أمراض عصبية

كيفية التغلب على العصبية: دليل للجميع

العصبية هي شعور شائع يشعر به الجميع في مرحلة ما من حياتهم. يمكن أن يكون سببها مواقف مختلفة، مثل إجراء اختبار، أو التحدث أمام الجمهور، أو الذهاب في موعد، أو مواجهة التحدي. العصبية ليست دائمًا أمرًا سيئًا؛ إذ إنها يمكن أن تساعدك على الاستعداد لما هو قادم، وتعزيز طاقتك، وزيادة تركيزك. ومع ذلك، عندما يصبح التوتر مفرطًا أو مستمرًا أو يتعارض مع أنشطتك اليومية، فقد يكون ذلك مشكلة. يمكن أن تكون العصبية أيضًا أحد أعراض اضطراب القلق، وهي حالة أكثر خطورة تتطلب مساعدة متخصصة.

في هذه المقالة سوف تتعلم:

  • ما الذي يسبب العصبية وكيف تؤثر على جسمك وعقلك.
  • كيفية التمييز بين العصبية والقلق ومتى تطلب المساعدة.
  • كيفية التعامل مع العصبية باستخدام إستراتيجيات وتقنيات فعالة.

ما الذي يسبب العصبية وكيف تؤثر على جسمك وعقلك

العصبية هي رد فعل طبيعي للتهديدات المتصورة أو المتخيلة. إنها جزء من استجابة القتال أو الهروب، وهي آلية البقاء التي تجهز جسمك للتعامل مع الخطر. عندما تشعر بالتوتر، يفرز جسمك الأدرينالين والهرمونات الأخرى التي تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس واليقظة. تساعدك هذه التغييرات على الاستجابة للموقف بسرعة وفعالية.

ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يبالغ جسمك في رد فعله تجاه المواقف التي ليست خطيرة حقًا، مثل تقديم عرض تقديمي، أو مقابلة أشخاص جدد، أو تجربة شيء جديد. قد يتسبب ذلك في شعورك بالتوتر حتى في حالة عدم وجود تهديد حقيقي. يمكن أن يحدث هذا أيضًا عندما تتوقع نتيجة سلبية، مثل الفشل أو الرفض أو الإحراج. هذه الأفكار يمكن أن تثير العصبية حتى قبل حدوث الموقف.

يمكن أن تؤثر العصبية أيضًا على عقلك وعواطفك. وعندما تشعر بالتوتر، قد تواجه:

  • الأرق: قد تشعر بالتوتر أو التململ أو عدم القدرة على الجلوس ساكنًا.
  • الارتعاش: قد ترتعش أو ترتعش لا إراديًا، خاصة في يديك أو صوتك أو ساقيك.
  • الرفرفة: قد تشعر بإحساس الرفرفة في معدتك، والذي يحدث بسبب تقلص عضلات الجهاز الهضمي.
  • القلق: قد تراودك أفكار سلبية أو خائفة بشأن الموقف أو نفسك، مثل “ماذا لو أخطأت؟”، أو “لا أستطيع فعل هذا”، أو “سوف يضحكون علي”.
  • الخشية: قد تشعر بعدم الارتياح أو التوتر أو القلق بشأن ما سيحدث أو كيفية أدائك.
  • الخوف: قد تشعر بالخوف أو الذعر أو الرعب من الموقف أو العواقب.

يمكن أن يؤثر التوتر أيضًا على سلوكك وأدائك. عندما تشعر بالتوتر، قد تكون ردة فعلك:

-التجنب – قد تحاول الهروب أو تجنب الموقف الذي يجعلك متوترًا، مثل تخطي الفصل الدراسي أو استدعاء المرضى أو تقديم الأعذار.

-المماطلة – قد تؤجل أو تؤجل المهمة التي تشعرك بالتوتر، كالدراسة أو التحضير أو التدريب.

-الإفراط في الاستعداد – قد تقضي الكثير من الوقت أو الجهد في المهمة التي تجعلك متوترًا، مثل التدرب أو المراجعة أو التدقيق.

-الأداء الضعيف – قد ترتكب أخطاء، أو تنسى، أو تتجمد أثناء المهمة التي تجعلك متوترًا، مثل إغفال شيء ما، أو التأتأة، أو إسقاطه.

كيفية التمييز بين العصبية والقلق ومتى تطلب المساعدة

غالبًا ما يتم استخدام العصبية والقلق بالتبادل، لكنهما ليسا نفس الشيء. فالعصبية هي شعور مؤقت خاص بموقف ما، أما القلق فهو شعور مستمر ومفرط لا يرتبط دائما لسبب واضح. القلق هو أيضًا اضطراب في الصحة العقلية يمكن أن يؤثر على صحتك وأداءك بشكل عام.

فيما يلي بعض الطرق لمعرفة الفرق بين العصبية والقلق:

1 –التكرار: يحدث التوتر في بعض الأحيان، بينما يحدث القلق بشكل متكرر أو مستمر.

2 –الشدة: العصبية خفيفة إلى معتدلة، في حين أن القلق شديد أو ساحق.

3 –المدة: العصبية تستمر لفترة قصيرة، بينما القلق يستمر لفترة طويلة أو لا يزول.

4 –التأثير: ليس للتوتر تأثير يذكر على حياتك اليومية، في حين أن القلق له تأثير كبير على حياتك اليومية.

5 –الأعراض: العصبية لها أعراض أقل وهي أقل حدة، في حين أن القلق له أعراض أكثر وهي أكثر حدة.

إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا باضطراب القلق، فيجب عليك طلب المساعدة المتخصصة. بعض العلامات التي قد تحتاج إلى المساعدة هي:

-عصبيتك لا تتناسب مع الموقف أو التهديد.

-تتداخل عصبيتك مع عملك أو مدرستك أو حياتك الاجتماعية أو الشخصية.

-عصبيتك تجعلك تتجنب أو تخشى مواقف أو أنشطة معينة.

-استمرار عصبيتك لأكثر من ستة أشهر أو عدم زوالها.

-تصاحب عصبيتك أعراض أخرى، مثل الأرق أو الاكتئاب أو مشاكل جسدية.

توجد أنواع مختلفة من اضطرابات القلق، مثل اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، والرهاب، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة. ولكل منها أسبابها وأعراضها وعلاجاتها. العلاجات الأكثر شيوعًا لاضطرابات القلق هي العلاج النفسي، أو الأدوية، أو مزيج من الاثنين معًا. يمكن أن يساعدك العلاج النفسي على فهم قلقك والتعامل معه، بينما يمكن للأدوية أن تساعد في تقليل الأعراض وتحسين حالتك المزاجية.

كيفية التعامل مع التوتر باستخدام إستراتيجيات وتقنيات فعالة

العصبية هي شعور طبيعي وعادي يمكن التحكم فيه والتغلب عليه. توجد العديد من الإستراتيجيات والتقنيات التي يمكن أن تساعدك على التعامل مع التوتر والأداء بشكل أفضل في أي موقف. وهنا بعض منها:

1 –الاستعداد: إحدى أفضل الطرق لتقليل التوتر هي الاستعداد للموقف الذي يجعلك متوترًا. يمكن أن يشمل ذلك البحث أو التخطيط أو الممارسة أو التدريب. من خلال الاستعداد، يمكنك زيادة ثقتك بنفسك وكفاءتك واستعدادك. يمكنك أيضًا توقع المشكلات أو التحديات المحتملة والتعامل معها. ومع ذلك، تجنب الإفراط في الاستعداد، لأن ذلك قد يزيد من عصبيتك وتوترك.

2 –الاسترخاء: ثمة طريقة أخرى لتقليل التوتر وهي استرخاء الجسم والعقل. يمكن أن يشمل ذلك التنفس أو التمدد أو التأمل. من خلال الاسترخاء، يمكنك خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم وتوتر العضلات. يمكنك أيضًا تهدئة أفكارك وعواطفك وأعصابك. يمكنك ممارسة تقنيات الاسترخاء قبل أو أثناء أو بعد الموقف الذي يجعلك متوترًا.

3 -إعادة صياغة أفكارك: الطريقة الثالثة لتقليل التوتر هي إعادة صياغة أفكارك ومنظورك. يمكن أن يشمل ذلك استخدام الحديث الإيجابي عن النفس أو التأكيدات أو التصور. من خلال إعادة الصياغة، يمكنك تغيير أفكارك السلبية أو المخيفة إلى أفكار إيجابية أو واقعية. يمكنك أيضًا تغيير وجهة نظرك للموقف من التهديد إلى الفرصة. يمكنك التدرب على تقنيات إعادة الصياغة قبل أو أثناء أو بعد الموقف الذي يجعلك متوترًا.

4 –المواجهة: الطريقة الرابعة لتقليل التوتر هي مواجهة الموقف الذي يجعلك متوتراً. يمكن أن يشمل ذلك تعريض نفسك تدريجيًا أو تحدي نفسك أو طلب الدعم. من خلال المواجهة، يمكنك مواجهة مخاوفك والتغلب على تجنبك واكتساب الخبرة. يمكنك أيضًا التعلم من أخطائك وتحسين مهاراتك والاحتفال بإنجازاتك. يمكنك التدرب على تقنيات المواجهة قبل أو أثناء أو بعد الموقف الذي يجعلك متوترًا.

خاتمة

العصبية هي شعور شائع وطبيعي يشعر به الجميع في مرحلة ما من حياتهم. يمكن أن يكون سببها مواقف مختلفة، مثل إجراء اختبار، أو التحدث أمام الجمهور، أو الذهاب في موعد، أو مواجهة التحدي. العصبية ليست دائمًا أمرًا سيئًا. يمكن أن يساعدك على الاستعداد لما هو قادم، وتعزيز طاقتك، وزيادة تركيزك. ومع ذلك، عندما يصبح التوتر مفرطًا أو مستمرًا أو يتعارض مع أنشطتك اليومية، فقد يكون ذلك مشكلة. يمكن أن تكون العصبية أيضًا أحد أعراض اضطراب القلق، وهي حالة أكثر خطورة تتطلب مساعدة متخصصة.

يمكنك التغلب على التوتر باستخدام إستراتيجيات وتقنيات فعالة، مثل الاستعداد والاسترخاء وإعادة التأطير والمواجهة. يمكن أن تساعدك هذه الأشياء على تقليل توترك والأداء بشكل أفضل في أي موقف. وتذكر أن العصبية أمر طبيعي وطبيعي، ويمكنك التغلب عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى