ما تحتاج لمعرفته حول السكتة الدماغية
تعد السكتة الدماغية (Stroke) من الحالات الطبية الخطرة والمهددة للحياة، وهي تحدث عندما ينقطع توقف الدم إلى جزء من الدماغ. هذه السكتة قد تسبب ضرراً في الدماغ وإعاقة دائمة وحتى الموت. ولأهمية هذه الحالة الطبية وخطورتها سوف نتكلم في مقالتنا هذه عن أعراض السكتة الدماغية وأسباب حدوثها وعن علاجها وكيفية الوقاية منها.
ما أعراض السكتة الدماغية؟
تختلف أعراض السكتة الدماغية بناء على نوعها وشدتها، ولكنها عادة ما تظهر فجأة ودون سابق إنذار.
أما الأعراض الرئيسة للسكتة الدماغية فهي على النحو الآتي:
1 –أعراض تصيب الوجه: وفيها نلاحظ على الشخص المصاب انخفاضاً في وجهه من جانب واحد، أو عدم قدرته على التبسم، أو ربما تدلى فمه أو عينه.
2 –أعراض تصيب الذراعين: وفيها نجد أن المصاب بالسكتة الدماغية لا يتمكن من رفع ذراعيه وإبقائهما عالياً بسبب ضعفه أو شعوره بالتنميل في ذراع واحدة.
3 –أعراض تظهر في الكلام: وفيه يكون كلام المصاب بالسكتة الدماغية غير واضح أو غير مفهوم، وربما لا يتمكن من التحدث إطلاقاً مع أنه يبدو مستيقظاً.
فإذا رأيت واحدة من هذه العلامات أو الأعراض عليك الاتصال بالإسعاف على الفور.
هذه هي الأعراض الرئيسة كما ذكرنا، أما الآن فسوف نتكلم عن أعراض أخرى قد تحصل في حالة السكتة الدماغية وهي على النحو الآتي:
1 -مشاكل في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
2 –صداع.
3 -صعوبة في المشي.
4 -دوخة.
5 -فقدان التنسيق.
5 -ارتباك.
إذاً، هذه أبرز الأعراض الرئيسة والمحتملة، فإذا كنت تعرف شخصاً لديه هذه الأعراض فلا تتأخر في الاتصال بالإسعاف على الفور لكي يحصل على الرعاية الطبية اللازمة والعاجلة؛ فكلما تلقى الشخص علاجاً مبكراً للسكتة الدماغية قل احتمال حدوث الضرر لديه.
ما هي أسباب السكتة الدماغية؟
يوجد نوعان رئيسان للسكتة الدماغية بناء على سبب حصولها، وهما:
1 -السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic stroke): وتحدث بسبب توقف إمداد الدم نتيجة حدوث جلطة دموية، وهي تمثل نحو 85% من جميع حالات السكتة الدماغية.
2 –السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke): وتحدث بسبب انفجار الأوعية الدموية الضعيفة التي تغذي الدماغ.
ثمة أسباب أخرى للسكتة الدماغية أقل شيوعاً من النوعين السابقين، مثل:
1 –نوبة نقص التروية العابرة (Transient ischemic attack): وفيها ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ مؤقتاً، الأمر الذي يسبب سكتة دماغية صغيرة تستمر لبضع دقائق أو ما يصل إلى 24 ساعة.
2 –تشريح الشرايين (Arterial dissection): وفيه يحدث تمزق في بطانة الشريان مما يؤدي إلى نزيف في جدار الوعاء الدموي.
3 -خثار الجيب الوريدي الدماغي (Cerebral Venous Sinus Thrombosis): وفيه تتشكل جلطة دموية في الأوردة التي تستنزف الدم من الدماغ.
أيضاً لدينا بعض الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وهي:
- ضغط الدم المرتفع.
- ارتفاع الكوليسترول.
- عدم انتظام ضربات القلب (الرجفان الأذيني).
- السكري.
- التدخين.
- البدانة.
- تقدم العمر.
- تاريخ العائلة (وراثة).
- العِرق: فبعض الأعراض أكثر عرضة من غيرها.
- الجنس: فالذكور أكثر عرضة للإصابة من النساء.
ما علاج السكتة الدماغية
يعتمد علاج السكتات الدماغية على نوعها وسببها، بالإضافة إلى مدى تضرر الدماغ. وتشمل الأهداف الرئيسة للعلاج استعادة تدفق الدم إلى الدماغ، ومنع المضاعفات، وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل وعودتها.
أما بعض العلاجات الشائعة للسكتة الدماغية فهي:
1 -الأدوية: وتشمل الأسبرين، وأدوية تجلط الدم (Thrombolytics)، ومميعات الدم (Anticoagulants)، وأدوية ضغط الدم، وأدوية الكولسترول، ومسكنات الألم.
2 –الإجراءات: وهي إجراءات يقوم بها الطبيب، مثل: استئصال الخثرة ميكانيكياً (إزالة جلطة دموية بجهاز)، أو استئصال باطنة الشريان السباتي (إزالة الترسبات من شريان في الرقبة)، أو رأب الأوعية الدموية والدعامات (فتح شريان ضيق باستخدام بالون وأنبوب شبكي).
3 –الجراحة: وهي العمليات الكبيرة مثل: استئصال القحف (Craniectomy) لتخفيف الضغط (إزالة جزء من الجمجمة لتخفيف الضغط على الدماغ)، أو قص أو لف تمدد الأوعية الدموية (إغلاق الأوعية الدموية المنتفخة)
مدة التعافي من السكتات الدماغية
يختلف التعافي من السكتات الدماغية من شخص لآخر حسب نوع السكتة الدماغية وشدتها، ومنطقة الدماغ المصابة، وعمر الفرد وصحته. فبعض الأشخاص يتماثلون إلى الشفاء بشكل كامل، بينما بعضهم الآخر قد يعاني من مشاكل طويل الأمد ومنها:
- ضعف أو شلل في أحد جانبي الجسم.
- صعوبة في التحدث أو البلع.
- مشاكل في الذاكرة أو الانتباه أو التفكير.
- تغيرات في المزاج أو الشخصية.
- الاكتئاب أو القلق.
- ألم أو تنميل.
- فقدان الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
أما مدة التعافي من السكتة الدماغية فهي غالباً ما تتطلب فترة طويلة من إعادة التأهيل التي تتضمن: العلاج الطبيعي، والعلاج الطبي، وعلاج النطق، والدعم النفسي. ويمكن أن تساعد إعادة التأهيل في تحسين نوعية الحياة للناجين من السكتة الدماغية.
كيفية الوقاية من السكتة الدماغية
إن أفضل طريقة للوقاية من السكتة الدماغية هو تقليل عوامل الخطر لديك واعتماد نمط حياة صحي. بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية من السكتة الدماغية هي:
- مراقبة ضغط الدم لديك وضبطه.
- خفض مستويات الكولسترول.
- ضبط نسبة السكر في الدم إذا كان لديك مرض السكري.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي.
- الحد من تناول الكحول.
- تناول نظام غذائي متوازن منخفض الملح والدهون المشبعة والدهون المتحولة.
- الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- التحكم بمستويات التوتر لديك.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تناول الأدوية الخاصة بك على النحو الموصوف.
- المتابعة مع طبيبك بانتظام.
يمكنك أيضاً معرفة علامات وأعراض السكتة الدماغية والتصرف بسرعة إذا كنت تشك في حدوثها. تذكر أن الوقت عامل أساسي في السكتة الدماغية؛ فكلما حصلت على العلاج بشكل أسرع، زادت فرصك في البقاء على قيد الحياة والتعافي بإذن الله.
خاتمة
في الختام تذكر أن السكتة الدماغية حالة طبية خطيرة ومهددة للحياة ويمكن أن تسبب ضرراً للدماغ أو إعاقة أو الوفاة. ومع ذلك، يمكن الوقاية منها وعلاجها والتعافي منها من خلال الرعاية والدعم المناسبين. كما يمكنك حماية نفسه وأحبائك من هذه الحالة المدمرة من خلال معرفة أعراض السكتة الدماغية وأسبابها وعلاجها والوقاية منها.