أمراض الدم

فقر الدم لدى الأمهات: الأسباب والأعراض والوقاية

فقر الدم هو حالة لا يحتوي فيها الدم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة لنقل الأكسجين إلى الأنسجة. يمكن أن يصيب فقر الدم أي شخص، ولكنه أكثر شيوعًا وأكثر خطورة عند النساء الحوامل. يمكن أن يسبب فقر الدم لدى الأمهات مضاعفات لكل من الأم والطفل، مثل الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، والعدوى بعد الولادة. لذلك، من المهم الوقاية من فقر الدم وتشخيصه وعلاجه أثناء الحمل.

ما الذي يسبب فقر الدم عند الأمهات؟

الأسباب الأكثر شيوعًا لفقر الدم لدى الأمهات هي:

1 -نقص الحديد: الحديد هو معدن ضروري لإنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يحمل الأكسجين. خلال فترة الحمل، يحتاج الجسم إلى المزيد من الحديد لدعم نمو الجنين والمشيمة، وكذلك لتعويض فقدان الدم أثناء الولادة. إذا كان المدخول الغذائي من الحديد غير كاف، أو إذا كان هناك فقدان مفرط للدم بسبب النزيف، يمكن أن يحدث فقر الدم بسبب نقص الحديد. فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو أكثر أنواع فقر الدم انتشارًا أثناء الحمل، حيث يصيب ما يصل إلى 50٪ من النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم.

2 -نقص حمض الفوليك: حمض الفوليك، المعروف أيضًا باسم الفولات أو فيتامين ب9، هو فيتامين يشارك في تركيب الحمض النووي وتكوين خلايا الدم الحمراء. حمض الفوليك مهم بشكل خاص أثناء الحمل، لأنه يساعد على منع عيوب الأنبوب العصبي، مثل السنسنة المشقوقة لدى الجنين النامي. يمكن أن ينجم فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك عن عدم كفاية المدخول الغذائي من حمض الفوليك، أو اضطرابات سوء الامتصاص، أو زيادة الطلب بسبب الحمل. يعد فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك أقل شيوعًا من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لكنه لا يزال من الممكن أن يؤثر على ما يصل إلى 10% من النساء الحوامل في بعض المناطق.

3 -نقص فيتامين ب12: فيتامين ب12، المعروف أيضًا باسم كوبالامين، هو فيتامين يعمل مع حمض الفوليك لإنتاج خلايا الدم الحمراء والحمض النووي. يمكن أن يحدث فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12 عندما لا يمتص الجسم ما يكفي من فيتامين ب12 من الطعام، أو عندما يفتقر النظام الغذائي إلى المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان. يعد فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12 نادرًا أثناء الحمل، ولكنه يمكن أن يؤثر على النساء اللاتي يتبعن نظامًا غذائيًا نباتيًا، أو اللاتي يعانين من فقر الدم الخبيث، وهي حالة تضعف امتصاص فيتامين ب12.

تشمل الأسباب الأخرى لفقر الدم لدى الأمهات ما يلي:

1 -اعتلالات الهيموجلوبين: اعتلالات الهيموجلوبين هي اضطرابات وراثية تؤثر على بنية الهيموجلوبين أو وظيفته، مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا. يمكن أن تسبب هذه الاضطرابات انحلال الدم، أو انهيار خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم. تعد اعتلالات الهيموجلوبين أكثر انتشارًا في مجموعات عرقية معينة، مثل سكان إفريقية والبحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا.

2 -العدوى: يمكن أن تسبب العدوى، مثل الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والدُّودَة الشِّصِّيَّة، فقر الدم عن طريق تقليل إنتاج خلايا الدم الحمراء، أو زيادة تدمير خلايا الدم الحمراء، أو التسبب في فقدان الدم. يمكن أن تؤدي العدوى أيضًا إلى إضعاف امتصاص أو استخدام الحديد والفولات.

ما هي أعراض فقر الدم عند الأم؟

تعتمد أعراض فقر الدم لدى الأمهات على شدة الحالة وسببها. بعض الأعراض الشائعة تشمل:

1 –التعب، والضعف، والدوخة، ضيق في التنفس، والخفقان، وشحوب الجلد والأظافر واللثة، والصداع، والرغبة الشديدة في تناول المواد غير الغذائية، مثل الثلج أو الطين أو الأوساخ (بيكا).

قد تكون بعض الأعراض خاصة بنوع فقر الدم، مثل:

-التهاب اللسان (Glossitis) والشفط (تشققات في زوايا الفم) في فقر الدم بسبب نقص الحديد.

-خدر أو وخز أو حرقان في اليدين والقدمين في فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب 12.

-اليرقان (اصفرار الجلد والعينين) وتضخم الطحال (splenomegaly) في فقر الدم الانحلالي.

كيف يتم تشخيص فقر الدم عند الأم؟

يتم تشخيص فقر الدم لدى الأم عن طريق فحص الدم الذي يقيس مستوى الهيموجلوبين والهيماتوكريت في الدم. الهيموجلوبين هو كمية الهيموجلوبين لكل وحدة دم، بينما الهيماتوكريت هو النسبة المئوية لحجم الدم الذي تشغله خلايا الدم الحمراء. تختلف المعدلات الطبيعية للهيموجلوبين والهيماتوكريت حسب مرحلة الحمل، ولكن بشكل عام يتم تعريف فقر الدم على النحو التالي:

1 -الهيموجلوبين أقل من 11 جم/ديسيلتر أو الهيماتوكريت أقل من 33% في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

-الهيموجلوبين أقل من 10.5 جم/ديسيلتر أو الهيماتوكريت أقل من 32% في الأشهر الثلاثة الثانية.

-الهيموجلوبين أقل من 11 جم/ديسيلتر أو الهيماتوكريت أقل من 33% في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

إذا تم الكشف عن فقر الدم، يمكن إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد سبب ونوع فقر الدم، مثل:

1 -مصل الفيريتين، الذي يعكس مخزون الحديد في الجسم. يشير انخفاض مستوى الفيريتين إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

2 -حمض الفوليك في الدم وفيتامين ب12، وهما جهازان يقيسان مستويات هذه الفيتامينات في الدم. يشير انخفاض مستوى حمض الفوليك أو فيتامين ب 12 إلى فقر الدم بسبب نقص حمض الفوليك أو فقر الدم بسبب نقص فيتامين ب 12، على التوالي.

3 -الفصل الكهربائي للهيموجلوبين، والذي يفصل بين أنواع الهيموجلوبين المختلفة بناءً على شحنتها الكهربائية. يمكن لهذا الاختبار تحديد اعتلالات الهيموجلوبين، مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا.

4 -مسحة الدم المحيطية، والتي تفحص شكل وحجم خلايا الدم الحمراء تحت المجهر. يمكن أن يكشف هذا الاختبار عن وجود تشوهات في خلايا الدم الحمراء، مثل كثرة الكريات الصغيرة (الخلايا الصغيرة)، أو كثرة الكريات الكبيرة (الخلايا الكبيرة)، أو الخلايا المنجلية.

كيف يتم علاج فقر الدم عند الأمهات؟

يعتمد علاج فقر الدم لدى الأمهات على سبب الحالة وشدتها. بعض العلاجات الشائعة تشمل:

1 -مكملات الحديد: مكملات الحديد هي العلاج الرئيسي لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. الجرعة الموصى بها هي 60 إلى 120 ملغ من عنصر الحديد يوميًا، ويفضل تناوله على معدة فارغة مع مصدر فيتامين C لتعزيز الامتصاص. قد تسبب مكملات الحديد آثارًا جانبية، مثل الغثيان أو الإمساك أو الإسهال، والتي يمكن تقليلها عن طريق تناول جرعة أقل أو تقسيم الجرعة أو التبديل إلى تركيبة مختلفة. يجب الاستمرار في تناول مكملات الحديد لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد عودة مستوى الهيموجلوبين إلى طبيعته.

