج المبكر، يمكن إنقاذ بعض أو كل البصر. وإن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في الوقاية من جلطة العين.