أمراض تنفسية

انقطاع التنفس أثناء النوم: الأسباب والأعراض والعلاج

النوم سلطان كما يقولون، فهو حاجة فطرية لا يُستغنى عنه، وهو ضروري لمساعدة الجهاز العصبي على أداء وظائفه بشكل جيد، وقلة النوم تضعف جهاز المناعة وتشوش الذاكرة وتقلل القدرة على التركيز، وقد أظهرت نتائج الدراسات أن من يعانون من اضطرابات النوم المزمنة يكلفون بلادهم مليارات الدولارات بسبب نفقات العلاج والحوادث وقلة الإنتاج.

وسنتحدث اليوم عن مشكلة شائعة يؤدي إهمالها إلى أمراض خطيرة وقد تودي بحياة صاحبها،

سنتحدث عن أحد اضطرابات النوم ألا وهي انقطاع التنفس الانسدادي، الذي يصيب حوالي 5% من سكان العالم، ويستهدف حوالي 60% من الأشخاص البدينين والأطفال ذوي اللوزات المتضخمة واللحميات، وهو أكثر حدوثاً عند الرجال منه عند النساء بـ 8 مرات، كما تزيد فرص الإصابة به مع تقدم العمر.

تعريف انقطاع النفس الليلي

يعرف انقطاع النفس الليلي أثناء النوم بأنه توقف النائم عن التنفس لمدة لا تقل عن 10 ثوان نتيجة انسداد في مجرى الهواء، ويصاحب هذا التوقف عن التنفس انخفاض في معدل الأكسجين في الدم بشكل أقل من المستوى الطبيعي، وتنتهي هذه الحالة بشخير عال يؤدي إلى استيقاظ المصاب من نومه عدة مرات خلال الليل.

آلية حدوثه

خلال النوم تسترخي عضلات الجسم جميعها، ومنها عضلات مجرى الهواء العلوي، وهذا الاسترخاء عادة لا يؤثر على سعة مجرى التنفس، ولا يسبب مشكلة عند معظم الناس، لكن هناك فئة معينة من الناس لديهم القابلية لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم لأسباب متعددة، وقد يكون هذا الانسداد كلياً أو جزئياً، وعندما يتوقف النفس نتيجة الانسداد ينقطع الهواء لفترة 10 ثوان عن مجرى الدم والدماغ، وعند هبوط نسبة الأكسجين في الدم إلى أقل من المعدل الطبيعي وازدياد الحاجة إلى التنفس يرسل الدماغ رسالة عاجلة إلى النائم ليستيقظ ويستنشق جرعة من الهواء، وهذا يؤدي إلى إيقاظ المريض عدة مرات أثناء الليل قد تصل المئات أحيانا، ويستيقظ المصاب يتصبب عرقا وفمه جاف، وغالبا ما يشكو من الصداع والنعاس أثناء النهار.

أنواع انقطاع النفس

ينقسم انقطاع النفس إلى ثلاثة أنواع هي:

  • انقطاع النفس المركزي: حيث تتوقف عملية التنفس بشكل مؤقت، وتظهر بانقطاع النفس مع توقف الجهد التنفسي.
  • انقطاع النفس الانسدادي: ينتج بسبب انسداد الطرق التنفسية العلوية، ويكون الجهد التنفسي مستمراً في هذه الحالة.
  • انقطاع النفس المختلط: هو توقف التنفس أثناء النوم يبدأ مثل انقطاع النفس المركزي، ثم يتطور بسرعة لانقطاع النفس الانسدادي.

أعراض الإصابة بانقطاع النفس الليلي

يلاحظ على المصابين بانقطاع النفس الليلي سواء أثناء نومهم أو بعد استيقاظهم ما يلي:

  • الإحساس بالنعاس والتعب والإرهاق وكثرة الخمول أثناء النهار ، نتيجة للنوم المتقطع خلال الليل، وهذا يترك أثره على حياة المصاب الشخصية وعلى عمله، فينام خلال العمل أو أثناء مشاهدة التلفاز أو أثناء قيادة السيارة مما يتسبب في حصول الحوادث المرورية.
  • يعاني المصاب من الشخير المرتفع الوتيرة، وغالبا ما يترافق مع حركات في الأطراف.
  • التوقف عن التنفس أثناء النوم لعدة ثوان ثم الاستيقاظ.
  • الاستيقاظ المتكرر والمفاجئ، مما يؤدي إلى حرمان المصاب من النوم العميق.
  • زيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ.


ما الأسباب المؤدية لانقطاع التنفس الليلي؟

توجد أسباب عدة للإصابة بانقطاع التنفس الليلي، كالإصابة ببعض الأمراض أو ممارسة بعض العادات السيئة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • تعد السمنة الزائدة من أهم الأسباب المؤدية للإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم، وكلما زادت السمنة زادت نسبة الشحوم في العنق وعلى جانبي البلعوم، وبالتالي تضيق المساحة التي تسمح للهواء بالعبور، يذكر أيضا أنه توجد العديد من الإصابات تعاني انقطاعا بالنفس بالرغم من وزنها الطبيعي.
  • مشاكل الأنف التي تؤدي لانسداد المجاري التنفسية العليا مثل الاعوجاج الجزئي أو الكلي للحاجز الأنفي أو جراحة الأنف أو تضخم الغضاريف الأنفية أو لحمية الأنف.
  • تضخم اللسـان المرافق لتضخم اللهاة.
  • أمراض البلعوم كتضخم اللوزتين خاصة عند الأطفال.
  • هبوط القلب؛ حيث أوضحت الدراسات والبحوث العلمية أن ما بين 40 – 50٪ من مرضى هبوط القلب يعانون من انقطاع التنفس بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي أو انقطاع التنفس المركزي.
  • ارتفاع ضغط الدم والسكري.
  • عيب مركزي بالمخ.
  • تناول الحبوب المنومة والمسكنات قبيل النوم فهي تزيد من ارتخاء العضلات وبالتالي تضيق مجرى الهواء وقد تزيد من حدة الأعراض التي يشكو منها المصاب بهذا المرض.
  • الآفات العصبية المترافقة مع اضطراب النقل العصبي.
  • شرب الخمور والتي تزيد من عدد المرات التي ينقطع فيها التنفس خلال النوم.
  • المشكلات الاجتماعية وحالات الإحباط والاكتئاب.

مضاعفات الإصابة بانقطاع النفس الليلي

قد يلاحظ أحدنا الأعراض المذكورة آنفا تظهر عليه ولكنه يقلل من أهميتها وخطورتها، وقد تسبب على المدى البعيد مضاعفات خطيرة قد تودي بحياته بشكل مفاجئ، ومن هنا نلاحظ ارتفاع معدل الوفيات بين المصابين الذين لا ينالون العلاج المناسب، ومن مضاعفات هذا المرض الخطيرة ما يلي:

  • اضطراب النوم، وعدم الشعور بالراحة نتيجة استيقاظ المريض عدة مرات من نومه.

●       الشعور بالصداع عند الاستيقاظ من النوم صباحا.

●       فقدان التركيز وضعف بالذاكرة وشعور المصاب بالإحباط والقلق، وسرعة الغضب.

●       تدني الرغبة الجنسية.

●       الإصابة بالجلطات الدموية التي تؤدي للإصابة بأمراض القلب نتيجة نقص تدفق الدم بسبب نقص الأكسجين الناجم عن انقطاع النفس، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم معرضون للوفاة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة أكبر بـ 2.57 مرة من الأشخاص الآخرين، وأن أكثر من 50% من المرضى الذين دخلوا العناية القلبية المركزة بسبب حدوث جلطة حادة في القلب أو نقص حاد في تروية القلب مصابون بتوقف التنفس أثناء النوم.

  • زيادة خطيرة في ارتفاع ضغط الدم، وبقاء الضغط مرتفعا بعد انتهاء فترة انقطاع التنفس، وقد أظهرت الدراسات أن حوالي 50%- 96% من المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يعد انقطاع التنفس أثناء النوم أحد عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم.
    • دوام الشعور بالنعاس في ساعات النهار، مما ينعكس على الأداء البدني والذهني.
    • نقص متكرر لمستوى الأكسجين في الدم.

علاج انقطاع النفس أثناء الليل

تتداخل إجراءات الوقاية مع العلاج لدى كثير من المصابين بانقطاع النفس أثناء الليل، ويتم العلاج بعد معرفة السبب المؤدي للإصابة بهذه الحالة، ومن أهم ما يستخدم للتخلص من هذه المشكلة ما يلي:

  • يعد تخفيف الوزن وتنظيم التغذية الحل الجذري لهذه المشكلة لدى كثير ممن يعانون منها.
  • تجنب النوم على الظهر لفترات طويلة، وكذلك تجنب تناول المهدئات والحبوب المنومة.
  • إيقاف التدخين، لتجنب الالتهابات المخاطية المزمنة، وترك شرب الخمور.
  • العلاج بالعقاقير في الحالات البسيطة، أما العلاج في الحالات الشديدة فيتم بتوصيل المريض بجهاز تنفس صناعي.
  • التدخل الجراحي، حيث يمكن إجراء العمليات الضرورية للسماح للنفس بالمرور بسهولة، إذ يمكن إجراء عملية لتعديل انحراف الأنف ليتمكن المصاب من التنفس من أنفه عوضا عن فمه، أيضا يمكن تقليص حجم اللهاة واللوزتين والبلعوم لإفساح المجال لمرور الهواء دون إعاقة، مع التنبيه على أنه لا يوجد علاج جراحي للشخير المصاحب لانقطاع التنفس إذا كان السبب مركزياً، كأن يكون السبب خللا في مراكز التحكم في التنفس بالمخ.
  • ومن طرق العلاج أيضا الضغط الإيجابي المستمر للطرق الهوائية C.P.A.P)) وتتم هذه الطريقة بواسطة قناع أنفي لدعم ضغط الهواء والوقاية من انسداد الطرق التنفسية العلوية.
  • العلاج بالليزر، الذي يستخدم أيضا لإزالة الأنسجة الموجودة في مدخل البلعوم، وإزالة جزء من اللهاة للسماح للهواء بالمرور بحرية خلال عملية بسيطة.


 ختاما عزيزي القارئ قد تكون مصابا بعدد من الأمراض يكون سببها المباشر مشكلة انقطاع التنفس، لذلك إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، وبعد أن عرفت الأسباب المؤدية لحصولها، وكيف تتخلص منها؟ لا يسعك إلا العمل الجاد لإراحة نفسك وجسدك. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى