كيف تتحدث إلى أبنائك حول الإدمان؟
إليك عزيزي الأب بعض النصائح التي تساعدك على كسر حاجز الصمت وتجعلك قادرا على التحدث مع أبنائك حول الإدمان بأنواعه والمخدرات..، كل ذلك في سبيل حمايتهم وزيادة الوعي الصحي لديهم حول مخاطر الإدمان ومشاكله وآثاره المدمرة:
أولا: عليك أن تدرك أنه من الهام تزويد الأبناء بالمعلومات الدقيقة والصحيحة عن المخدرات، وحتى يتم لك ذلك عليك الإلمام بمعلومات أساسية سليمة عامة عن المخدرات وأساليب مروجيها في إغراء الشباب بها، بحيث تكون قادرا على الرد على تساؤلات الأبناء، ذلك أن تجار المخدرات يموهون على الأغرار بمصالح إيجابية تتأتى من وراء تعاطي المخدرات مثل أنها تمنح السرور والرجولة والقوة، وأنها سهلة العلاج ولا يضر تعاطي كميات بسيطة منها..، كل ذلك يحتاج منك ردا سليما وموضوعيا مقنعا يقنعهم ويحميهم من هذه الإغراءات المغرضة.
ثانيا: اعمل على تحين الوقت المناسب للحديث مع الأبناء عن المخدرات؛ فأفضل الأوقات للحديث عن مثل هذه المواضيع مثل خطورة المخدرات هي أوقات الاسترخاء والراحة، وقد يكون من المناسب الحديث عن ذلك عندما تكون هناك مشكلة معروضة على التلفاز عن مأساة مدمن مخدرات..، حتى يكون الحديث أكثر قبولا وأكبر أثرا.
ثالثا: حاول أن يكون حديثك واضحا جليا، وكن حازما في رفض استعمال أبنائك للمخدرات خاصة إذا ما كانوا ما يزالون في سن الطفولة؛ حيث أن الطفل قبل أن يصل إلى سن المراهقة يرضخ لسلطات الأب، أما إذا كبروا وأصبحوا في سن المراهقة فتقرب منهم وحاورهم..، هذا بالطبع مع بعض الحزم الأبوي الذي لا بد منه.
رابعا: عليك أن تدرك عزيزي الأب أن الأبناء يحتاجون إلى من يستمع إليهم ويمنحهم الاهتمام والثقة حتى يستطيعوا التعبير عن أفكارهم ووجهات نظرهم بدون خجل أو خوف، وهم يحتاجون كذلك إلى من يستوعب انفعالاتهم وغضبهم.
خامسا: احرص عزيزي الأب على توفير الجو الأسري الهادئ الذي يمكنك من التواصل بشكل جيد مع أبنائك ويجعلك قادرا على ملاحظة أي تغيير على سلوكهم.
سادسا: ابتعد عزيزي الأب كل البعد عن أي حديث قد يحمل في طياته معاني الضغط والإكثار من النصح الجاف المطروح على شكل مواعظ دون استخدام البراهين العقلية والمنطقية، وإياك وانتقاد الأبناء والاستخفاف بعقولهم؛ حيث أن هذه الطرق تؤدي إلى فقدان أواصر التواصل والثقة بين الأب وأبنائه.
سابعاً: كن قريبا من ابنك وراقب التعبيرات التي تظهر على وجهه وحركات جسمه؛ حتى تسطيع أن تفهمه بشكل جيد وتعلم صدقه واقتناعه من عدمهما.
ثامناً: امنح أبناءك الدعم التعبيري من خلال الابتسامة أو العناق أو التربيت على الظهر أو الكتف، أو حتى بنظرة جميلة معبرة من العين.
ثامنا: استخدم عزيزي الأب نبرات صوت هادئة ومناسبة للرد على أسئلة الأبناء، وتجنب فرض رأيك عليهم لأن ذلك ينفرهم من الحديث والاستماع.
تاسعا: لا تنس عزيزي الأب أن القدوة الصادقة الصالحة هي الأساس الأكبر أثرا في نفوس أبنائك، فاحرص على التصرف السليم السديد فقي كل حين، بخاصة أمام أبنائك وإياك وممارسة الفواحش والمنكرات سرا أو علنا لأن ذلك سوف يفقدك ثقة الأبناء ويقلل من مصداقية حديثك معهم.
وفي النهاية التي هي بداية كل عمل بناء ومثمر احرص عزيزي الأب على تنمية الوازع الديني لدى أبنائك من خلال التحدث معهم حول قصص النبي الأمين عليه الصلاة والسلام وقصص السلف الصالح وكيف كانوا يترفعون عن شهوات الدنيا في سبيل الحفاظ على دينهم ودنياهم، عسى الله أن يحمي أسرتك الصغيرة من كل شر وسوء، مع تمنياتنا لك ولأبنائك بالسلامة والأمان والصحة والعافية.