جراثيم وبكتيريا

المتفطرة الطيرية نظيرة السل: عدوى بكتيرية خفية ذات تأثيرات خطيرة

المتفطرة الطيرية نظيرة السل (Mycobacterium avium complex – MAC) هي مجموعة من البكتيريا التي تشبه بكتيريا السل، لكنها تختلف عنها بعدم قابليتها للانتقال بسهولة من شخص لآخر. على الرغم من ذلك، يمكن أن تسبب عدوى الـ MAC أمراضًا خطيرة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

طرق العدوى

تتواجد بكتيريا المتفطرة الطيرية نظيرة السلفي التربة والماء والحيوانات، مثل الطيور والخنازير. يمكن أن ينتقل العدوى إلى الإنسان من خلال:

  • استنشاق الرذاذ المتلوث: يحدث ذلك عند تنفس الهواء الملوث ببكتيريا الـ MAC، مثل ما قد يحدث عند تنظيف أحواض الأسماك أو العمل في مزارع الدواجن.
  • تناول الأطعمة الملوثة: يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق تناول لحوم أو منتجات حيوانية ملوثة، مثل الحليب غير المبستر.
  • الملامسة المباشرة: نادراً ما تنتقل العدوى عن طريق ملامسة الجلد أو الجروح السطحية.

الأعراض

تختلف أعراض عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل حسب موقع العدوى. تشمل الأعراض الشائعة:

  • عدوى الرئة: سعال، وضيق في التنفس، وألم في الصدر، والحمى، والتعب، وفقدان الوزن.
  • عدوى الجهاز الهضمي: الإسهال، وآلام البطن، وفقدان الوزن.
  • عدوى العقد اللمفاوية: تورم الغدد الليمفاوية، والحمى، والتعرق الليلي.
  • عدوى الجلد: طفح جلدي، وآفات جلدية.

الفئات المعرضة للخطر

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بعدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل هم:

  • مرضى نقص المناعة: مثل مرضى الإيدز، ومرضى السرطان، ومتلقي زراعة الأعضاء.
  • كبار السن: تضعف المناعة مع تقدم العمر، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
  • المدخنون: يُعد التدخين عامل خطر للإصابة بأمراض الرئة، بما في ذلك عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة: مثل داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

التشخيص

يتم تشخيص عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل عن طريق اختبارات مختلفة، بما في ذلك:

  • اختبارات الجلد: يتم حقن كمية صغيرة من مستضد المتفطرة الطيرية نظيرة السل تحت الجلد، ويتم مراقبة رد فعل الجهاز المناعي.
  • اختبارات الدم: تبحث عن الأجسام المضادة للمتفطرة الطيرية نظيرة السل في الدم.
  • اختبارات التصوير: مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للصدر للكشف عن أي أمراض في الرئة.
  • اختبارات الفحص المجهري: يتم تحليل عينات من السوائل أو الأنسجة للبحث عن بكتيريا المتفطرة الطيرية نظيرة السل.

علاج عدوى

يعتمد علاج عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل على موقع العدوى وشدتها. عادة ما يشمل العلاج مزيجًا من المضادات الحيوية لمدة طويلة، والتي قد تصل إلى عامين أو أكثر. قد تحتاج بعض الحالات إلى دخول المستشفى.

1. أنواع المضادات الحيوية:

  • المضادات الحيوية من مجموعة الماكروليد: مثل الأزيثروميسين (Azithromycin) والكلاريثروميسين (Clarithromycin).
  • الإيثامبوتول (Ethambutol): مضاد حيوي آخر يُستخدم لعلاج عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل.
  • الريفاميسين (Rifamycin): مثل الريفامبين (Rifampin) والريفابوتين (Rifabutin).

2. مدة العلاج:

  • عادة ما يستمر علاج عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل لمدة سنة إلى سنتين، أو أطول في بعض الحالات.
  • يعتمد طول العلاج على:
    • موقع العدوى: عدوى الرئة تتطلب علاجًا أطول من عدوى الجلد.
    • شدّة العدوى: العدوى الشديدة تتطلب علاجًا أطول من العدوى الخفيفة.
    • استجابة المريض للعلاج: قد يحتاج بعض المرضى إلى علاج لفترة أطول من غيرهم.

3. حالات دخول المستشفى:

  • قد تحتاج بعض الحالات الشديدة من عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل إلى الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج الوريدي.
  • تشمل حالات دخول المستشفى:
    • عدوى الرئة الشديدة: مع صعوبة في التنفس.
    • انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم: مثل الدم أو الكبد أو الدماغ.
    • ضعف جهاز المناعة الشديد: مما يجعل من الصعب على الجسم مكافحة العدوى.

4. الآثار الجانبية للعلاج:

  • يمكن أن تسبب المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل بعض الآثار الجانبية، مثل:
    • اضطرابات المعدة: مثل الغثيان والقيء والإسهال.
    • الطفح الجلدي.
    • الصداع.
    • تغيرات في الرؤية.
    • مشاكل في الكبد.

5. المراقبة أثناء العلاج:

  • سيقوم الطبيب بمراقبة المريض بانتظام أثناء العلاج للتأكد من استجابته للعلاج ولتقييم فعالية العلاج.
  • قد تشمل المراقبة:
    • اختبارات الدم: لقياس مستويات المضادات الحيوية في الدم وتقييم وظائف الكبد.
    • تصوير الصدر بالأشعة السينية: لمراقبة حالة الرئتين.
    • اختبارات وظائف الرئة: لتقييم قدرة المريض على التنفس.
    • اختبارات البول: للتحقق من وجود عدوى في البول.

6. أهمية الالتزام بالعلاج:

  • من المهم جدًا الالتزام بالعلاج حسب تعليمات الطبيب، حتى لو تحسنت الأعراض.
  • يمكن أن يؤدي التوقف عن العلاج المبكر إلى عودة العدوى أو تفاقمها.
  • يجب إخبار الطبيب بأي أعراض جانبية جديدة أو تفاقم للأعراض الموجودة.

الوقاية

لا يوجد لقاح متاح للوقاية من عدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل. ومع ذلك، يمكن اتباع بعض الخطوات للحد من خطر الإصابة، بما في ذلك:

  • غسل اليدين بشكل متكرر: خاصة بعد ملامسة الحيوانات أو التربة أو الماء.
  • تجنب شرب الحليب غير المبستر ومنتجات الألبان الأخرى غير المأمونة.
  • طهي اللحوم جيدًا: لتجنب تناول اللحوم الملوثة.
  • الإقلاع عن التدخين: لتقليل خطر الإصابة بأمراض الرئة.
  • الحصول على التطعيمات اللازمة: مثل تطعيم الإنفلونزا، الذي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض الرئة التي قد تزيد من خطر الإصابة بعدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل.

الخلاصة

المتفطرة الطيرية نظيرة السل هي عدوى بكتيرية خطيرة يمكن أن تصيب مختلف أجهزة الجسم، خاصةً لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. على الرغم من صعوبة علاجها، إلا أنه يمكن السيطرة عليها والوقاية من المضاعفات من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب واتباع خطوات الوقاية.

نصائح هامة:

  • إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت لعدوى المتفطرة الطيرية نظيرة السل، فمن المهم مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
  • اتبع تعليمات الطبيب بدقة فيما يتعلق بالعلاج.
  • أخبر طبيبك عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها.
  • احرص على اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة جهاز المناعة لديك.

ملاحظة:

هذه المعلومات مقدمة لأغراض تثقيفية فقط ولا تُغني عن استشارة الطبيب المختص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى