ترند صحي

دراسة: الفيتامين الذي وُصِفَ لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب قد يزيده بالفعل

التمثيل الغذائي هو مصطلح يشير إلى العمليات الكيميائية التي تحدث في جسمك لتحويل الأطعمة والمشروبات إلى طاقة. يؤثر التمثيل الغذائي لديك على العديد من جوانب صحتك، بما في ذلك وزنك وسكر الدم والكوليسترول وضغط الدم. قد يتناول بعض الأشخاص المكملات الغذائية أو الأدوية لتحسين صحتهم الأيضية وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، ليست كل هذه المنتجات آمنة أو فعالة. في الواقع، قد يكون لبعضها تأثير معاكس ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

أحد هذه المنتجات هو النياسين (Niacin)، المعروف أيضًا باسم فيتامين B3. النياسين هو فيتامين قابل للذوبان في الماء ويشارك في العديد من التفاعلات الأيضية، مثل تكسير الكربوهيدرات والدهون والبروتينات. يساعد النياسين أيضًا على خفض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، ورفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL). لهذه الأسباب، تم وصف النياسين لبعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول أو عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب.

ومع ذلك، وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب أن النياسين قد يزيد بالفعل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى بعض الناس. وشملت الدراسة أكثر من 25 ألف شخص لديهم تاريخ من الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو كانوا معرضين لخطر الإصابة بها. تم تعيينهم بشكل عشوائي لتلقي إما النياسين بالإضافة إلى دواء يسمى لاروبيبرانت (laropiprant)، والذي يقلل من الآثار الجانبية للنياسين، أو دواء وهمي. استمرت الدراسة لمدة أربع سنوات تقريبًا، وقام الباحثون بقياس مستويات النياسين والكوليسترول في دم المشاركين وعلامات أخرى للصحة الأيضية. كما قاموا بتتبع حدوث النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والوفيات لأي سبب كان.

نتائج الدراسة

وأظهرت النتائج أن النياسين لم يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة مقارنة بالعلاج الوهمي. لكن في الحقيقة، يزيد النياسين من خطر حدوث نزيف خطير، والالتهابات، والسكري، وغيرها من الآثار الضارة. وخلص الباحثون إلى أنه لا ينبغي استخدام النياسين للوقاية من أمراض القلب أو علاجها، خاصة مع دواء لاروببرانت. واقترحوا أن النياسين قد يتداخل مع التأثيرات المفيدة للأدوية الأخرى التي تخفض نسبة الكوليسترول، مثل الستاتينات (statins). كما توقعوا أن النياسين قد يكون له آثار سلبية على الأوعية الدموية، والجهاز المناعي، واستقلاب الجلوكوز.

تضيف الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن النياسين ليس علاجًا آمنًا أو فعالًا لأمراض القلب. وأظهرت دراسات سابقة أيضًا أن النياسين لا يمنع النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وقد يسبب تلف الكبد والطفح الجلدي وقرحة المعدة والنقرس.

لذلك، إذا كان لديك ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم أو عوامل خطر أخرى للإصابة بأمراض القلب، فيجب عليك عدم تناول مكملات النياسين أو الأدوية دون استشارة الطبيب. يجب أيضًا أن تكون على دراية بمحتوى النياسين في نظامك الغذائي، حيث تُعَدُّ بعض الأطعمة، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والمكسرات والحبوب المدعمة، مصادر غنية بالنياسين. المدخول اليومي الموصى به من النياسين للبالغين هو 16 ملغ للرجال و 14 ملغ للنساء. قد يؤدي تناول أكثر من 35 ملغ من النياسين يوميًا إلى حدوث احمرار وحكة وآثار جانبية أخرى.

أفضل طريقة لتحسين صحتك الأيضية وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب هي اتباع نمط حياة صحي. ويشمل ذلك تناول نظام غذائي متوازن منخفض الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول والصوديوم وغني بالألياف والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. يجب عليك أيضًا ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، والحد من تناول الكحول، وإدارة التوتر. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك تناول أي أدوية يصفها لك طبيبك للتحكم في ضغط الدم أو نسبة السكر في الدم أو مستويات الكوليسترول في الدم. هذه الخطوات ستساعدك على الحفاظ على صحة قلبك وقوته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى