التهاب الأنف التحسسي (حمى القش): الأعراض والأسباب والعلاجات

التهاب الأنف التحسسي (Allergic Rhinitis)، المعروف أيضاً باسم حمى القش (Hay fever)، هو نوع من الالتهاب في الأنف يحدث عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مسببات الحساسية الموجودة في الهواء. مما يسبب العطس وسيلان الأنف والحكة والعيون الدامعة. وهذا الأمر ربما يؤثر على نوعية حياتك ونومك وإنتاجيتك.

لذا سوف نتعرف في هذه المقالة إلى ما هية التهاب الأنف التحسسي، وما أسبابه، وكيفية تشخيصه، وما هي طرق علاجه. كما سنشاركك بعض النصائح حول كيفية الوقاية من أعراض ومضاعفات التهاب الأنف التحسسي أو تقليلها.

ما هو التهاب الأنف التحسسي؟

التهاب الأنف التحسسي حالة شائعة تؤثر على حوالي 10% إلى 30% من السكان حول العالم. وهو مرض يمكن أن يحدث في أي وقت من السنة، اعتماداً على نوع وموسم المواد المسببة للحساسية.

ثمة نوعان من التهاب الأنف التحسسي، وهما:

1 -التهاب الأنف التحسسي الموسمي (Seasonal allergic rhinitis): يحدث هذا النوع من التهاب الأنف التحسسي بسبب مسببات الحساسية الخارجية، مثل حبوب اللقاح من الأشجار والأعشاب ضارة وغير ضارة. هذا الأمر يحدث عادةً في الفصول الانتقالية وهي الربيع وأوائل الخريف، عندما تطلق النباتات حبوب اللقاح في الهواء.

2 -التهاب الأنف التحسسي الدائم (Perennial allergic rhinitis): هذا النوع يحدث بسبب مسببات الحساسية الداخلية، مثل عث الغبار، ووبر الحيوانات الأليفة، وجراثيم العفن، وفضلات الصراصير. ويمكن أن يحدث على مدار العام، أو في أي وقت خلال العام عندما تتعرض لهذه المواد.

ما هي أعراض التهاب الأنف التحسسي؟

تختلف أعراض التهاب الأنف التحسسي من شخص لآخر، اعتماداً على نوع وكمية المواد المسببة للحساسية التي يتعرض لها. أما بعض الأعراض الشائعة فتشمل:

1 –العطس (Sneezing): وهو عمل منعكس يساعد على تنظيف الأنف من المواد المهيجة.

2 -سيلان الأنف (Runny nose): ويحدث بسبب زيادة إنتاج المخاط في الأنف والذي يتدفق عبر فتحتي الأنف أو أسفل الحلق.

3 -انسداد الأنف (Stuffy nose): الذي يحدث بسبب تورم والتهاب الممرات الأنفية التي تعيق تدفق الهواء.

4 -حكة الأنف (Itchy nose): يحدث بسبب تهيج النهايات العصبية في الأنف مما يؤدي إلى الإحساس بالحكة.

5 –السعال (Coughing): وذلك بسبب تقطر المخاط أسفل الحلق مما يؤدي إلى منعكس السعال.

6 -التهاب الحلق أو خدشه (Sore or scratchy throat): يحدث بسبب تهيج الحلق بسبب المخاط أو المواد المسببة للحساسية.

7 -حكة في العيون (Itchy eyes): وذلك بسبب تهيج الملتحمة، وهو الغشاء الرقيق الذي يغطي الجزء الأبيض من العين والجفن الداخلي.

8 -العيون الدامعة (Watery eyes): يحدث بسبب زيادة إنتاج الدموع في العين مما يساعد على التخلص من المهيجات.

9 -الهالات السوداء تحت العينين (Dark circles under the eyes): تحدث بسبب احتقان الأوعية الدموية في الجلد حول العينين مما يجعلها تبدو أكثر قتامة.

10 -الصداع المتكرر (Frequent headaches): وينتج عن الضغط والألم في الجيوب الأنفية الموجودة خلف الجبهة والخدين والعينين.

11 -أعراض من نوع الأكزيما: يحدث هذا بسبب جفاف الجلد والحكة وتقرحاته التي يمكن أن تنتج عن الحساسية.

12 –الشرى (Hives): يحدث هذا بسبب نتوءات مرتفعة حمراء ومثيرة للحكة على الجلد يمكن أن تنتج عن الحساسية.

13 -التعب المفرط (Excessive fatigue): ويحدث ذلك بسبب قلة النوم ونقص الطاقة بسبب أعراض الحساسية.

ما الذي يسبب التهاب الأنف التحسسي؟

كما ذكرنا في البداية يحدث التهاب الأنف التحسسي بسبب رد فعل مبالغ فيه لجهاز المناعة تجاه مواد غير ضارة تسمى مسببات الحساسية (Allergens). فعندما تستنشق أو تلمس مادة مسببة للحساسية، ينتج جسمك أجساماً مضادة تسمى الغلوبولين المناعي إي (Immunoglobulin E) والتي ترتبط بالخلايا البدينة (Mast cells). الخلايا البدينة هي نوع من خلايا الدم البيضاء الموجودة في أنسجة مختلفة في جميع أنحاء الجسم. عندما يتم تنشيط الخلايا البدينة بواسطة الأجسام المضادة وهي الغلوبولين المناعي؛ فإنها تطلق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تسبب الالتهاب وأعراض الحساسية.

بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأنف التحسسي من غيرهم. أما أكثر العوامل المسببة فتشمل:

1 -التاريخ العائلي: إذا كان أحد والديك أو إخوتك مصاباً بالحساسية، فمن المرجح أن تصاب بها أنت أيضاً.

2 –الربو أو الأكزيما التأتبية (Atopic eczema): إذا كنت تعاني من هذه الحالات، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأنف التحسسي أيضاً.

3 -العوامل البيئية: إذا كنت تعيش في منطقة بها مستويات عالية من حبوب اللقاح أو عث الغبار أو جراثيم العفن أو وبر الحيوانات؛ فأنت أكثر عرضة للتعرض لمسببات الحساسية التي يمكن أن تسبب التهاب الأنف التحسسي.

كيف يتم تشخيص التهاب الأنف التحسسي؟

من أجل تشخيص التهاب الأنف التحسسي، سوف يسألك طبيبك عن الأعراض التي تشعر بها، والتاريخ الطبي، والتاريخ العائلي، وهل تعرضت لمسببات الحساسية. أيضاً قد يقوم طبيبك بإجراء فحص بدني لأنفك وحلقك وعينيك وجلدك. وربما طلب بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص وتحديد مسببات الحساسية المحددة التي تسبب مشكلتك. بعض هذه الاختبارات:

1 –اختبار وخز الجلد أو حساسية الجلد (Skin prick test): وهو اختبار يتضمن وخز الجلد بكمية صغيرة من مسببات الحساسية ومراقبة التفاعل. فإذا كان لديك حساسية من تلك المادة المسببة للحساسية؛ فسوف يظهر نتوء أحمر صغير في موقع الوخز خلال 15 إلى 20 دقيقة.

2 -اختبار الدم: وهو اختبار يقيس مستوى الأجسام المضادة في الدم الخاصة ببعض مسببات الحساسية. يشير المستوى العالي من الأجسام المضادة إلى أنك تعاني من حساسية تجاه تلك المادة المسببة للحساسية.

3 -التنظير الأنفي: يتضمن هذا الاختبار إدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا وضوء في نهايته داخل أنفك وفحص الممرات الأنفية من الداخل. يمكن أن يساعد ذلك في اكتشاف أي تشوهات هيكلية أو سلائل أو عدوى قد تساهم في ظهور الأعراض.

كيف يتم علاج التهاب الأنف التحسسي؟

يعتمد علاج التهاب الأنف التحسسي على شدة الأعراض وتكرارها، ونوع ومصدر مسببات الحساسية لديك، وتفضيلاتك الشخصية. أما الأهداف الرئيسة للعلاج فهي تقليل تعرضك لمسببات الحساسية، وتخفيف الأعراض، ومنع المضاعفات. تشمل الخيارات الرئيسة للعلاج ما يلي:

1 -تجنب مسببات الحساسية: وهي الطريقة الأكثر فعالية لمنع أو تقليل أعراض التهاب الأنف التحسسي. يتضمن ذلك تحديد وتجنب أو تقليل الاتصال بمسببات الحساسية التي تسبب مشكلتك. بعض الأمثلة على إستراتيجيات تجنب مسببات الحساسية هي:

• ابق في الداخل عندما يكون عدد حبوب اللقاح مرتفعاً، خاصة في الصباح والمساء.
• استخدم مرشحات الهواء، ومزيلات الرطوبة، والمكانس الكهربائية المزودة بمرشحات HEPA لتقليل مسببات الحساسية الداخلية مثل عث الغبار، وجراثيم العفن، ووبر الحيوانات الأليفة.
• اغسل الفراش والستائر والملابس بانتظام بالماء الساخن لقتل عث الغبار.
• أبعد حيواناتك الأليفة عن غرفة نومك وعن أثاثك.
• تجنب التدخين أو التعرض للتدخين السلبي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
• ارتدِ قناعاً أو وشاحاً على أنفك وفمك عندما تتعرض لمسببات الحساسية الخارجية مثل حبوب اللقاح أو جراثيم العفن.

2 -العلاج الدوائي: هو استخدام الأدوية لتخفيف أو منع أعراض التهاب الأنف التحسسي. ثمة أنواع عديدة من الأدوية المتوفرة لعلاج حساسية الأنف، مثل:

• مضادات الهيستامين (Antihistamines): وهي أدوية تمنع عمل الهيستامين، وهو مادة كيميائية تسبب أعراض الحساسية. يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين في تقليل العطس والحكة وسيلان الأنف والعيون الدامعة. يمكن تناولها عن طريق الفم على شكل أقراص أو سوائل، أو وضعها موضعياً على شكل بخاخات للأنف أو قطرات للعين. بعض الأمثلة على مضادات الهيستامين هي السيتريزين (زيرتيك)، وفيكسوفينادين (أليجرا)، ولوراتادين (كلاريتين)، وأزيلاستين (أستيلين)، وأولوباتادين (باتانول).
• مزيلات الاحتقان (Decongestants): وهي أدوية تعمل على تقليص الأوعية الدموية المنتفخة في الأنف والجيوب الأنفية، مما قد يساعد في تخفيف احتقان الأنف وانسداده. يمكن تناولها عن طريق الفم على شكل أقراص أو سوائل، أو وضعها موضعياً على شكل بخاخات أو قطرات للأنف. بعض الأمثلة على مزيلات الاحتقان هي السودوإيفيدرين (سودافيد)، والفينيليفرين (نيو سينفرين)، وأوكسي ميتازولين (أفرين)، وزيلوميتازولين (أوتريفين).
• الكورتيكوستيرويدات الأنفية (Nasal corticosteroids): هي أدوية تقلل الالتهاب والتورم في الممرات الأنفية، مما يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الهواء عبر الأنف وتقليل إنتاج المخاط. يتم تطبيقها موضعياً كبخاخات للأنف. بعض الأمثلة على الكورتيكوستيرويدات الأنفية هي فلوتيكاسون (فلوناز)، وبوديزونيد (رينوكورت)، وموميتازون (ناسونيكس)، وتريامسينولون (ناساكورت)، وسيكليسونيد (أومناريس).
• مضادات مستقبلات الليكوترين (Leukotriene receptor antagonists): هي أدوية تمنع عمل الليكوترينات، وهي مواد كيميائية تسبب الالتهابات وأعراض الحساسية. يمكن أن تساعد في تقليل احتقان الأنف وسيلان الأنف والعطس والحكة. يكون تناولها عن طريق الفم على شكل أقراص. مثال على مضادات مستقبلات الليكوترين هو مونتيلوكاست (سينجولير).
• مثبتات الخلايا البدينة (Mast cell stabilizers): هذه أدوية تمنع الخلايا البدينة من إطلاق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تسبب أعراض الحساسية. يمكن أن تساعد في تقليل العطس والحكة وسيلان الأنف والعيون الدامعة. يتم تطبيقها موضعياً على شكل بخاخات للأنف أو قطرات للعين. بعض الأمثلة على مثبتات الخلايا البدينة هي كرومولين (ناسالكروم) ونيدوكروميل (ألوكريل).

3 -العلاج المناعي (Immunotherapy): العلاج المناعي، المعروف أيضاً باسم حُقَنِ الحساسية (Allergy shots)، هو خيار علاجي للمرضى الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسي المعتدل إلى الشديد والذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد عن طريق الأدوية أو تجنب مسببات الحساسية. يتضمن العلاج المناعي تعريض المريض تدريجياً لجرعات متزايدة من مسببات الحساسية التي تسبب أعراضه، وذلك بهدف إزالة حساسية الجهاز المناعي وتقليل الاستجابة التحسسية.

يمكن إعطاء العلاج المناعي بطريقتين:

• العلاج المناعي تحت الجلد (Subcutaneous immunotherapy): وهي الطريقة التقليدية للعلاج المناعي، حيث يتم حقن مستخلص مسببات الحساسية تحت الجلد، عادة في الجزء العلوي من الذراع. يتلقى المريض سلسلة من الحقن، تبدأ بجرعة منخفضة جداً وتزداد تدريجياً حتى الوصول إلى جرعة الصيانة. تُعطى الحقن على فترات منتظمة، عادة مرة أو مرتين في الأسبوع خلال الأشهر القليلة الأولى، ثم مرة واحدة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع لعدة سنوات.
• العلاج المناعي تحت اللسان (Sublingual immunotherapy): وهي طريقة أحدث للعلاج المناعي، حيث يتم إعطاء مستخلص مسببات الحساسية على شكل أقراص أو قطرة تحت اللسان. يقوم المريض بإذابة القرص أو القطرة في فمه لبضع دقائق، ثم يبتلعه. يأخذ المريض القرص أو القطرة يومياً في المنزل، بدءاً بجرعة منخفضة ثم زيادتها تدريجياً حتى الوصول إلى جرعة الصيانة. يستمر العلاج عادة لمدة ثلاث إلى خمس سنوات.

لقد ثبت أن كلتا الطريقتين للعلاج المناعي فعالتان في تقليل أعراض التهاب الأنف التحسسي وتحسين نوعية الحياة. يمكن للعلاج المناعي أيضاً أن يمنع أو يقلل من خطر الإصابة بالربو أو مضاعفات الحساسية الأخرى. ومع ذلك، فإن العلاج المناعي ليس مناسباً للجميع. بعض العوامل التي قد تحد من استخدامه هي:

• التكلفة: يمكن أن يكون العلاج المناعي باهظ الثمن، خاصة إذا لم يكن التأمين يغطيه. قد تختلف التكلفة اعتماداً على نوع وعدد المواد المسببة للحساسية وطريقة الإعطاء ومدة العلاج.
• الالتزام بالوقت: يتطلب العلاج المناعي زيارات منتظمة إلى عيادة الطبيب أو العيادة للحقن أو المراقبة. يحتاج المريض أيضاً إلى اتباع جدول زمني صارم لتناول الأقراص أو القطرات في المنزل.
• الآثار الجانبية: يمكن أن يسبب العلاج المناعي تفاعلات موضعية في مكان الحقن أو تحت اللسان، مثل الاحمرار أو التورم أو الحكة أو الألم. عادة ما تكون ردود الفعل هذه خفيفة وتهدأ خلال ساعات قليلة. ومع ذلك، قد يعاني بعض المرضى من ردود فعل أكثر خطورة، مثل الحساسية المفرطة (Anaphylaxis)، وهو رد فعل تحسسي يهدد الحياة ويمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم، أو صعوبة في التنفس، أو الشرى، أو فقدان الوعي. تعد الحساسية المفرطة أكثر شيوعاً مع العلاج المناعي تحت الجلد مقارنة بالعلاج المناعي تحت اللسان، ولكنها يمكن أن تحدث مع كلتا الطريقتين. لذلك، يجب على المرضى الذين يتلقون العلاج المناعي أن يحملوا دائماً حاقن الإبينفرين التلقائي (Epinephrine auto-injector) ويطلبوا العناية الطبية الفورية إذا كانت لديهم أي علامات للتأق (Anaphylaxis).

إذا كنت مهتماً بالعلاج المناعي لالتهاب الأنف التحسسي، فيجب عليك استشارة طبيبك أو اختصاصي الحساسية الذي يمكنه تقييم حالتك وتحديد ما إذا كنت مرشحاً جيداً لهذا العلاج. يجب عليك أيضاً مناقشة فوائد ومخاطر العلاج المناعي مع طبيبك قبل بدء العلاج. يمكن أن يكون العلاج المناعي وسيلة آمنة وفعالة لإدارة أعراض التهاب الأنف التحسسي وتحسين نوعية حياتك.

كيفية الوقاية من أعراض التهاب الأنف التحسسي ومضاعفاته

أفضل طريقة للوقاية من أعراض ومضاعفات التهاب الأنف التحسسي هي تجنب أو تقليل تعرضك لمسببات الحساسية التي تسبب مشكلتك. ومع ذلك، قد لا يكون هذا ممكناً أو عملياً دائماً. لذلك، قد تحتاج أيضاً إلى استخدام الأدوية أو العلاج المناعي للسيطرة على الأعراض ومنعها من التفاقم.

بعض التدابير الوقائية التي يمكنك اتخاذها هي:

1 -ارتدِ نظارات شمسية ملفوفة لحماية عينيك من حبوب اللقاح.

2 -استخدم أغطية مضادة للحساسية، واغسل الفراش بانتظام عند درجة حرارة 60 درجة مئوية وما فوق.

3 –امسح الغبار بقطعة قماش مبللة واستخدم مكنسة كهربائية مزودة بفلتر HEPA لتقليل مسببات الحساسية الداخلية مثل عث الغبار وجراثيم العفن ووبر الحيوانات الأليفة.

4 -اغسل الحيوانات الأليفة مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين وقم بتنظيفها بالخارج بانتظام.

5 -تجنب التدخين أو التعرض للتدخين السلبي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

6 -ارتدِ كمامة أو وشاحاً على أنفك وفمك عندما تتعرض لمسببات الحساسية الخارجية مثل حبوب اللقاح أو جراثيم العفن.

7 -اتبع نصيحة طبيبك بشأن استخدام الأدوية أو العلاج المناعي لمنع الأعراض أو تقليلها. بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في الوقاية من التهاب الأنف التحسسي هي مضادات الهيستامين، ومزيلات الاحتقان، والكورتيكوستيرويدات الأنفية، ومضادات مستقبلات الليكوترين، ومثبتات الخلايا البدينة. يمكن أن يساعد العلاج المناعي في إزالة حساسية جهازك المناعي تجاه مسببات الحساسية التي تسبب مشكلتك وتقليل حاجتك للأدوية.

إن التهاب الأنف التحسسي هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على نوعية حياتك، ونومك، وعملك. ومع ذلك، من خلال فهم أسبابه، وكيفية تشخيصه، وكيفية علاجه، يمكنك إدارة الأعراض وتحسين صحتك. إذا كانت لديك أية أسئلة أو مخاوف بشأن التهاب الأنف التحسسي، فيجب عليك استشارة طبيبك أو طبيب الحساسية الذي يمكنه مساعدتك في العثور على أفضل حل لحالتك.

ملخص

التهاب الأنف التحسسي هو نوع من الالتهاب في الأنف يحدث عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مسببات الحساسية الموجودة في الهواء. يمكن أن يسبب العطس وسيلان الأنف والحكة والعيون الدامعة. وبالتالي يؤثر على نوعية حياتك ونومك وإنتاجيتك.

يوجد نوعان من التهاب الأنف التحسسي: الموسمي والدائم. يحدث التهاب الأنف التحسسي الموسمي بسبب مسببات الحساسية الخارجية، مثل حبوب اللقاح من الأشجار والأعشاب والأعشاب الضارة. أما التهاب الأنف التحسسي الدائم فيحدث بسبب مسببات الحساسية الداخلية، مثل عث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة وجراثيم العفن وفضلات الصراصير.

يعتمد تشخيص التهاب الأنف التحسسي على الأعراض والتاريخ الطبي والتاريخ العائلي والتعرض لمسببات الحساسية. قد يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للأنف والحنجرة والعينين والجلد. وقد يطلب الطبيب بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص وتحديد مسببات الحساسية المحددة التي تسبب المشكلة. بعض هذه الاختبارات هي اختبار وخز الجلد، واختبار الدم، والتنظير الأنفي.

أما علاج التهاب الأنف التحسسي فيعتمد على شدة الأعراض وتكرارها، ونوع ومصدر مسببات الحساسية، والتفضيلات الشخصية. الأهداف الرئيسة للعلاج هي تقليل التعرض لمسببات الحساسية، وتخفيف الأعراض، ومنع المضاعفات. أما الخيارات الرئيسة للعلاج فهي تجنب مسببات الحساسية، والعلاج الدوائي، والعلاج المناعي.

إن تجنب مسببات الحساسية هو الطريقة الأكثر فعالية لمنع أو تقليل أعراض التهاب الأنف التحسسي. وهو يتضمن تحديد وتجنب أو تقليل الاتصال بمسببات الحساسية التي تسبب المشكلة. بعض الأمثلة على إستراتيجيات تجنب مسببات الحساسية هي البقاء في الداخل عندما يكون عدد حبوب اللقاح مرتفعاً، واستخدام مرشحات الهواء، ومزيلات الرطوبة، والمكانس الكهربائية المزودة بمرشحات HEPA لتقليل مسببات الحساسية الداخلية، وغسل الفراش والملابس بانتظام في الماء الساخن لقتل عث الغبار، وإبعاد الحيوانات الأليفة عن غرفة النوم، وتجنب التدخين أو التعرض للتدخين السلبي، وارتداء قناع أو وشاح على الأنف والفم عند التعرض لمسببات الحساسية الخارجية.

العلاج الدوائي يشمل استخدام الأدوية لتخفيف أو منع أعراض التهاب الأنف التحسسي. توجد أنواع عديدة من الأدوية المتاحة لالتهاب الأنف التحسسي، مثل مضادات الهيستامين، ومزيلات الاحتقان، والكورتيكوستيرويدات الأنفية، ومضادات مستقبلات الليكوترين، ومثبتات الخلايا البدينة. يمكن تناول هذه الأدوية عن طريق الفم على شكل أقراص أو سوائل، أو تطبيقها موضعياً على شكل بخاخات للأنف أو قطرات للعين.

أما العلاج المناعي فهو خيار علاجي للمرضى الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسي المعتدل إلى الشديد والذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد عن طريق الأدوية أو عن طريق تجنب مسببات الحساسية. يتضمن العلاج المناعي تعريض المريض تدريجياً لجرعات متزايدة من مسببات الحساسية التي تسبب أعراضه، وذلك بهدف إزالة حساسية الجهاز المناعي وتقليل الاستجابة التحسسية. يمكن إعطاء العلاج المناعي بطريقتين: العلاج المناعي تحت الجلد (SCIT) أو العلاج المناعي تحت اللسان (SLIT). لقد ثبت أن كلتا الطريقتين للعلاج المناعي فعالتان في تقليل أعراض التهاب الأنف التحسسي وتحسين نوعية الحياة. يمكن للعلاج المناعي أيضاً أن يمنع أو يقلل من خطر الإصابة بالربو أو مضاعفات الحساسية الأخرى. ومع ذلك، فإن العلاج المناعي ليس مناسباً للجميع. بعض العوامل التي قد تحد من استخدامه هي التكلفة والالتزام بالوقت والآثار الجانبية.

التهاب الأنف التحسسي هو حالة شائعة يمكن إدارتها بالتشخيص والعلاج المناسبين. باتباع الإجراءات الوقائية ونصائح الطبيب، يمكنك تقليل الأعراض وتحسين صحتك. إذا كانت لديك أية أسئلة أو مخاوف بشأن التهاب الأنف التحسسي، فيجب عليك استشارة طبيبك أو طبيب الحساسية الذي يمكنه مساعدتك في العثور على أفضل حل لحالتك.