تغذية

المراحل الثلاث لفقدان الوزن، وفقًا لاختصاصي التغذية

إذا كنت تبحث عن طريقة لإنقاص الوزن والحفاظ عليه، فقد تتساءل ما هي أفضل الإستراتيجيات والمدة التي ستستغرقها لرؤية النتائج. إن فقدان الوزن ليس عملية واحدة تناسب الجميع، ويمكن أن يختلف اعتمادًا على عواملك الفردية، مثل عمرك وجنسك ووزنك الأولي والنظام الغذائي ومستوى النشاط البدني. ومع ذلك، توجد بعض المراحل العامة التي يمر بها معظم الأشخاص عندما يشرعون في رحلة فقدان الوزن. يمكن أن يساعدك فهم هذه المراحل في وضع توقعات واقعية والتغلب على التحديات وتحقيق أهدافك.

المرحلة 1: فقدان الوزن السريع

عادة ما تكون المرحلة الأولى من فقدان الوزن هي الأكثر وضوحًا وإثارة، حيث قد تلاحظ انخفاضًا ملحوظًا في وزنك وتغيرات في مظهرك ومدى ملاءمة ملابسك. تحدث هذه المرحلة عادة خلال الأسابيع القليلة الأولى من بدء نظام غذائي جديد أو نظام تمارين رياضية، ويرجع ذلك في الغالب إلى فقدان الماء. عندما تقلل من تناول السعرات الحرارية، يستخدم جسمك الكربوهيدرات المخزنة (الجليكوجين) للحصول على الطاقة، وهذا أيضًا يطلق الماء الذي تم تخزينه مع الجليكوجين. ويؤدي هذا إلى خسارة صافية في وزن الماء، والتي يمكن أن تصل إلى عدة جنيهات.

ومع ذلك، فإن هذه المرحلة لا تشير إلى فقدانك الحقيقي للدهون، وهي غير مستدامة على المدى الطويل. عندما يتكيف جسمك مع عاداتك الجديدة، سوف يتباطأ فقدان الوزن ويصبح أكثر تدريجيًا. وهذا أمر طبيعي ومتوقع، ولا يعني أنك تفعل أي شيء خاطئ أو أن نظامك الغذائي لا يعمل. إنه يعني ببساطة أنك تدخل المرحلة التالية من فقدان الوزن، والتي هي أكثر واقعية وصحية.

المرحلة الثانية: فقدان الوزن تدريجيًا

المرحلة الثانية من فقدان الوزن هي عندما تبدأ في فقدان الدهون بمعدل أكثر ثباتًا، يتراوح عادةً من 226 غراماً إلى 1 كيلو غرام في الأسبوع. يمكن أن تستمر هذه المرحلة لعدة أشهر أو حتى سنوات، اعتمادًا على هدفك في إنقاص الوزن وكمية الدهون التي يجب أن تفقدها. خلال هذه المرحلة، قد تلاحظ المزيد من التغييرات في تكوين جسمك، مثل زيادة كتلة العضلات، وانخفاض نسبة الدهون في الجسم، وتحسن العلامات الصحية، مثل ضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر في الدم.

للوصول إلى هذه المرحلة، تحتاج إلى خلق عجز في السعرات الحرارية، مما يعني أنك تحرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلكه. يمكنك القيام بذلك من خلال اتباع نظام غذائي متوازن ومغذي يناسب تفضيلاتك وأسلوب حياتك، ومن خلال ممارسة النشاط البدني المنتظم الذي تستمتع به ويمكنك الالتزام به. قد تستفيد أيضًا من إجراء بعض التغييرات السلوكية، مثل تتبع تناولك للطعام، وتحديد أهداف ذكية، وإدارة التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

ومع ذلك، فإن هذه المرحلة لا تخلو من التحديات، وقد تواجه بعض العقبات على طول الطريق، مثل ثبات فقدان الوزن، أو الرغبة الشديدة، أو الملل، أو فقدان الحافز. هذه أمور شائعة وطبيعية، ولا تعني أنك فشلت أو أنه يجب عليك الاستسلام. وبدلاً من ذلك، يجب عليك النظر إليها على أنها فرص للتعلم وتعديل وتحسين إستراتيجياتك. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى تغيير كمية السعرات الحرارية التي تتناولها، أو تغيير روتين تمرينك، أو طلب الدعم من الآخرين للتغلب على هذه العقبات.

المرحلة 3: الحفاظ على فقدان الوزن

المرحلة الثالثة والأخيرة من فقدان الوزن هي عندما تصل إلى الوزن المستهدف وترغب في الحفاظ عليه لبقية حياتك. غالبًا ما تكون هذه المرحلة هي الأكثر صعوبة والتي يتم التغاضي عنها، حيث يميل الكثير من الأشخاص إلى الاسترخاء أو العودة إلى عاداتهم القديمة بعد فقدان الوزن، وينتهي بهم الأمر باستعادة بعض أو كل الوزن الذي فقدوه. يمكن أن يكون هذا محبطًا، كما يمكن أن يكون له آثار سلبية على صحتك ورفاهيتك.

ولمنع حدوث ذلك، تحتاج إلى تبني منظور طويل المدى والتعامل مع الحفاظ على فقدان الوزن باعتباره التزامًا مدى الحياة. وهذا يعني أنك بحاجة إلى الاستمرار في اتباع العادات الصحية التي ساعدتك على فقدان الوزن في المقام الأول، مثل تناول الطعام بشكل جيد، وممارسة الرياضة بانتظام، وضبط التوتر. تحتاج أيضًا إلى مراقبة وزنك وتكوين جسمك بانتظام، وإجراء التعديلات حسب الحاجة للحفاظ على توازن السعرات الحرارية لديك. قد تجد أيضًا أنه من المفيد الانضمام إلى برنامج الحفاظ على الوزن أو مجموعة الدعم التي يمكنها تزويدك بالتوجيه والمساءلة والتشجيع.

إن الحفاظ على فقدان الوزن ليس عملية ثابتة أو جامدة، وقد يتطلب بعض التجربة والخطأ والمرونة للعثور على ما يناسبك. قد تواجه أيضًا بعض التقلبات في وزنك بمرور الوقت، بسبب عوامل مثل التغيرات الهرمونية أو الشيخوخة أو المرض أو أحداث الحياة. وهذا أمر طبيعي ومتوقع، ولا يعني أنك فشلت أو أنك بحاجة للبدء من جديد. طالما بقيت ضمن نطاق الوزن الصحي وتشعر بالرضا عن نفسك وأسلوب حياتك، يمكنك اعتبار نفسك ناجحًا في الحفاظ على فقدان الوزن.

خاتمة

فقدان الوزن هو عملية معقدة وديناميكية تتضمن مراحل مختلفة، لكل منها خصائصها وفوائدها وتحدياتها. ومن خلال فهم هذه المراحل، يمكنك وضع توقعات واقعية والتغلب على العقبات وتحقيق أهدافك. تذكر أن فقدان الوزن ليس وجهة، بل رحلة، وأن الشيء الأكثر أهمية هو الاستمتاع بالعملية والاحتفال بالتقدم الذي تحرزه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى