جراحة

استئصال الناميات: فائدته ومخاطره وبدائله

استئصال الناميات أو الغدانيات هو إجراء جراحي يزيل اللحميات أو الناميات (Adenoids)، وهي غدد صغيرة تقع خلف الأنف. الناميات هي جزء من الجهاز المناعي وتساعد في مكافحة العدوى، ولكنها يمكن أن تسبب مشاكل أيضًا إذا أصبحت منتفخة أو متضخمة. في هذه المقالة، سنشرح ما هو استئصال الناميات، ولماذا يتم إجراؤه، وما يمكن توقعه قبل وأثناء وبعد الجراحة، وما هي المخاطر والبدائل المحتملة.

ما هي الناميات ولماذا يجب إزالتها؟

الناميات عبارة عن كتل صغيرة من الأنسجة تقع في الجزء الخلفي من الأنف، فوق سقف الفم. وهي غير مرئية من خلال الفم أو الأنف. وهي جزء من الجهاز اللمفاوي، الذي هو بدوره عبارة عن شبكة من الأعضاء والأنسجة التي تساعد على مكافحة الالتهابات والأمراض. تنتج الناميات أجسامًا مضادة، وهي بروتينات تساعد الجسم على محاربة الجراثيم.

تكون الناميات أكبر عند الرضع والأطفال الصغار، وعادةً ما تبدأ في الانكماش في سن الخامسة تقريبًا. وبحلول الوقت الذي يصل فيه معظم الأطفال إلى سن المراهقة، تكون الناميات قد اختفت تقريبًا. لكن بعض الأطفال يعانون من تضخم الناميات بشكل غير طبيعي أو تورمها بسبب الالتهابات أو الحساسية أو لأسباب أخرى. وهذا يمكن أن يسبب مشاكل مثل:

– صعوبة في التنفس عن طريق الأنف

– الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم

– التهابات الأذن المتكررة وفقدان السمع

– التهابات الجيوب الأنفية المزمنة واحتقان الأنف

– التنفس من الفم وجفاف الفم

– رائحة الفم الكريهة ومشاكل الأسنان

إذا استمرت هذه المشاكل أو تعارضت مع نوعية حياة طفلك، فقد يوصي طبيبك بإزالة الناميات. تسمى هذه الجراحة استئصال الناميات.

كيف يتم إجراء عملية استئصال الناميات؟

عادة ما يتم إجراء عملية استئصال الناميات كإجراء للمرضى الخارجيين، مما يعني أنه يمكن لطفلك العودة إلى المنزل في نفس يوم إجراء الجراحة. تُجْرَى العملية الجراحية تحت التخدير العام، مما يعني أن طفلك سيكون نائماً ولن يشعر بأي ألم أثناء العملية.

سيستخدم الجراح أداة خاصة تسمى المنظار الداخلي للنظر داخل أنف طفلك وحلقه. المنظار عبارة عن أنبوب رفيع ومرن مزود بضوء وكاميرا في نهايته. سيستخدم الجراح بعد ذلك أداة صغيرة لقطع أو كي (حرق) الناميات وإزالتها عن طريق الفم. تستغرق الجراحة عادة حوالي 15 إلى 30 دقيقة.

ما هي مخاطر ومضاعفات استئصال الناميات؟

تعد عملية استئصال الناميات عملية جراحية آمنة وشائعة، ولكن مثلها مثل أي عملية جراحية، لها بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. وتشمل ما يلي:

1 -النزيف: قد يحدث بعض النزيف من الأنف أو الفم أثناء أو بعد العملية. وعادة ما يكون هذا أمرًا بسيطًا ويمكن التحكم فيه. ومع ذلك، إذا كان النزيف حادًا أو لا يتوقف، فقد يحتاج طفلك إلى العودة إلى المستشفى لتلقي العلاج.

2 -العدوى: ثمة خطر ضئيل للإصابة بالعدوى في الأنف أو الحلق بعد الجراحة. مما يؤدي إلى حدوث الحمى أو الألم أو التورم أو القيح. قد يحتاج طفلك إلى المضادات الحيوية لعلاج العدوى.

3 -الجفاف: قد يواجه طفلك صعوبة في شرب السوائل بعد العملية بسبب الألم أو الغثيان. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، والذي من المحتمل أن يسبب الصداع، والدوخة أو الضعف. لذا يعتين عليك أن تسقي طفلك الكثير من الماء أو السوائل الصافية لمنع الجفاف.

4 -تغير الصوت: قد يبدو صوت طفلك مختلفًا بعد الجراحة بسبب التغيرات في تدفق الهواء عبر الأنف والحنجرة. عادة ما يكون هذا مؤقتًا وسيتحسن بمرور الوقت.

5 -قلس الأنف: قد يعاني طفلك من قلس الأنف بعد الجراحة، مما يعني أن الطعام أو السوائل قد تخرج من الأنف عند البلع. وذلك لأن الناميات تعمل كصمام يمنع حدوث ذلك. عادة ما تُحَلُّ هذه المشكلة في غضون أسابيع قليلة عندما تتكيف عضلات الحلق.

6 -التكرار: يوجد احتمال ضئيل أن تنمو الناميات مرة أخرى بعد الجراحة، خاصة إذا لم تتم إزالتها بالكامل. هذا قد يسبب نفس الأعراض كما كان من قبل. عندها سيحتاج طفلك إلى عملية جراحية أخرى لإزالتها مرة أخرى.

ما هي بدائل استئصال الناميات؟

إن استئصال الناميات ليس ضروريًا دائماً أو مناسبًا لكل طفل يعاني من الناميات المتضخمة أو المنتفخة. قد يقترح طبيبك خيارات أخرى حسب حالة طفلك وتفضيلاته. وتشمل هذه:

– الانتظار والمراقبة: إذا كانت أعراض طفلك خفيفة أو عرضية، فقد يوصي طبيبك بالانتظار ومراقبة حالة طفلك. لأن بعض الأطفال يمكن أن يتغلبوا على مشاكلهم عندما تتقلص الناميات لديهم بشكل طبيعي مع مرور الوقت.

– الأدوية: قد يصف طبيبك أدوية لعلاج أعراض طفلك أو الأسباب الكامنة وراء تضخم أو تورم الناميات. تشمل المضادات الحيوية للعدوى، ومضادات الهيستامين للحساسية، ومزيلات الاحتقان لاحتقان الأنف، أو المنشطات للالتهابات.

– اختبار الحساسية وعلاجها: إذا كانت مشاكل الناميات لدى طفلك ناجمة عن الحساسية، فقد يحيل طبيبك طفلك إلى طبيب الحساسية للاختبار والعلاج. يتضمن ذلك تحديد وتجنب مسببات الحساسية التي تسبب أعراض طفلك، أو تناول حقن أو قطرات الحساسية لتقليل حساسية طفلك تجاهها.

– الري الأنفي: قد يوصي طبيبك بالري الأنفي لطفلك، وهو عبارة عن طريقة لشطف الأنف والجيوب الأنفية بالماء المالح. يمكن أن يساعد ذلك في إزالة المخاط والجراثيم من الأنف وتقليل الالتهاب والعدوى. يمكنك شراء أدوات أو أجهزة ري الأنف من الصيدليات أو عبر الإنترنت.

ما الذي يمكن توقعه قبل وأثناء وبعد استئصال الناميات؟

قبل الجراحة:

– سوف يشرح لك طبيبك الإجراء والمخاطر والفوائد والبدائل لك ولطفلك.

– سيعطيك طبيبك تعليمات حول كيفية تحضير طفلك للجراحة. يشمل ذلك إيقاف بعض الأدوية، والصيام لبضع ساعات قبل الجراحة، وإحضار اللعبة أو البطانية المفضلة لطفلك إلى المستشفى.

– سيقوم طبيبك بإجراء فحص جسدي وبعض الاختبارات على طفلك للتأكد من أنه يتمتع بصحة جيدة ومستعد لإجراء العملية. تشمل اختبارات الدم أو اختبارات البول أو الأشعة السينية للصدر أو مخطط كهربية القلب (EKGs).

– سيسألك طبيبك أيضًا عن التاريخ الطبي لطفلك، والحساسية، والأدوية، وأي عمليات جراحية أو تخدير سابقة.

أثناء الجراحة:

– سيُنْقَلُ طفلك إلى غرفة العمليات ويُعْطَى تخديرًا عامًا من خلال قناع أو خط وريدي (IV). سوف ينام طفلك ولن يشعر بأي ألم أثناء الجراحة.

– سيستخدم الجراح منظارًا داخليًا للنظر داخل أنف طفلك وحلقه وليزيل الناميات من خلال الفم.

– سيتحقق الجراح من وجود أي نزيف أو مضاعفات ويضغط أو يحزم إذا لزم الأمر.

– سيقوم الجراح بإغلاق فم طفلك بغرز أو غراء وينقل طفلك إلى غرفة الإنعاش.

بعد الجراحة:

– سوف يستيقظ طفلك في غرفة الإنعاش وسيخضع للمراقبة من قبل الممرضات حتى يصبح مستقرًا ويقظًا. قد يعاني طفلك من التهاب في الحلق، أو انسداد في الأنف، أو بعض النزيف من الأنف أو الفم. وهذه عوارض طبيعية وسوف تتحسن مع مرور الوقت.

– سيُعْطَى طفلك مسكنات الألم، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للغثيان، أو أدوية أخرى حسب الحاجة. يمكن أيضًا إعطاء طفلك الأكسجين أو السوائل من خلال قناع أو خط وريدي.

– قد يتمكن طفلك من العودة إلى المنزل في نفس يوم إجراء الجراحة أو البقاء طوال الليل في المستشفى للمراقبة. هذا يعتمد على حالة طفلك وتعافيه.

– سيعطيك طبيبك تعليمات حول كيفية رعاية طفلك في المنزل. قد يشمل ذلك إعطاء الأدوية لطفلك، والحفاظ على رطوبته، وتجنب الأطعمة الحارة أو الصلبة، ورفع رأس طفلك عند النوم، ومراقبة علامات العدوى أو النزيف.

– سيقوم طبيبك أيضًا بتحديد موعد للمتابعة للتحقق من شفاء طفلك وتقدمه.

خاتمة

استئصال الناميات هي عملية جراحية مهمة؛ لأن عدم إزالة الناميات يمكن أن يسبب مشاكل إذا أصبحت منتفخة أو متضخمة. تتم الجراحة تحت التخدير العام وتستغرق عادة حوالي 15 إلى 30 دقيقة. يمكن أن تساعد الجراحة في تحسين تنفس طفلك وجودة نومه وصحة الأذن وصحة الجيوب الأنفية والرفاهية العامة. تنطوي الجراحة على بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، لكنها نادرة وقابلة للعلاج. كما أن للجراحة بعض البدائل التي قد تكون مناسبة لبعض الأطفال حسب حالتهم وتفضيلاتهم. إذا كان لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن استئصال الناميات، تحدث مع طبيبك للحصول على مزيد من المعلومات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى