أمراض عصبية

مرض الزهايمر أو ما يعرف بخرف الشيخوخة، الأعراض، والأسباب، والعلاج

إن فقدان الذاكرة لفترة وجيزة عند كبار السن أمر طبيعي جدًا، ونسيان وجوه الناس الذين نادرًا ما نراهم أو نسيان أماكن تم زيارتها مرة أو مرتين في الحياة جزء طبيعي من مرحلة الكبر، ولكن نسيان أسماء أشخاص وأشياء معروفة أمر غير طبيعي، فقد تكون هذه علامات للإصابة بمرض الزهايمر.

يعتبر مرض الزهايمر خلل دماغي متقدم يدمر تدريجيا ذاكرة الشخص وقدرته على التعلم واتخاذ القرارات وإصدار الأحكام الصحيحة والتواصل مع الآخرين إلى أن يصل حالته في النهاية إلى فقدانه القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، ويعرف هذا الخلل “فقدان القدرات الفكرية والاجتماعية” بمرض الخرف ويعد مرض الزهايمر من أكثر أنواع هذا المرض شيوعا، وعادة ما يصيب هذا المرض الإنسان بعد سن الخامسة والستين، ومع تطور المرض تطرأ تغيرات في الشخصية والسلوك مثل الإصابة بالقلق، أو التوتر، أو جنون الارتياب، كما يمكن أن يواجه المريض صعوبات في اللغة والحديث وقد تتطور معه هذه الحالة إلى أن تصل إلى درجة صعوبة فهمه من قبل الآخرين، وفي مراحله الأخيرة يصبح المريض طريح الفراش.

ويختلف تطور مرض ألزهايمر من شخص إلى آخر، إذ يتراوح معدل فترة المرض أو نسبة التعافي منه بين ثامن سنوات، ولكن من الممكن أن يعيش بعض المرضى لغاية 20 سنة، وغيرهم يعيشون لثلاث سنوات فقط، وتظهر أعراض هذا المرض بالتدريج وتكون خفيفة في البداية، مما يجعل أفراد الأسرة والشخص نفسه يتغاضي عنها، إلا أنه مع تقدم العمر تصبح الأعراض متوسطة ومن ثم شديدة بحيث لا يتمكن الفرد من العناية بنفسه.

أسباب مرض الزهايمر

لا يعرف العلماء تماما السبب وراء الإصابة بمرض الزهايمر، ولكنهم يعلمون أنه ولسبب ما غير معروف تصاب خلايا دماغ المصابين بمرض الزهايمر بالتلف ومن ثم تموت، وما يعرف هو أنه الشئ الذي يدفع للإصابة بمرض الزهايمر يبدأ بإتلاف خلايا الدماغ قبل سنوات عديدة من ظهور أعراضه، وعندما تبدأ الأعراض بالظهور تكون الخلايا العصبية في الدماغ التي تعالج المعلومات وتخزنها وتسترجعها قد بدأت بالانهيار والتلف والموت، ولقد تمكن العلماء من تحديد بنيتين مجهريتين شاذتين يعتقدون أن لها علاقة كبيرة بمرض الزهايمر  وتسمى “لويحات” و”عقد”.

اقرأ أيضاً: المعتقدات الخاطئة عن مرض الزهايمر

ولربما تتساءلون الآن ما هما هاتين البنيتين المجهريتين الشاذتين؟! اللويحات النشوية هي عبارة عن كتل بروتينية تتجمع خارج الخلايا العصبية بالدماغ، بينما العقد هي عبارة عن ألياف ملتوية لنوع آخر من البروتين التي تتشكل داخل الخلايا، ويعتقد العديد من العلماء أن العقد قد تتلف وبشكل كبير العصيبات مسببة لهم الموت، وهذا كله مجرد نظرية علمية فحسب؛ وفي الحقيقة لا يعلم العلماء إلى الآن ما إذا كانت اللويحات والعقد تسبب مرض الزهايمر أو إذا كانت عبارة عن منتج ثانوي لعملية أخرى تحدث في الدماغ.

أعراض مرض الزهايمر

إن نسيان بعض الأحداث وفقدان الذاكرة أمر طبيعي عندما تشيخ، ولكن أعراض مرض الزهايمر أكثر من مجرد فقدان الذاكرة لفترة وجيزة فحسب، إذ يعاني المصابون به من صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعلم والتفكير بطريقة عقلانية، مما يؤثر على حياة الشخص العملية والاجتماعية والعائلية، وهناك عشر إشارات تدل على إصابة المريض بمرض الزهايمر، وتتمثل بالتالي:

  1. فقدان الذاكرة: من الطبيعي أن ينسى كبار السن الأسماء أو المواعيد أحيانا، ولكن نسيان الأحداث المؤخرة والاتجاهات البسيطة بشكل متكرر والتي تصبح مع مرور الوقت أسوأ تكون إشارة على إصابة الشخص بمرض الزهايمر.
  2. صعوبة في أداء الأعمال اليومية: قد ينسى كبار السن أحيانا سبب دخولهم غرفة أو الكلام الذي أرادوا قوله وهذا أمر طبيعي، لكن من جهة أخرى يجد الأشخاص المصابون بالخرف صعوبة في التخطيط للأعمال اليومية أو إنهائها، فقد ينسوا الخطوات في إعداد وجبة طعام أو كيفية إجراء مكالمة هاتفية.
  3. مشاكل في اللغة: قد يصعب على كبار السن إيجاد الكلمة المناسبة وهذا أمر طبيعي، ولكن ينسى الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر وبشكل متكرر الكلمات البسيطة أو يستخدمون كلمات غريبة، بحيث يصعب فهمهم.
  4. الارتباك: من الطبيعي أن ينسى كبير السن يوما من أيام الأسبوع أو المكان الذي كان يرغب الذهاب له، ولكن مع الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر من الشائع  أن  ينسوا مكان تواجدهم، أو يضيعوا في الاتجاه، أو لا يعرفوا كيف وصلوا إلى المكان الذي هم فيه لدرجة عدم معرفتهم كيف يعودون إلى منازلهم.
  5. عدم القدرة على اتخاذ أحكام: من الطبيعي أن يقوم كبير السن باتخاذ قرار مشكوك فيه أو يمكن الجدل فيه، ولكن المصابين بمرض الزهايمر يفقدون قدرتهم على اتخاذ القرارات الصائبة للقيام بأمور عادية كارتداء الملابس، فمن الممكن على سبيل المثال أن يرتدوا ملابس شتوية في فصل الصيف وملابس صيفية في فصل الشتاء، أو أن يفقدوا القدرة على معرفة الطريقة التي يجب أن يتصرفوا بها إذا احترق الطعام الموضوع على الغاز.
  6. الصعوبة في التفكير: من الطبيعي أن يجد كبير السن تحديا في موازنة حساباته، ولكن مريض الالزهايمر سوف يجد صعوبة أكبر في أداء الوظائف العقلية، فقد ينسى الأرقام وسبب استخدامها على سبيل المثال.
  7. وضع الأشياء في مكانها الخطأ: من الطبيعي أن يخطئ الشخص بين الفترة والأخرى وضع مفاتيحه أو محفظته في المكان الصحيح، ولكن من الممكن أن يضع مريض الالزهايمر أشياء في أماكن غريبة فمن الممكن على سبيل المثال أن يضع حذائه في الثلاجة.
  8. تغير في السلوك أو المزاج: قد يشعر البعض أحيانا بالحزن أو يكون مزاجه سيئا وهذا طبيعي مع تقدم السن، ولكن مريض الألزهايمر قد تظهر عليه تغيرات مفاجئة في المزاج أي أن يتغير مزاجه من الهدوء التام إلى البكاء إلى الغضب من غير أي سبب واضح.
  9. تغير في الشخصية: صحيح أن شخصية الفرد تتغير مع التقدم بالسن، ولكن في حالة مريض الألزهايمر فقد تتغير شخصيته بشكل كبير وواضح، إذ من الممكن أن يصبحوا مرتبكين أو مشوشين أو خائفين أو معتمدين على عضو من أعضاء العائلة.
  10. افتقار روح المبادرة: من الطبيعي أن يشعر الشخص بالتعب والإرهاق بسبب العمل أو الالتزامات الاجتماعية، ولكن بالنسبة لمريض الألزهايمر فقد يصبح سلبيا وغير مهتم بالحياة الاجتماعية، وقبل إصابته بالمرض قد تلاحظ جلوسه لساعات طويلة أمام التلفاز أو النوم أو رفضه القيام بأنشطته اليومية الاعتيادية.

اقرأ أيضاً: مرض الزهايمر

العلاج وعوامل الخطر

هل أنت معرض لخطر الإصابة بمرض الزهايمر؟ وهل له علاج؟ أسئلة مهمة أليس كذلك؟ للأسف لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، ولكن هناك العديد من الأدوية التي قد تحسن من الأعراض أو تجعلها مستقرة على الأقل وهناك أنشطة معينة قد تخفف من المشاكل السلوكية.

ويقوم الأطباء والباحثون حاليا بإجراء البحوث والدراسات للبحث عن علاج لمرض الزهايمر، ولكنك لن تستطيع تجنب الإصابة به، وقد قام العلماء بتحديد العديد من عوامل الخطر التي تزيد من فرص إصابتك بهذا المرض، وتتمثل فيما يلي:

  • العمر: معظم الأفراد الذين يزيد عمرهم عن 65 فأكثر معرضون للإصابة به، إذ تتضاعف فرص الإصابة بمرض الزهايمر كل خمس أعوام بعد بلوغ الفرد سن 65 ، وعند بلوغ 85 سنة تصل فرصة الإصابة إلى 50%.
  • العامل الوراثي: الأشخاص الذين يكون أحد والديهم أو أخاهم أو أختهم مصاب بمرض الزهايمر معرضون للإصابة به مرتين أو ثلاث مرات أكثر من هؤلاء الذين لا يكون لهم أقرباء مصابين بالمرض.
  • إصابة على الرأس: أظهرت بعض الدراسات على وجود رابط بين الإصابات في الرأس والخرف بعد إجراء الدراسات على أشخاص كانوا ملاكمين في السابق.
  • أسلوب الحياة: إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول العالي فمن الممكن أن تزيد فرص إصابته بمرض الزهايمر، لذا ينصح الجميع بالمحافظة على صحتهم واتباع أسلوب حياة صحي بدنيا وعقليا لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

إذا تمكنت عزيزي القارئ من ملاحظة أعراض أو علامات مرض الزهايمر على شخص محب لك، فننصحك أن تلجأ لاستشارة طبيب على الفور، إذ إن التشخيص المبكر للمرض أو أي اضطراب آخر يؤدي إلى الخرف من أهم الخطوات التي يجب القيام بها لأخذ العلاج والعناية والدعم المناسب.

ينسى معظمنا اسما أو قد نضع شيئا ما في مكان خاطئ أحيانا، كما يكون العديد من الأشخاص الأصحاء غير قادرين على تذكر معلومات معينة عند التقدم بالسن، ولكن أعراض مرض الزهايمر أخطر بكثير من مجرد نسيان شيء ما، لذا لا تهمل الأمر إذا رأيت شخصا تحبه يعاني من أعراض مرض الزهايمر وسارع لطلب مساعدة الطبيب.

اقرأ أيضاً: ألزهايمر مرض ماكر يداهم كبار السن.. فكيف يمكننا الوقاية منه؟

الفرق في تغيرات الذاكرة بين مرض الزهايمر والتغيرات الطبيعية المرتبطة بالعمر

شخص مصاب بتغيرات الذاكرة الطبيعية المرتبطة بالعمرشخص مصاب بأعراض مرض الزهايمر
ينسى جزءًا من تجربة من حياتهينسى تجارب كاملة
عادة يتذكر التجربة لاحقانادرا ما يتذكر التجربة لاحقا
يكون عادة قادرًا على اتباع الاتجاهات المكتوبة أو المحكيةيصبح بالتدريج غير قادر على اتباع الاتجاهات المكتوبة أو المحكية
يكون عادة قادرًا على كتابة الملاحظات للتذكريصبح بالتدريج غير قادر على كتابة الملاحظات للتذكر
يكون عادة قادرًا على العناية بنفسهيصبح بالتدريج غير قادر على العناية بنفسه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى