ارتفاع الدهنيات في الدم: تشخيصه وخطورته وعلاجه

تعتبر أمراض شرايين القلب السبب الأكثر شيوعًا للوفاة حول العالم (1)(2)  حيث يُقدّر عدد الوفيات بسبب هذه الأمراض ما يقارب 17.9 مليون وفاة سنويًا (1) و يعتبر مرض ارتفاع الدهنيات في الدم أحد أهم عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض شرايين القلب حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص غير المصابين بمرض ارتفاع الدهنيات في الدم أقل عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب (3)(4) , فماذا نعني بمرض ارتفاع الدهنيات في الدم و ما هي أعراض الإصابة بهذا المرض و كيف يمكننا علاجه؟

 ما هو ارتفاع الدهنيات في الدم؟

إن ارتفاع الدهون بالدم أو ما يسمى باختلال دهنيات الدم يعني أن هناك نوعًا معينًا من الدهنيات أو ما يعرف بالكوليسترول يتواجد بدرجات أعلى من وضعها الطبيعي في دم الإنسان. في الوضع الطبيعي يتم تصنيع الكوليسترول عن طريق الكبد بكميات تلائم حاجات الجسم و وظيفته, و يعتبر أي كوليسترول يمكن إدخاله من خارج الجسم عن طريق بعض المواد الغذائية كاللحوم و مشتقات الحليب كميات زائدة لا يجب إدخالها. (5)

ما هي أنواع الدهنيات الموجودة في جسم الإنسان؟

يحتوي جسم الإنسان على ثلاثة أنواع رئيسية من الدهنيات وهي:

1. الدهنيات الضارة. LDL
2. الدهنيات النافعة. HDL
3. الدهنيات الثلاثية. Triglycerides

تقوم الدهنيات الضارة بزيادة صلابة اللويحات و تراكمها على جدران الشرايين مما يزيد من سماكتها و يقلل من قُطر هذه الأوعية الدموية مما يؤدي إلى صعوبة انتقال الدم من خلالها, قد يزيد ذلك من خطورة الإصابة بالسكتات الدماغية و الجلطات القلبية. يمكن لهذه اللويحات التي تكونت أن تتعرض للإلتهاب مما يزيد حجمها و يزيد تركم التجلطات الدموية فوقها.

على الجهة المقابلة يحتوي جسم الإنسان على الدهنيات النافعة و التي يقوم دورها الرئيسي على نقل الكوليسترول الزائد إلى الكبد ليتم التخلص منه.(5)

كيف يمكن تشخيص ارتفاع دهنيات الدم؟

    يتم تشخيص ارتفاع دهنيات الدم عن طريق فحص دم بعد صيام 8-12 ساعة يتم فيه قياس مستويات أنواع الدهنيات التي تم ذكرها سابقًا و يتم تشخيص الارتفاع بالدهنيات كما يلي:(12)

فحص الدهنيات الضارة: LDL

1. في الوضع المثالي يجب أن تكون مستويات هذا النوع من الدهنيات أقل من 100 mg/dL
2. لكن عند الأشخاص المصابين بأمراض شرايين القلب سابقًا فينصح بأن تكون مستويات الدهنيات الضارة أقل من 70 mg/dL (13)
3. تعتبر المستويات ما بين 100-129 mg/dL مستويات قريبة من الطبيعية أو مرتفعة قليلًا
4. أما المستويات ما بين 130-159 mg/dL فهي تعتبر الحد الأعلى للمستويات الطبيعية
5. تعتبر الدهنيات الضارة مرتفعة إذا كانت 160-189  mg/dL
6. أما المستويات التي تزيد عن 190 mg/dL فتعتبر عالية جدًا

 فحص الدهنيات النافعة: HDL

• في الوضع الطبيعي يجب أن تكون مستويات هذا النوع من الدهنيات بين 40-60  mg/dL

فحص الدهينات الثلاثية: Triglycerides

• في الوضع الطبيعي يجب أن تكون أقل من 150 mg/dL
• ارتفاع بسيط اذا كانت المستويات 150-499 mg/dL
• ارتفاع متوسط اذا كانت المستويات 500-886 mg/dL
• ارتفاع شديد اذا كانت المستويات أعلى من 886 mg/dL
• يوجد أيضًا فحص Apolipoprotein B-100 الذي لا يتطلب أن تكون في حالة صيام عند عمل هذا الفحص و تعتبر المستويات الطبيعية لهذا الفحص كالتالي(15):
• 66-133 mg/dL  عند الذكور
• ·        66-117 mg/dL  عند الإناث

ما مدى خطورة الإصابة بمرض ارتفاع دهنيات الدم؟

تزداد فرصة الإصابة بارتفاع دهنيات الدم مع تقدم العمر(7)(8)  و يعتبر تراكم الليبيدات في الأوعية الدموية ينتج ما يعرف بتصلب الشرايين مما يقلل من قطر الأوعية الدموية و يقلل من وصول المواد الغذائية الأساسية و الأوكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم.

تعتبر أمراض القلب السبب الرئيسي الأول للوفيات حول العالم (1)(2) و تزيد مرض ارتفاع الدهنيات من خطورة الإصابة بأمراض القلب عامةً مثل الجلطات القلبية و توقف القلب المفاجئ و أمراض شرايين القلب.(5)

يمكن لارتفاع الكولسيترول في الدم أن يؤثر على أعضاء حيوية أخرى بعيدًا عن القلب مثل الجلطات الدماغية و أمراض الشرايين الطرفية.(6)

ما هي أعراض الإصابة بارتفاع دهنيات الدم؟

في المراحل المبكرة من الإصابة بارتفاع دهنيات الدم لن تظهر أية أعراض قد تدل على الإصابة بهذا المرض لكن عندما يتم تراكم الدهنيات على جدران الأوعية الدموية و تكون اللويحات قد يؤدي ذلك إلى تقليل التروية للأعضاء التي تلي هذا التضيق, تظهر أعراض الإصابة بالمرض حسب مكان التضيق و العضو المتأثر بنقص التروية على سبيل المثال إن تضيق شرايين القلب تظهر أعراضًا مثل الألم في منطقة الصدر الذي يزداد مع ازدياد الجهد و ألم الفك و الرقبة و ضيق التنفس.(8)

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بمرض ارتفاع الدهنيات؟

إن خطورة الإصابة بمرض ارتفاع الدهنيات يمكن أن تزداد بتأثير عدة عوامل مثل التدخين و شرب الكحول و استهلاك كميات كبيرة من المواد الغذائية التي تحتوي على الدهون المشبعة كما تزيد فرصة الإصابة مع ازدياد الوزن و قلة الحركة و بعض العوامل الجينية التي تزيد من مستويات الدهنيات في الدم و يعتبر الذكور أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض.(8)

هناك أيضًأ بعض الأدوية التي تؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم مثل مضادات المستقبل بيتا(9) و بعض مدرات البول(10) و أدوية تنظيم و منع الحمل التي تعتمد على الهرمونات في عملها.(11)

ما هو مرض ارتفاع الدهنيات الثلاثية العائلي؟

إن مرض ارتفاع الدهنيات الثلاثية العائلي هو مرض غير شائع لارتفاع الدهنيات الثلاثية عن المستويات الطبيعية وحدها حيث يكون بدون اختلالات أخرى في مستويات الدهنيات الأخرى.(16)

كيف يمكن العلاج و الوقاية من مرض ارتفاع الدهنيات في الدم؟

إن تغيير نمط حياة الفرد أمر أساسي في العلاج و الوقاية من الإصابة بهذا المرض و التغيرات التي ثبت أنها تحسن من مستويات الكوليسترول في الدم تتمثل في التوقف عن التدخين و زيادة نشاط الجسم عن طريق ممارسة الرياضة كما أن أخذ القسط الكافي من النوم يحسن من مستويات الكوليسترول في الدم بالإضافة إلى تجنب العوامل التي تزيد القلق و التوتر و الحفاظ على طعام صحي مناسب و خسارة الوزن.(8)

يوجد العديد من الأدوية التي تقلل من نسب الكوليسترول في الدم و التي يجب الالتزام في تناولها بعد وصفها من الطبيب المختص بذلك.

 و يتمStatins إن أفضل الأدوية التي تقلل من مستويات الدهنيات الضارة المرتفعة هي أدوية —

أخذها كالتالي: (12)

1. العلاج متوسط الفعالية لخفض الدهنيات الضارة و الذي يُتوقع أن يخفّض المستويات بنسبة 30-50% خلال 6-8 أسابيع ,ويتم هذا عن طريق:
2. Lovastatin, Pravastatin, Simvastatin 40 mg مرة واحدة يوميًا
3. Atrovastatin 10-20 mg مرة واحدة يوميًا
4. Rosuvastatin 5-10 mg مرة واحدة يوميًا

• العلاج عالي الفعالية لخفض الدهنيات الضارة و الذي يُتوقع أن يخفّض المستويات بنسبة 50 % أو اكثر خلال 6-8 أسابيع, و يتم عن طريق:
• Atrovastatin 40-80 mg حبة واحدة يوميًا
• Rosuvastatin 20-40 mg حبة واحدة يوميًا

–أما في حالات ارتفاع الدهنيات الثلاثية بشكل كبير فإن أفضل الأدوية التي تقلل من هذه المستويات هي: (14)

Fibrates:

• Fenofibrate 145 mg مرة واحدة يوميًا
• Gemfibrozil 600 mg   مرتين يوميًا
• Bezafibrate 200 mg ثلاثة مرات يوميًأ
• Bezafibrate 400 mg مرة واحدة يوميًا

• Ciprofibrate 100 mg مرة واحدة يوميًا

إعداد: د. عمر سليمان