أنف وأذن وحنجرة

علاج التهاب الأذن الوسطى وطرق الوقاية

يتعرض الأطفال للإصابة بالعديد من الأمراض في مختلف مراحل حياتهم ولكن غالباً ما يواجه الوالدان صعوبة في معرفة ذلك بسبب عدم مقدرة الأطفال على إخبارهم، لذا يجب على الوالدين أن يكونا على دراية بها، وبالأعراض المصاحبة لها، والإرشادات العلاجية، حتى يمكن حماية الطفل، وتقديم الرعاية اللازمة له. يُعد التهاب الأذن الوسطى الحاد أحد أهم الأمراض التي تصيب الأطفال الصغار ومن الأسباب الشائعة جداً للحمى عندهم، وهو أكثر أنواع عدوى الأذن شيوعاً.

لا يصاب البالغون بعدوى الأذن بالقدر نفسه تقريباً. وهذا لأن البالغين تكون قناة إستاكيوس لديهم أطول وأكثر استقامة من الأطفال وهي القناة التي تربط بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي. تساعد قناة إستاكيوس في تصريف السوائل من الأذن إلى أسفل الحلق. يؤدي تصريف السوائل بشكل أفضل إلى تقليل احتمالية احتباس البكتيريا ونموها داخل الأذن. يمتلك البالغون أيضاً غدداً أصغر حجماً وأكثر كفاءة في الجزء الخلفي من الحلق. غالباً ما تسد اللحمية عند الأطفال قناة إستاكيوس وتمتلئ بالبكتيريا الضارة.

تتراوح أعلى نسبة حدوث التهاب الأذن الوسطى الحاد بين 6-24 شهراً وهي أعلى قليلاً عند الذكور، تقريباً 60-80٪ من الأطفال في عمر الثلاث سنوات قد عانوا من التهاب الأذن الوسطى الحاد مرة واحدة على الأقل. انخفض معدل حدوث التهاب الأذن الوسطى منذ إدخال لقاحات المكورات الرئوية والإنفلونزا. من المرجح أن يصاب طفلك بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من عدم الإصابة به ، لذا دعنا نتعمق في الموضوع.

الأعراض:

تختلف العلامات والأعراض التي يجب مراقبتها حسب العمر.

إذا بدأ طفلك في التحدث بوضوح، فقد تسمع “أذني تؤلمني” مع التهاب في الأذن. لكن من الصعب معرفة ما إذا كان الرضيع أو الطفل الصغير مصاباً بعدوى في الأذن. تشمل العلامات التي يجب البحث عنها مشاكل في النوم ، الحمى، سحب الأذنين أو شدهما، البكاء أكثر من المعتاد، الانزعاج عند الاستلقاء، الاستفراغ، رفض الأكل، نزول سوائل من الأذن وقلة الاستجابة للأصوات والضوضاء.

الأسباب:

تحدث عدوى الأذن بسبب بكتيريا أو فيروس في الأذن الوسطى. غالباً ما تنتج هذه العدوى عن مرض آخر مثل البرد أو الإنفلونزا أو الحساسية التي تسبب احتقاناً وتورماً في الممرات الأنفية والحلق وقناة إستاكيوس.

عوامل الخطر:

قد تساهم عوامل الخطر التالية في الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى:

– تلوث الهواء مثل التعرض لدخان التبغ.

– الأطفال الذين يرتادون دور الحضانة.

– الإرضاع خاصةً الأطفال الذين يشربون من زجاجة الرضاعة، في وضع الاستلقاء.

– الأطفال الذين لديهم أكثر من شقيق أو يعيشون في مكان مزدحم.

– الذكور.

– التاريخ الشخصي أو العائلي لالتهاب الأذن الوسطى الحاد.

– التشوهات الخلقية مثل الحنك المشقوق.

– سوء التغذية.

المضاعفات:

ضعف السمع، إن فقدان السمع الخفيف الذي يظهر ويزول، من الحالات الشائعة التي تحدث مع التهابات الأذن، ولكنه عادةً ما يتحسن بعد شفاء الالتهاب

انتشار العدوى. يمكن أن تنتشر العدوى التي لم تُعالَج، أو تلك التي لم تستجِبْ للعلاجات، إلى الأنسجة القريبة منها. نادراً ما يُلاحظ ذلك فقط في حالات البكتيريا الشديدة أو المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو جرعة / مدة غير كافية من المضادات الحيوية أو مقاومة البكتيريا للأدوية.

المضاعفات الأكثر شيوعاً هي التهاب الخُشَّاء الحاد وهو العظم البارز خلف الأذن وتمزُّق طبلة الأذن.

التشخيص:

 تشخيص التهاب الأذن الوسطى هو في الأساس تشخيص سريري يعتمد على الأعراض المميزة ونتائج تنظير الأذن باستخدام أداة طبية تسمى منظار الأذن حيث يتم النظر إلى الأذن الخارجية وطبلة الأذن للتحقق من وجود احمرار أو تورم أو وجود صديد وسوائل في الأذن.

العلاج:

في الماضي ، كثيراً ما استخدم الأطباء المضادات الحيوية لعلاج التهابات الأذن، بافتراض أن السبب بكتيري. اليوم، أصبح الأطباء أكثر انتقائية في وصف المضادات الحيوية. وذلك لأن المضادات الحيوية لا تساعد في علاج التهابات الأذن الفيروسية. ويمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى جعلها أقل فعالية. لذلك قد يقترح الطبيب الانتظار لمدة يوم أو يومين لمعرفة ما إذا كانت عدوى الأذن ستختفي من تلقاء نفسها. في غضون ذلك، تساعد الكمادات الدافئة ومسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية والراحة على تخفيف الألم.

عادةً ما تُعالَج العدوى عند الأطفال دون سن 6 أشهر أو التهاب الأذن الوسطى الحاد أو الأعراض الشديدة بالمضادات الحيوية عن طريق الفم.

الوقاية:

غالباً ما تتبع عدوى الأذن نزلات البرد أو الإنفلونزا، لذا فإن تطعيم نفسك وأطفالك خاصةً ضد الإنفلونزا والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، يعد طريقة جيدة للوقاية من التهابات الأذن. تجنب المهيجات مثل دخان السجائر لأنها يمكن أن تسبب الالتهاب والتورم وتراكم السوائل في الأذن الوسطى. أرضعي طفلك إذا أمكن تساعد المواد الموجودة في حليب الثدي في الحماية من التهابات الأذن. من المهم أيضاً إرضاع طفلك بالزجاجة أثناء جلوسه بدلاً من الاستلقاء. يمكن أن يتسبب الشرب أثناء الاستلقاء في انسداد قناة إستاكيوس ويؤدي ذلك إلى تراكم سوائل الأذن. كما هو الحال دائماً ، اغسل يديك وأيدي أطفالك جيدا وباستمرار لمنع انتشار الجراثيم.

References:

1 -Lieberthal, A. S., Carroll, A. E., Chonmaitree, T., Ganiats, T. G., Hoberman, A., Jackson, M. A., Joffe, M. D., Miller, D. T., Rosenfeld, R. M., Sevilla, X. D., Schwartz, R. H., Thomas, P. A., & Tunkel, D. E. (2013). The Diagnosis and Management of Acute Otitis Media. In Pediatrics (Vol. 131, Issue 3, pp. e964–e999). American Academy of Pediatrics (AAP). https://doi.org/10.1542/peds.2012-3488

2 -Avital, A., Donchin, M., Springer, C., Cohen, S., & Danino, E. (2018). Feeding young infants with their head in upright position reduces respiratory and ear morbidity. Scientific Reports, 8(1). https://doi.org/10.1038/s41598-018-24636-0

3 -Bowatte, G., Tham, R., Allen, K. J., Tan, D. J., Lau, M., Dai, X., & Lodge, C. J. (2015). Breastfeeding and childhood acute otitis media: a systematic review and meta-analysis. Acta Paediatrica (Oslo, Norway: 1992), 104(467), 85–95. https://doi.org/10.1111/apa.13151

4 -Kaur, R., Morris, M., & Pichichero, M. E. (2017). Epidemiology of acute otitis media in the postpneumococcal conjugate vaccine era. Pediatrics, 140(3). https://doi.org/10.1542/peds.2017-0181

5 -Shaikh, N., Hoberman, A., Kaleida, P. H., Rockette, H. E., Kurs-Lasky, M., Hoover, H., Pichichero, M. E., Roddey, O. F., Harrison, C., Hadley, J. A., & Schwartz, R. H. (2011). Otoscopic signs of otitis media. The Pediatric Infectious Disease Journal, 30(10), 822–826. https://doi.org/10.1097/INF.0b013e31822e6637

6 -Tong, S., Amand, C., Kieffer, A., & Kyaw, M. H. (2018). Trends in healthcare utilization and costs associated with acute otitis media in the United States during 2008–2014. BMC Health Services Research, 18(1). https://doi.org/10.1186/s12913-018-3139-1

7 -Laulajainen-Hongisto, A., Aarnisalo, A. A., & Jero, J. (2016). Differentiating acute otitis media and acute mastoiditis in hospitalized children. Current Allergy and Asthma Reports, 16(10), 72. https://doi.org/10.1007/s11882-016-0654-1

8 -UpToDate. (n.d.). Uptodate.com. Retrieved August 29, 2022, from https://www.uptodate.com/contents/acute-mastoiditis-in-children-treatment-and-prevention

9 -Venekamp, R. P., Sanders, S. L., Glasziou, P. P., Del Mar, C. B., & Rovers, M. M. (2015). Antibiotics for acute otitis media in children. Cochrane Database of Systematic Reviews, 6, CD000219. https://doi.org/10.1002/14651858.CD000219.pub4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى