الأرجينين: ما هو وما فوائده وآثاره الجانبية
الأرجينين (L-Arginine) هو حمض أميني يلعب دورًا حيويًا في العديد من جوانب صحتك. فهو يساعد جسمك على إنتاج البروتينات وأكسيد النيتريك والجزيئات المهمة الأخرى. كما أنه يدعم تدفق الدم، والجهاز المناعي، والأداء الرياضي. ولكن ما هي الفوائد والآثار الجانبية لتناول مكملات الأرجينين؟ ما هي الكمية التي يجب أن تتناولها وكيف يمكنك الحصول عليها من المصادر الطبيعية؟ في هذا المقال سنجيب عن هذه الأسئلة وأكثر.
ما هو الأرجينين وماذا يفعل؟
الأرجينين هو واحد من الأحماض الأمينية العشرين التي يستخدمها جسمك لبناء البروتينات. البروتينات ضرورية لبنية ووظيفة الخلايا والأنسجة والأعضاء. الأرجينين هو أيضًا مقدمة لأكسيد النيتريك، وهو الغاز الذي يريح ويوسع الأوعية الدموية. وهذا يحسن الدورة الدموية ويخفض ضغط الدم. يساعد أكسيد النيتريك أيضًا عضلاتك على الانقباض والتعافي، والتواصل بين أعصابك، وإنتاج الميتوكوندريا للطاقة.
يُصَنَّفُ الأرجينين على أنه حمض أميني شبه أساسي أو أساسي مشروط. وهذا يعني أن جسمك يمكنه عادةً إنتاج ما يكفي منه، لكنه يحتاج في بعض الأحيان إلى أكثر مما يستطيع إنتاجه. على سبيل المثال، أثناء الحمل أو الرضاعة أو المرض الخطير أو الصدمة، قد يحتاج جسمك إلى كمية أكبر من الأرجينين أكثر من المعتاد. في هذه الحالات، قد تحتاج إلى الحصول على كمية إضافية من الأرجينين من نظامك الغذائي أو المكملات الغذائية.
ما هي فوائد مكملات الأرجينين؟
تستخدم مكملات الأرجينين على نطاق واسع لأغراض مختلفة، مثل:
1 -تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: قد يساعد الأرجينين على خفض ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية، ويمنع أو يعالج حالات مثل الذبحة الصدرية وفشل القلب وتصلب الشرايين. قد يؤدي أيضًا إلى تحسين تدفق الدم وتقليل خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتة الدماغية. ومع ذلك، فإن الأدلة على هذه التأثيرات مختلطة وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيدها.
2 -تعزيز أداء التمارين الرياضية والتعافي: قد يعزز الأرجينين مستويات أكسيد النيتريك لديك، مما يحسن توصيل الأكسجين، وقوة العضلات، والقدرة على التحمل، والتعافي. قد يحفز أيضًا إطلاق هرمون النمو، مما يعزز نمو العضلات وفقدان الدهون. ومع ذلك، فإن نتائج الدراسات التي أجريت على الأرجينين وممارسة الرياضة غير متناسقة وتعتمد على عوامل مثل الجرعة والتوقيت ونوع التمرين.
3 -دعم التئام الجروح ووظيفة المناعة: قد يساعد الأرجينين جسمك على شفاء الجروح والالتهابات والإصابات عن طريق زيادة تخليق الكولاجين وإنتاج أكسيد النيتريك وتدفق الدم. وقد يعزز أيضًا استجابتك المناعية عن طريق تحفيز نشاط الخلايا التائية، وهي خلايا الدم البيضاء التي تحارب مسببات الأمراض والأورام.
4 -علاج ضعف الانتصاب: قد يحسن الأرجينين وظيفة الانتصاب عن طريق زيادة مستويات أكسيد النيتريك، مما قد يؤدي إلى استرخاء وتوسيع الأوعية الدموية في القضيب. وقد يزيد أيضًا من الرغبة الجنسية والرضا. ومع ذلك، قد لا يكون الأرجينين وحده فعالاً في الحالات الشديدة من ضعف الانتصاب وقد يعمل بشكل أفضل عند دمجه مع مكملات أخرى، مثل بيكنوغينول (Pycnogenol) أو يوهيمبين (yohimbine).
5 -فوائد محتملة أخرى: قد يكون للأرجينين أيضًا بعض الفوائد لحالات أخرى، مثل مرض السكري والصداع النصفي والعقم وأمراض الكلى والخرف. ومع ذلك، فإن الأدلة على هذه الفوائد محدودة وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتحقق منها.
ما هي الآثار الجانبية ومخاطر مكملات الأرجينين؟
تعتبر مكملات الأرجينين آمنة بشكل عام ويمكن تحملها جيدًا عند تناولها بجرعات معتدلة. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية، مثل:
1 -الانتفاخ، وآلام في البطن، والإسهال، أو الغثيان.
2 -انخفاض ضغط الدم، خاصة إذا تم تناوله مع أدوية ضغط الدم.
3 -النقرس، وذلك بسبب زيادة مستويات حمض اليوريك.
4 -أعراض الربو، وذلك بسبب زيادة التهاب الشعب الهوائية.
5 -ردود الفعل التحسسية، مثل الطفح الجلدي أو الحكة أو التورم.
قد تتفاعل مكملات الأرجينين أيضًا مع بعض الأدوية، مثل:
-أدوية ضغط الدم، مثل النترات، أو حاصرات قنوات الكالسيوم، أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
-مخففات الدم، مثل الوارفارين أو الأسبرين.
-أدوية مرض السكري، مثل الأنسولين أو الميتفورمين.
-أدوية ضعف الانتصاب، مثل السيلدينافيل أو التادالافيل.
-أدوية الهربس، مثل الأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير.
إذا كان لديك أي حالة طبية أو تتناول أي أدوية، يجب عليك استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الأرجينين. كما يجب عليك تجنب تناول جرعات عالية من الأرجينين، لأنها قد تسبب مضاعفات خطيرة، مثل:
1 -فرط بوتاسيوم الدم، أو ارتفاع مستويات البوتاسيوم، مما قد يؤثر على إيقاع القلب ووظيفته.
2 -فرط كالسيوم الدم، أو ارتفاع مستويات الكالسيوم، مما قد يسبب حصوات الكلى، أو هشاشة العظام، أو ضعف العضلات.
3 -ارتفاع السكر في الدم، أو ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى تفاقم مرض السكري أو يسبب الحماض الكيتوني.
4 -الوفاة، بسبب الإفراط في إنتاج أكسيد النيتريك، والذي قد يسبب انخفاض حاد في ضغط الدم، أو صدمة، أو سكتة قلبية.
ما هي كمية الأرجينين التي يجب أن تتناولها وكيف يمكنك الحصول عليها من المصادر الطبيعية؟
تعتمد الجرعة المثالية من الأرجينين على عمرك ووزنك وحالتك الصحية وأهدافك. لا يوجد كمية يومية موصى بها رسميًا للأرجينين، لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن البالغين الأصحاء يحتاجون إلى حوالي 2-3 غرامات يوميًا. ومع ذلك، قد يستفيد بعض الأشخاص من جرعات أعلى، تتراوح من 5 إلى 20 غرامًا يوميًا، اعتمادًا على الحالة التي يريدون علاجها أو الوقاية منها.
تتوفر مكملات الأرجينين بأشكال مختلفة، مثل المسحوق أو السائل أو الكبسولة أو الأقراص. يمكنك تناولها مع الطعام أو بدونه، ولكن قد ترغب في تجنب تناولها مع وجبات عالية الدهون، لأنها قد تقلل من امتصاصها. قد ترغب أيضًا في تقسيم جرعتك اليومية إلى جرعات أصغر على مدار اليوم، حيث أن عمر النصف للأرجينين قصير وقد يتم التخلص منه بسرعة من جسمك.
بدلًا من ذلك، يمكنك الحصول على الأرجينين من مصادر طبيعية، مثل:
- اللحوم والدواجن والأسماك، مثل الديك الرومي والدجاج ولحم البقر والسلمون والتونة.
- منتجات الألبان، مثل الحليب، والجبن، والزبادي.
- المكسرات والبذور، مثل الفول السوداني، واللوز، والجوز، وبذور عباد الشمس، وبذور اليقطين.
- منتجات الصويا، مثل التوفو، وحليب الصويا، وفول الصويا.
- البقوليات، مثل الفول والعدس والحمص.
- الحبوب، مثل الشوفان، والقمح، والأرز.
- الفواكه والخضراوات، مثل البطيخ والعنب والبرتقال والسبانخ والبروكلي.
يقدر متوسط الاستهلاك اليومي من الأرجينين من الأطعمة بحوالي 4-6 غرامات. ومع ذلك، قد تؤثر بعض العوامل على توافر واستخدام الأرجينين من الأطعمة، مثل:
- طرق الطهي، التي قد تدمر أو تقلل محتوى الأرجينين.
- الإنزيمات الهاضمة، والتي قد تحلل الأرجينين قبل أن يصل إلى مجرى الدم.
- أحماض أمينية أخرى، والتي قد تتنافس مع الأرجينين في الامتصاص أو النقل.
- الأرجيناز، وهو إنزيم يحول الأرجينين إلى أورنيثين ويوريا، مما قد يقلل من مستويات الأرجينين.
لذلك، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى مكملات الأرجينين لتلبية احتياجاتهم أو تحقيق التأثيرات المرجوة.
خاتمة
الأرجينين هو حمض أميني له العديد من الأدوار المهمة في جسمك. قد يكون له أيضًا بعض الفوائد عند تناوله كمكمل، مثل تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وأداء التمارين الرياضية، وشفاء الجروح، والوظيفة الجنسية. ومع ذلك، قد يكون لمكملات الأرجينين أيضًا بعض الآثار الجانبية والمخاطر، خاصة عند تناولها بجرعات عالية أو مع بعض الأدوية. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الأرجينين واتباع تعليماته بعناية. يجب عليك أيضًا محاولة الحصول على الأرجينين من مصادر طبيعية، مثل الأطعمة الغنية بالبروتين والمكسرات والبذور والبقوليات. ومن خلال القيام بذلك، يمكنك تحسين صحتك ورفاهيتك بطريقة آمنة وطبيعية.