2 -مكملات حمض الفوليك: مكملات حمض الفوليك هي العلاج الرئيسي لفقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك. الجرعة الموصى بها هي 1 ملغ من حمض الفوليك يوميًا، ويمكن تناوله مع أو بدون الطعام. يجب الاستمرار في تناول مكملات حمض الفوليك حتى يعود مستوى الهيموجلوبين إلى طبيعته، ولمدة شهر على الأقل بعد الولادة.

3 -مكملات فيتامين ب12: مكملات فيتامين ب12 هي العلاج الرئيسي لفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12. الجرعة الموصى بها هي 1000 ميكروغرام من السيانوكوبالامين يوميا، إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن. وينبغي الاستمرار في تناول مكملات فيتامين ب12 مدى الحياة، ما لم يتم تصحيح سبب النقص.

4 -نقل الدم: قد تكون هناك حاجة لنقل الدم في حالة فقر الدم الشديد، خاصة إذا كانت هناك علامات نقص الأكسجة (انخفاض الأكسجين) أو قصور القلب. الهدف من نقل الدم هو رفع مستوى الهيموجلوبين إلى 7 جم/ديسيلتر على الأقل، أو أعلى حسب الحالة السريرية.

5 -الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لعلاج السبب الكامن وراء فقر الدم، مثل الالتهابات أو الالتهابات أو اضطرابات المناعة الذاتية. على سبيل المثال، يمكن إعطاء الأدوية المضادة للملاريا لعلاج الملاريا، ويمكن إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، ويمكن إعطاء الكورتيكوستيرويدات لعلاج فقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي.

كيف يمكن الوقاية من فقر الدم لدى الأمهات؟

يمكن الوقاية من فقر الدم لدى الأمهات عن طريق ضمان تناول كمية كافية من الحديد والفولات وفيتامين ب 12 من النظام الغذائي والمكملات الغذائية. بعض التدابير الوقائية تشمل:

1 -تناول نظام غذائي متوازن يشمل الأطعمة الغنية بالحديد والفولات وفيتامين ب 12، مثل اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والفاصوليا والعدس والمكسرات والبذور والخضروات الورقية الخضراء والحبوب والخبز المدعم.

2 -تناول فيتامين ما قبل الولادة الذي يحتوي على 27 ملغ على الأقل من الحديد، و600 ميكروغرام من حمض الفوليك، و2.6 ميكروغرام من فيتامين ب12 يوميًا، بدءًا من ما قبل الحمل أو بمجرد تأكيد الحمل.

3 -تناول مكملات إضافية من الحديد أو حمض الفوليك إذا كان هناك خطر كبير للنقص، كما هو الحال عند النساء ذوات الحمل المتعدد، أو نزيف الحيض الثقيل، أو اضطرابات سوء الامتصاص، أو التاريخ السابق لفقر الدم.

4 -الكشف عن فقر الدم في الزيارة الأولى قبل الولادة ومرة أخرى في الثلث الثالث من الحمل، أو بشكل متكرر أكثر إذا كانت هناك علامات أو أعراض لفقر الدم.

5 -علاج أي أسباب كامنة لفقر الدم، مثل الالتهابات أو النزيف أو اعتلال الهيموجلوبين، في أسرع وقت ممكن.

خاتمة

فقر الدم لدى الأمهات هو حالة شائعة وخطيرة يمكن أن تؤثر على صحة ورفاهية الأم والطفل. من خلال معرفة أسباب فقر الدم وأعراضه والوقاية منه، يمكن للنساء الحوامل اتخاذ خطوات لضمان صحة الدم المثالية وتجنب المضاعفات. في حالة الاشتباه في فقر الدم أو تشخيصه، فإن العلاج الفوري بالمكملات الغذائية أو الأدوية أو نقل الدم يمكن أن يعيد المستوى الطبيعي للهيموجلوبين والأكسجين في الدم. فقر الدم لدى الأمهات هو حالة يمكن علاجها والوقاية منها ويمكن إدارتها بفعالية بمساعدة مقدمي الرعاية الصحية واختصاصي التغذية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى