السرطان

سرطان الدم: أنواعه وأسبابه وأعراضه وعلاجه

سرطان الدم (Leukemia) هو نوع من السرطان الذي يؤثر على خلايا الدم، وخاصة خلايا الدم البيضاء. خلايا الدم البيضاء هي جزء من جهاز المناعة وتساعد في مكافحة الالتهابات. ومع ذلك، في سرطان الدم، ينتج نخاع العظم خلايا دم بيضاء غير طبيعية لا تعمل بشكل صحيح وتزاحم خلايا الدم الطبيعية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل النزيف والكدمات وفقر الدم والالتهابات وتلف الأعضاء.

أنواع سرطان الدم

توجد أنواع عديدة من سرطان الدم، يتم تصنيفها حسب سرعة تقدمها وخلايا الدم التي تؤثر عليها. الأنواع الرئيسة هي:

1 -سرطان الدم الليمفاوي الحاد (Acute lymphoblastic leukemia): هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم لدى الأطفال، ولكنه يمكن أن يؤثر أيضًا على البالغين. فهو يؤثر على الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحارب الفيروسات والبكتيريا. يتطور بسرعة ويتطلب العلاج الفوري.

2 -سرطان الدم النخاعي الحاد (Acute myeloid leukemia): وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم لدى البالغين، ولكنه يمكن أن يؤثر أيضًا على الأطفال. وهو يؤثر على الخلايا النقوية، التي تنتج خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية وبعض أنواع خلايا الدم البيضاء. يتطور بسرعة ويتطلب العلاج الفوري.

3 -سرطان الدم الليمفاوي المزمن (Chronic lymphocytic leukemia): وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم المزمن لدى البالغين، ولكنه نادرًا ما يصيب الأطفال. وهو يؤثر على الخلايا الليمفاوية، ولكنه يتطور ببطء وقد لا يسبب أعراضًا لفترة طويلة. وقد لا يتطلب العلاج حتى يتطور أو يسبب مضاعفات.

4 -سرطان الدم النخاعي المزمن (Chronic myeloid leukemia): هذا نوع نادر من سرطان الدم يصيب البالغين في الغالب، ولكنه يمكن أن يؤثر أيضًا على الأطفال. وهو يؤثر على الخلايا النقوية، ولكنه يتطور ببطء وقد لا يسبب أعراضًا لفترة طويلة. غالبًا ما يتم تشخيصه عن طريق اختبار جيني يكشف عن خلل معين في الكروموسوم يسمى كروموسوم فيلادلفيا. ويتطلب العلاج مدى الحياة باستخدام الأدوية المستهدفة التي تمنع الجين غير الطبيعي.

أسباب سرطان الدم

الأسباب الدقيقة لسرطان الدم غير معروفة، ولكن بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة به. وتشمل ما يلي:

1 -العوامل الوراثية: قد يرث بعض الأشخاص الميل للإصابة بسرطان الدم من والديهم، أو قد يكون لديهم اضطرابات وراثية تزيد من خطر الإصابة به، مثل متلازمة داون، أو فقر الدم الفانكوني (Fanconi anemia)، أو متلازمة لي فروميني (Li-Fraumeni syndrome).

2 -العوامل البيئية: قد يتعرض بعض الأشخاص لمواد أو إشعاعات تلحق الضرر بالحمض النووي لديهم وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم، مثل التدخين أو البنزين أو المبيدات الحشرية أو انفجارات القنابل الذرية.

3 -علاج سرطان سابق: قد يصاب بعض الأشخاص بسرطان الدم كأثر جانبي للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي الذي تلقوه لنوع آخر من السرطان.

أعراض سرطان الدم

تختلف أعراض سرطان الدم حسب النوع والمرحلة والشخص. بعض الأعراض الشائعة تشمل ما يلي:

  • حمى أو قشعريرة.
  • التعب أو الضعف.
  • الالتهابات المتكررة أو الشديدة.
  • فقدان الوزن أو فقدان الشهية.
  • تضخم الغدد الليمفاوية، أو الطحال، أو الكبد.
  • سهولة النزيف أو الكدمات.
  • آلام العظام.
  • تعرق ليلي.
  • طفح جلدي أو بقع حمراء صغيرة.

يعتمد تشخيص سرطان الدم على اختبارات الدم، واختبارات نخاع العظم، وفي بعض الأحيان اختبارات أخرى، مثل اختبارات التصوير أو الاختبارات الجينية. يمكن أن تظهر اختبارات الدم عدد خلايا الدم ومظهرها، ويمكن أن تظهر اختبارات نخاع العظم نوع الخلايا غير الطبيعية ونسبتها المئوية. يمكن أن تساعد الاختبارات الأخرى في تحديد مدى وموقع المرض.

علاج سرطان الدم

يعتمد علاج سرطان الدم على النوع والمرحلة وعمر الشخص والصحة العامة للشخص. الأنواع الرئيسة للعلاج هي:

العلاج الكيميائي: وهو استخدام الأدوية التي تقتل أو توقف نمو الخلايا السرطانية. ويمكن إعطاؤه عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن، أو عن طريق التسريب في الوريد. يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مثل تساقط الشعر والغثيان والقيء والإسهال وتقرحات الفم والالتهابات وانخفاض تعداد الدم.

العلاج الإشعاعي: وهو استخدام أشعة أو جزيئات عالية الطاقة تؤدي إلى إتلاف الحمض النووي للخلايا السرطانية. ويمكن أن تعطى خارجيا أو داخليا. يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مثل تهيج الجلد والتعب والغثيان والقيء والإسهال وانخفاض تعداد الدم.

العلاج الموجه: هذا هو استخدام الأدوية التي تستهدف جزيئات أو جينات معينة تشارك في نمو الخلايا السرطانية أو بقائها على قيد الحياة. ويمكن إعطاؤه عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن، أو عن طريق التسريب في الوريد. يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مثل الطفح الجلدي والإسهال ومشاكل الكبد والنزيف والالتهابات.

العلاج المناعي: وهو استخدام الأدوية أو الخلايا التي تحفز أو تعزز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية. ويمكن إعطاؤه عن طريق الحقن أو التسريب في الوريد. يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مثل الحمى والقشعريرة والتعب والغثيان والقيء والإسهال وانخفاض ضغط الدم وردود الفعل التحسسية.

زرع الخلايا الجذعية: وهو استخدام الخلايا السليمة المكونة للدم من متبرع أو من جسم الشخص لتحل محل نخاع العظم المريض. يمكن إجراؤه بعد العلاج الكيميائي بجرعة عالية أو العلاج الإشعاعي لاستعادة إنتاج الدم. يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مثل الالتهابات ومرض الكسب غير المشروع مقابل المضيف وتلف الأعضاء والعقم.

يعتمد تشخيص سرطان الدم على العديد من العوامل، مثل النوع والمرحلة والاستجابة للعلاج وعمر الشخص وصحته العامة. تتمتع بعض أنواع سرطان الدم بتوقعات أفضل من غيرها، وقد يحقق بعض الأشخاص شفاءً كاملاً أو بقاءً على قيد الحياة على المدى الطويل. ومع ذلك، يمكن أيضًا أن يتكرر سرطان الدم أو ينتكس بعد العلاج، وقد يموت بعض الأشخاص بسبب المرض أو مضاعفاته.

سرطان الدم هو مرض خطير ومعقد يتطلب رعاية ودعم الخبراء. إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه مصابًا بسرطان الدم، فيجب عليك طلب الرعاية الطبية واتباع خطة العلاج التي أوصى بها طبيبك. يجب عليك أيضًا أن تتعلم قدر المستطاع عن المرض وإدارته، وأن تطلب الدعم العاطفي والعملي من عائلتك وأصدقائك ومجموعات الدعم. أنت لست وحدك في هذه الرحلة، وهناك العديد من الموارد والأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك في التغلب على سرطان الدم والتعايش معه بشكل جيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى