كثرة التبول أو التبول المتكرر
كثرة التبول من الأعراض الشائعة التي تصيب الكثير من الأشخاص، بغض النظر عن العمر أو الجنس. يحدث ذلك عندما تحتاج إلى التبول أكثر من المعتاد، أو عندما تشعر برغبة قوية في التبول حتى عندما لا تكون المثانة ممتلئة. يمكن أن يكون التبول المتكرر غير مريح ومعطلًا لحياتك اليومية، وقد يشير أيضًا إلى حالة صحية كامنة تحتاج إلى رعاية طبية.
في هذه المقالة، ستتعرف على الأسباب المحتملة والأعراض والتشخيص والعلاج لكثرة التبول، بالإضافة إلى بعض النصائح للوقاية منه أو إدارته.
ما الذي يسبب كثرة التبول؟
يمكن أن يكون للتبول المتكرر أسباب عديدة ومختلفة، اعتمادًا على الجزء المصاب من المسالك البولية. يتكون الجهاز البولي من الكليتين، والحالب (الأنابيب التي تربط الكلى بالمثانة)، والمثانة، والإحليل (الأنبوب الذي يخرج منه البول من الجسم).
تشمل بعض الأسباب الأكثر شيوعًا لكثرة التبول ما يلي:
1 -التهابات المسالك البولية (UTIs): وهي التهابات بكتيرية تؤثر على المثانة أو مجرى البول أو أجزاء أخرى من المسالك البولية. يمكن أن تسبب إحساسًا بالحرقان عند التبول، ورغبة قوية في التبول، وبولًا غائمًا أو دمويًا، وألمًا في الحوض. تعد عدوى المسالك البولية أكثر شيوعًا عند النساء منها عند الرجال، ويمكن علاجها بالمضادات الحيوية.
2 -فرط نشاط المثانة (OAB): هذه حالة تؤدي إلى انقباض المثانة بشكل لا إرادي، حتى عندما لا تكون ممتلئة. يمكن أن يجعلك تشعر أنك بحاجة إلى التبول بشكل عاجل ومتكرر، ويمكن أن يسبب أيضًا تسرب البول. يمكن أن يكون سبب فرط نشاط المثانة عوامل مختلفة، مثل الشيخوخة، وتلف الأعصاب، والتغيرات الهرمونية، أو بعض الأدوية. يمكن علاج فرط نشاط المثانة بتغيير نمط الحياة أو تدريب المثانة أو تمارين قاع الحوض أو الأدوية أو الجراحة.
3 -مرض السكري: وهي حالة مزمنة تؤثر على كيفية معالجة الجسم للجلوكوز (السكر). عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية، تنتج الكليتان المزيد من البول لطرد الجلوكوز الزائد. قد يؤدي ذلك إلى زيادة عدد مرات التبول وزيادة العطش والجوع. يمكن تشخيص مرض السكري عن طريق فحص الدم وإدارته من خلال النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو الأدوية أو حقن الأنسولين.
4 -الحمل: هذه حالة طبيعية تحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في الرحم. خلال فترة الحمل، يخضع جسمك للعديد من التغيرات الهرمونية والجسدية التي يمكن أن تؤثر على جهازك البولي. على سبيل المثال، يمكن للرحم المتنامي أن يضغط على المثانة ويقلل من قدرتها، مما يجعلك تتبول بشكل متكرر. كما أن زيادة حجم الدم وتناول السوائل يمكن أن يجعل الكلى تنتج المزيد من البول. يعد التبول المتكرر أمرًا طبيعيًا أثناء الحمل، ولكنه قد يكون أيضًا علامة على الإصابة بسكري الحمل أو التهاب المسالك البولية، لذا يجب عليك استشارة طبيبك إذا كانت لديك أي مخاوف.
5 -تضخم البروستاتا: وهي حالة تصيب الرجال، خاصة مع تقدمهم في السن. البروستاتا هي غدة تحيط بالإحليل وتنتج السائل للسائل المنوي. عندما تنمو البروستاتا بشكل أكبر، يمكن أن تضغط على مجرى البول وتتداخل مع تدفق البول. يمكن أن يسبب ذلك كثرة التبول، أو صعوبة في بدء التدفق أو إيقافه، أو ضعف التدفق أو انقطاعه، أو الشعور بالإفراغ غير الكامل. يمكن علاج تضخم البروستاتا بالأدوية، أو بإجراءات جراحية طفيفة التوغل، أو بالجراحة.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى للتبول المتكرر ما يلي:
أ -سرطان المثانة (Bladder cancer): هذا نوع من السرطان يبدأ في الخلايا التي تبطن المثانة. يمكن أن يسبب دمًا في البول، أو ألمًا أو حرقانًا عند التبول، أو كثرة التبول، أو الشعور بالإلحاح. يمكن تشخيص سرطان المثانة من خلال اختبارات البول أو اختبارات التصوير أو الخزعة، ويتم علاجه بالجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو العلاج المناعي.
ب -حصوات المثانة (Bladder stones): هي رواسب صلبة من المعادن والأملاح التي تتشكل في المثانة. يمكن أن تسبب الألم أو العدوى أو انسداد تدفق البول. يمكن تشخيص حصوات المثانة عن طريق اختبارات التصوير أو تنظير المثانة، وعلاجها بالأدوية أو العلاج بموجات الصدمة أو الجراحة.
ج -التهاب المثانة الخلالي Interstitial cystitis (IC): يُعرف أيضًا باسم متلازمة المثانة المؤلمة (painful bladder syndrome)، وهي حالة مزمنة تسبب التهاب وتهيج جدار المثانة. يمكن أن يسبب ألمًا في الحوض أو ضغطًا أو عدم راحة، بالإضافة إلى كثرة التبول أو الإلحاح أو الألم أثناء التبول أو بعده. السبب الدقيق لالتهاب المثانة الخلالي غير معروف، ولكن قد يكون مرتبطًا بالوراثة أو العدوى أو الحساسية أو اضطرابات المناعة الذاتية. يمكن تشخيص التهاب المثانة الخلالي باختبارات البول، أو تنظير المثانة، أو خزعة المثانة، وعلاجه بالأدوية، أو تقطير المثانة، أو تحفيز الأعصاب، أو الجراحة.
د -عدوى الكلى (التهاب الحويضة والكلية) Kidney infection (pyelonephritis): هذا نوع من التهاب المسالك البولية الذي يؤثر على الكلى، وهي الأعضاء التي تقوم بتصفية النفايات والسوائل من الدم. يمكن أن يسبب الحمى أو القشعريرة أو آلام الظهر أو الجانب أو الغثيان أو القيء أو التبول المتكرر أو الإحساس بالحرقان عند التبول. يمكن أن يكون سبب عدوى الكلى هو البكتيريا التي تنتقل من المثانة إلى الكلى، أو عن طريق عوامل أخرى تؤثر على المسالك البولية، مثل حصوات الكلى، أو مرض السكري، أو الحمل. يمكن تشخيص عدوى الكلى عن طريق اختبارات البول، أو اختبارات الدم، أو اختبارات التصوير، ويتم علاجها بالمضادات الحيوية أو العلاج في المستشفى.
هـ -التهاب البروستاتا (Prostatitis): وهي حالة تصيب الرجال، وهو التهاب أو عدوى تصيب غدة البروستاتا. يمكن أن يسبب الألم أو الانزعاج في الفخذ أو أسفل البطن أو الظهر، بالإضافة إلى كثرة التبول أو صعوبة التبول أو تدفق ضعيف أو متقطع. يمكن أن يحدث التهاب البروستاتا بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو عوامل أخرى، مثل الإصابة أو التوتر أو اضطرابات الجهاز المناعي. يمكن تشخيص التهاب البروستاتا عن طريق اختبارات البول، أو اختبارات الدم، أو فحص المستقيم الرقمي، أو خزعة البروستاتا، ويتم علاجه بالمضادات الحيوية، أو الأدوية المضادة للالتهابات، أو مسكنات الألم، أو الجراحة.
ما هي أعراض التبول المتكرر؟
التبول المتكرر ليس مرضًا، بل هو أحد أعراض الحالة الأساسية. يمكن أن تختلف في شدتها وتكرارها ومدتها، اعتمادًا على السبب والفرد. قد يتبول بعض الأشخاص أكثر من ثماني مرات في اليوم، بينما قد يتبول آخرون أكثر من مرتين في الليلة. قد يشعر بعض الأشخاص برغبة مفاجئة وقوية في التبول، بينما قد يواجه آخرون صعوبة في إفراغ المثانة بشكل كامل.
كما يمكن أن يصاحب التبول المتكرر أعراض بولية أخرى، مثل:
- ألم أو حرقان عند التبول.
- دم أو صديد في البول.
- بول غائم أو داكن أو ذو رائحة كريهة.
- تسرب أو فقدان السيطرة على المثانة.
- صعوبة في بدء أو إيقاف تدفق البول.
- تيار بول ضعيف أو متقطع.
- الشعور بعدم إفراغ المثانة بشكل كامل.
- ألم في الحوض، أو ضغط، أو عدم الراحة.
يمكن أن يؤثر التبول المتكرر أيضًا على نوعية حياتك، حيث يمكن أن يتداخل مع نومك أو عملك أو أنشطتك الاجتماعية أو الوظيفة الجنسية. كما يمكن أن يسبب القلق أو التوتر أو الإحراج، خاصة إذا كان عليك البحث عن الحمام باستمرار أو القلق بشأن الحوادث.
كيف يتم تشخيص التبول المتكرر؟
إذا كنت تعاني من التبول المتكرر الذي يزعجك أو يؤثر على حياتك اليومية، فيجب عليك مراجعة طبيبك للتشخيص والعلاج. سوف يسألك طبيبك عن تاريخك الطبي، وأعراضك، وكمية السوائل التي تتناولها، والأدوية التي تتناولها. سيقوم أيضًا بإجراء فحص جسدي، والذي قد يشمل فحص البطن أو الحوض أو الأعضاء التناسلية أو المستقيم بحثًا عن أي علامات للعدوى أو الالتهاب أو التضخم.
قد يطلب طبيبك أيضًا بعض الاختبارات لتحديد سبب كثرة التبول، مثل:
اختبارات البول: هذه الاختبارات تحلل عينة من البول بحثًا عن أي علامات للعدوى أو الدم أو الجلوكوز أو البروتين أو غيرها من المواد التي قد تشير إلى وجود مشكلة في المسالك البولية أو الكلى.
اختبارات الدم: هي اختبارات تقيس مستويات بعض المواد في الدم، مثل الجلوكوز أو الكرياتينين أو الشوارد، والتي قد تشير إلى وجود مشكلة في الكلى أو مرض السكري أو حالات أخرى.
اختبارات التصوير: هذه هي الاختبارات التي تستخدم الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو تقنيات أخرى لإنشاء صور للمسالك البولية أو الكلى أو المثانة أو البروستاتا. يمكن أن تساعد في الكشف عن أي تشوهات، مثل الحجارة أو الأورام أو الانسداد، التي قد تسبب كثرة التبول.
تنظير المثانة: هذا إجراء يستخدم أنبوبًا رفيعًا ومرنًا مزودًا بضوء وكاميرا في نهايته، يُسمى منظار المثانة، لفحص الجزء الداخلي من المثانة والإحليل. يمكن أن يساعد في تشخيص أي مشاكل، مثل الالتهاب أو العدوى أو النمو، التي قد تؤثر على المثانة أو مجرى البول.
اختبارات ديناميكية البول: وهي اختبارات تقيس مدى جودة تخزين المثانة والإحليل للبول وإفرازه. يمكن أن تساعد في تقييم وظيفة وضغط المثانة والإحليل، بالإضافة إلى قوة وتنسيق عضلات قاع الحوض. يمكنهم المساعدة في تشخيص حالات مثل فرط نشاط المثانة أو سلس البول أو انسداد مخرج المثانة.
كيف يتم علاج التبول المتكرر؟
يعتمد علاج التبول المتكرر على السبب الكامن وراءه، وشدة الأعراض، وتفضيلاتك الشخصية. سوف يناقش طبيبك معك أفضل خيارات العلاج لحالتك، والتي قد تشمل:
الأدوية: وهي الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج سبب أو أعراض التبول المتكرر. على سبيل المثال، يمكن للمضادات الحيوية علاج الالتهابات البكتيرية، أو الأدوية المضادة لمرض السكر يمكن أن تخفض مستويات السكر في الدم، أو مضادات الكولين يمكن أن تريح عضلات المثانة، أو حاصرات ألفا يمكن أن تريح عضلات البروستاتا، أو مدرات البول يمكن أن تقلل من كمية السوائل في الجسم.
تغييرات نمط الحياة: وهي التغييرات التي يمكنك إجراؤها في عاداتك اليومية للمساعدة في تقليل أو منع التبول المتكرر. على سبيل المثال، يمكنك الحد من تناول السوائل، خاصة قبل النوم أو الخروج، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو المحليات الصناعية، لأنها يمكن أن تهيج المثانة أو تزيد من إنتاج البول، وشرب كمية كافية من الماء للبقاء رطبًا والوقاية من الأمراض. الجفاف أو التهابات المسالك البولية، مارس النظافة الجيدة وامسح من الأمام إلى الخلف بعد استخدام المرحاض لمنع البكتيريا من دخول المسالك البولية، قم بتمارين قاع الحوض، مثل تمارين كيجل، لتقوية عضلات المثانة والإحليل وتحسين التحكم في المثانة. ، أقلع عن التدخين، لأنه يمكن أن يلحق الضرر بالمثانة ويزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة، إنقاص الوزن، إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، حيث يمكن أن يقلل الضغط على المثانة ويحسن الأعراض، ويتحكم في التوتر، كما يمكنه تؤثر على وظيفة المثانة وتؤدي إلى تفاقم الأعراض.
تدريب المثانة: هذه تقنية يمكن أن تساعدك على إعادة تدريب المثانة وزيادة الوقت بين زيارات الحمام. وهو ينطوي على اتباع جدول زمني للتبول، وزيادة الفترات تدريجيًا، ومقاومة الرغبة في الذهاب حتى الوقت المحدد. يمكن أن يساعدك على استعادة السيطرة على المثانة وتقليل تكرار التبول وإلحاحه.
تحفيز الأعصاب: هذا إجراء يمكن أن يساعد في علاج فرط نشاط المثانة أو التهاب المثانة الخلالي عن طريق تحفيز الأعصاب التي تتحكم في وظيفة المثانة. يتضمن زرع جهاز صغير تحت جلدك يرسل نبضات كهربائية إلى الأعصاب العجزية (الأعصاب القريبة من عظم الذنب) أو العصب الظنبوبي (العصب القريب من الكاحل). يمكن أن يساعد في استرخاء عضلات المثانة وتقليل الرغبة في التبول وتكراره.
الجراحة: هذا هو خيار العلاج الذي يمكن أن يساعد في علاج الحالات الشديدة أو المعقدة من كثرة التبول التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. وهو ينطوي على إزالة أو إصلاح جزء المسالك البولية الذي يسبب المشكلة، مثل المثانة أو البروستاتا أو مجرى البول. يمكن أن يساعد في استعادة الوظيفة الطبيعية وقدرة المسالك البولية وتقليل الأعراض.