ما هي مسببات داء السكري وكيفية الوقاية منه؟
ما هو داء السكري؟
داء السكري يشمل مجموعة من الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم عن حدها الطبيعي والذي ما يحدث عادة نتيجة عدم قيام الجسم بإفراز ما يكفي من هرمون الانسولين، عدم استجابة الجسم بشكل طبيعي للأنسولين أو كليهما. و الانسولين هو هرمون مسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم.
الارتفاع المزمن للسكر في الدم مرتبط بحدوث أضرار على المدى الطويل والاختلال والفشل لأعضاء الجسم المختلفة، خاصة العيون والكلى والأعصاب والقلب والأوعية الدموية.
ما هي أنواع داء السكري؟
١- مقدمات السكري:
وهو ارتفاع في مستوى السكر في الدم فوق الطبيعي ولكن دون أن تصل إلى مستويات السكري، يعتبر حالة مرتفعة من خطر الإصابة بالسكري، ويكون معدل التحول إلى السكري فيه سنوياً يتراوح بين 5% إلى 10% إذا لم يتم معالجة المسببات.
٢- السكري النوع الأول:
السكري من النوع الأول (الذي كان يسمى سابقا بالسكري المعتمد على الانسولين او سكري الأطفال) يتميز بتدمير خلايا البيتا (المُنتجة للأنسولين) في البنكرياس بشكل ذاتي من قبل الجهاز المناعي للجسم، مما يؤدي إلى نقص كامل في هرمون الإنسولين. يشكل السكري من النوع الأول حوالي 5 إلى 10 بالمئة من السكري في البالغين.
ويكون تدمير خلايا البيتا بالمناعة الذاتية بسبب عدة عوامل جينية و عوامل أخرى بيئية التي تزال غير معروفة بشكل جيد.
٣- السكري النوع الثاني:
يشكل هذا النوع من السكري حوالي 90-95 بالمئة من حالات السكري، كان يُشار إليه سابقًا بالسكري غير المعتمد على الأنسولين، أو سكري البالغين. يشمل هذا النوع الأفراد الذين يعانون من مقاومة الأنسولين وعادةً ما يكون لديهم نقصان تدريجي في إفراز الأنسولين.
تعد السمنة من عوامل الخطورة للإصابة بداء السكري النوع الثاني وذلك لأنها تسبب بحد ذاتها درجة من مقاومة الأنسولين.
وقد يشخص هذا النوع من السكري بعد سنوات عديدة من الاصابة به لأن مستويات السكر في الدم ترتفع تدريجيًا وفي المراحل الأولى غالبًا لا يكون شديدًا بما يكفي ليلاحظ المريض أي من الأعراض للسكري.
٤- السكري الحمل:
الحمل عمومًا يعتبر حالة من مقاومة الأنسولين، وذلك بسبب إفراز هرمونات تسبب السكري بواسطة المشيمة.
وعادة ما يحدث عند النساء الحوامل الذين تكون وظيفة بنكرياسهم غير كافية للتغلب على مقاومة الأنسولين المرتبط بالحمل.
معظم حالات سكري الحمل تتحسن بعد الولادة.
ما هي أعراض داء السكري؟
- التبول الزائد
- العطش الزائد
- التبول الليلي الزائد
- غباش الرؤية وعدم وضوحها
- فقدان الوزن
- الشعور بالتعب والضعف
- الإصابة بالعديد من العدوات
- كما يمكن ان تبدا اعراض السكري من النوع الأول فجأة وبسرعة في حالة خطيرة تسمى الحماض الكيتوني السكري وتكون هذه الأعراض على شكل جفاف، الم في البطن، الغثيان والتقيؤ، التنفس العميق والسريع وانبعاث رائحة فواكه من الفم.
ما هي عوامل الخطورة للإصابة بداء السكري؟
١- السمنة و هي أهم عامل خطر قابل للتعديل لمرض السكري من النوع الثاني.
٢- عوامل جينية
٣- نمط النظام الغذائي الغير صحي
٤- بعض الحالات الطبية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني و تشمل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ، و متلازمة الأيض.
كيف يتم تشخيص داء السكري؟
يتم تشخيص داء السكري من قبل الطبيب المختص بعد أخذ السيرة المرضية للمريض والقيام بالفحوصات اللازمة.
١- يتم تشخيص مرض السكري بسهولة عندما يشكو المريض من أعراض ارتفاع مستوى السكر في الدم (العطش، البول الزائد، فقدان الوزن،غباش الرؤية) و لديه قيمة عشوائية لسكر الدم تبلغ 200 ملغ/دل أو أكثر. معظم المرضى الذين يعانون من السكري النوع الأول يعانون من أعراض وتكون لديهم قيمة سكر الدم أكثر من 200 ملغ/دل. و بعض المرضى الذين يعانون من السكري النوع الثاني أيضًا يُعانون من ارتفاع مستوى سكر الدم مع أعراض وقيمة سكر في الدم أكثر من 200 ملغ/دل.
٢- أما في حال عدم وجود أعراض فيتم تشخيص السكري على النحو الآتي:
آ- قيم السكر في الدم عند الصيام لمدة لا تقل عن ثماني ساعات أكثر من 126 ملغ/دل.
ب- قيم السكر في الدم بعد ساعتين من الأكل أكثر من 200 ملغ/دل أثناء اختبار الغلوكوز الفموي بحمل 75 غ.
ج- قيم معدل الهيموغلوبين A1C أكثر من 6.5 بالمئة (48 ممول/مول).
كما يجب إعادة الفحص للتأكد أو القيام بفحص آخر.
ما هي طرق الوقاية من داء السكري؟
١- ممارسة الرياضة
٢- فقدان الوزن
٣- اتباع الحميات الغذائية الصحية (حيث يجب الالتزام بنظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون لأنه يرتبط بخطر أقل للإصابة بالسكري من النوع الثاني)
٤- التوقف عن التدخين
٥- كما يمكن إعطاء أدوية بإرشادات من الطبيب للأشخاص المعرضين للاصابة بداء السكري خصوصا الأشخاص المصابين بمقدمات السكري.
ما هو العلاج لداء السكري:
يجب مراجعة الطبيب بانتظام للاشخاص الذين يعانون من داء السكري أو الذين لديهم عوامل خطر للإصابة به. كما يجب إجراء الفحوصات الروتينية لمراقبة مستويات السكر في الدم.
ويشمل العلاج:
١- التغذية ونمط الأكل الصحي
٢- ممارسة الرياضة
٣- فقدان الوزن
٤- مراقبة مستويات سكر الدم
٥- التثقيف حول داء السكري
٦- كما قد يحتاج المريض بداء السكري الى تناول بعض الأدوية التي تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم. وقد تشمل هذه الأدوية حقن الأنسولين و أدوية أخرى مثل:
١- الميتفورمين (جلوكوفاج)
يُصنف كدواء من فئة البيجوانيد، وهو الدواء الوحيد المتاح في هذه الفئة. يقلل الميتفورمين من مستويات الجلوكوز في الدم بشكل أساسي عن طريق تقليل كمية الجلوكوز التي ينتجها الكبد. كما يساعد الميتفورمين أيضًا في خفض مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق جعل أنسجة العضلات أكثر حساسية للأنسولين بحيث يمكن استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة.
عادةً ما يتم تناوله مرتين في اليوم.
واحد من الآثار الجانبية المحتملة للميتفورمين هو الإسهال، ولكن يتحسن هذا عندما يتم تناول الدواء مع الطعام.
٢- مثبطات DPP-4
تساعد مثبطات DPP-4 في تحسين مستوى A1C (وهو مقياس لمتوسط مستويات الجلوكوز في الدم على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر) دون أن تتسبب في حدوث هبوط في مستوى الجلوكوز في الدم (انخفاض حاد). تعمل عن طريق منع تحطم الهرمونات الطبيعية الموجودة في الجسم، GLP-1 و GIP.
تقلل هذه الهرمونات من مستويات الجلوكوز في الجسم، لكنها تتحطم بسرعة شديدة لذا لا تعمل بشكل جيد عند حقنها كدواء بمفردها.
لا تسبب مثبطات DPP-4 زيادة في الوزن وعادةً ما يتم تحملها بشكل جيد جدًا.
انواع أربع مثبطات DPP-4:
– ألوغليبتين
– ليناغليبتين
– ساكساغليبتين
– سيتاغليبتين
٣- مثبطات SGLT2
الجلوكوز في الدورة الدموية يمر عبر الكلى، حيث يتم إما إفرازه في البول أو إعادة امتصاصه مرة أخرى في الدم.
مثبط الصوديوم-جلوكوز المشارك 2 (SGLT2) يعمل في الكلى على إعادة امتصاص الجلوكوز، ومثبطات SGLT2 تمنع هذا العمل، مما يؤدي إلى التخلص من الجلوكوز الزائد في البول.
من خلال زيادة كمية الجلوكوز المفرزة في البول، يمكن للأشخاص رؤية تحسين في مستويات الجلوكوز في الدم، وفقدان بعض الوزن، وانخفاض طفيف في ضغط الدم. تمت الموافقة على بيكساغليفلوزين، كاناغليفلوزين، داباغليفلوزين، وإمباغليفلوزين من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) كمثبطات SGLT2 لعلاج مرض السكري من النوع 2.
من المعروف أيضًا أن مثبطات SGLT2 تساعد في تحسين النتائج لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، وأمراض الكلى، وقصور القلب. لهذا السبب، غالباً ما تُستخدم هذه الأدوية في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 ولديهم أيضاً مشاكل في القلب أو الكلى.
ونظراً لأنها تزيد من مستويات الجلوكوز في البول، فإن الآثار الجانبية الشائعة تشمل العدوى الفطرية في منطقة الأعضاء التناسلية.
٤- مثبطات سلفونيل يوريا
تستخدم لتحفيز خلايا بيتا في البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين.
هناك ثلاثة أدوية رئيسية من مثبطات سلفونيل يوريا تستخدم اليوم، جليميبيرايد، جليبيزايد، وجليبيورايد.
عادةً ما يتم تناول هذه الأدوية مرة أو مرتين في اليوم، قبل الوجبات.
تتمتع جميع أدوية سلفونيل يوريا بتأثيرات مماثلة على مستويات الجلوكوز في الدم، ولكنها تختلف في الآثار الجانبية، وتردد الجرعات، والتفاعلات مع الأدوية الأخرى.
وأكثر الآثار الجانبية شيوعًا مع مثبطات سلفونيل يوريا هي انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم وزيادة الوزن.
٥- ثيازوليدينيدايونات (TZDs)
الروزيغليتازون والبيوغليتازون ينتميان إلى مجموعة من الأدوية تسمى ثيازوليدينيدايونات.
تساعد هذه الأدوية الأنسولين على العمل بشكل أفضل في العضلات والدهون وتقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد.
ميزة لدى الثيازوليدينيدايونات هي أنها تخفض مستوى الجلوكوز في الدم دون زيادة خطر حدوث انخفاض في مستوى الجلوكوز في الدم. ولكن يمكن أن تزيد كل من الدوائين في هذه الفئة من خطر الإصابة بقصور القلب لدى بعض الأفراد وقد تسبب أيضًا احتباس السوائل (الوذمة) في الساقين والقدمين.
إعداد: د. يزن عبيد
إشراف: د.منير أبوهلالة
Reference:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3006051/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3891203/
https://diabetes.org/healthy-living/medication-treatments/oral-other-injectable-diabetes-medications