ماذا نعني بمتلازمة موت الرضع المفاجئ؟
أغلى ما يملك الآباء والأمهات أبنائَهم، وهم يسعون لتقديم كل يملكون في سبيل حماية أطفالهم خصوصاً في بداية حياتهم وهم احوج ما يكونون إلى هذه الرعاية، متلازمة موت الرضع المفاجئ كما يدل عليها اسمها هي موت الرضيع (الطفل تحت عمر السنة) المفاجئ وغير المفسر بعد إجراء الفحوصات والبحث عن أسباب هذه الوفاة مثل أخذ السيرة المرضية المفصلة وتشريح الجثة لاستثناء أي سبب مرضي من الممكن أن يؤدي الى وفاة الرضيع وغالباً ما تحدث أثناء نوم الرضيع. وكان يطلق عليها سابقا موت المهد أو السرير.
مدى خطورة المتلازمة وهل هي شائعة؟
من الممكن القول ان متلازمة موت الرضع المفاجئ ليست شائعة الحدوث حيث أنها تسببت عام 2013 في 15 ألف وفاة فقط عالميا ]4[، ولكن على الجهة الأخرى فإنها تعتبر السبب الأول في وفاة الأطفال بعد عمر الشهر وقبل عمر السنة ]1[, و90% من الحالات تحدث في الست أشهر الأولى من حياة الرضيع ]5[. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المتلازمة تحدث في الدول النامية اضعاف ما تحدث في الدول المتقدمة لأسباب توعوية واختلاف المستوى التعليمي والاجتماعي وغيرها، فهي تصيب 38.4 رضيع لكل 10000 مولود في الولايات المتحدة ]6[ مقابل 132 رضيع في الأردن و500 في العراق لكل 100000 مولود ]7[,ويجب التنويه إلى أن هذه المتلازمة أكثر شيوعا في الفصول الباردة من الفصول الدافئة ]5[.
المحفزات وعوامل الخطر
من المهم جداً التعرف على عوامل خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ فلا يوجد لحد الآن طريقة واضحة أو سبب رئيسي لطريقة حدوثها ولكن هنالك محفزات وعوامل خطر وُجدت لدى 95% ممن أصابته هذه المتلازمة ]8[, وكثير من عوامل الخطر يمكن تجنبها وهذه العوامل تبدأ حتى قبل ولادة الجنين ونذكر منها ما هو متعلق بالأم ]9-16[:
- تدخين الأم أثناء الحمل وهذا يزيد فرص حدوث المتلازمة ضعفين إلى أربع أضعاف, وتزيد الفرصة بزيادة معدل التدخين وتقل بإيقاف التدخين خلال الحمل.
- شرب الكحول أو تعاطي الأدوية المحظورة أثناء الحمل
- عدم وجود رعاية طبية للأم أثناء الحمل
- حدوث مضاعفات أثناء الحمل مثل انفصال المشيمة والمشيمة المنزاحة
- انخفاض المستوى التعليمي للأم
- انفصال الأبوين وعيش الأم لوحدها وصغر سنها
وهنالك عوامل متعلقة بالجنين نفسه وهي: ]17-26[
- الجنين صاحب الوزن المنخفض عند ولادته
- الولادة المبكرة قبل اكتمال 37 أسبوع (أو ما يطلق عليهم أطفال الخدّج)
- تعرض الرضيع للدخان عن طريق من حوله وخصوصا أبويه
- وجود تاريخ سابق لهذه المتلازمة في نفس العائلة مثل وفاة أخ او أخت سابقة لهذا الرضيع بسبب المتلازمة وهذا يزيد من نسبة حدوثها 5-6 أضعاف , ويجب الإشارة إن نسبة حدوثها تبقى أقل من 1/100 في هذا العائلة.
- التوأم أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة
- الذكور أكثر إصابة من الاناث
عوامل متعقلة بممارسات النوم:
- نوم الرضيع على بطنه وهذا يضاعف فرص حدوث المتلازمة
- نوم الرضيع على سطح ناعم أو أملس وهذا يشمل أريكة المنزل ومقاعد السيارات حتى المجهزة للرضع والفرش الهوائية حتى وإن كانت منفوخة بالكامل أو تبدو كسطح خشن
- وضع الألعاب او الاكسسوارات مثل الوسادة والبطانيات في سرير الرضيع
- استخدام المساند القطنية المحيطة بسرير الرضيع التي من الممكن أن تؤدي إلى اختناق الرضيع
- مشاركة سرير النوم مع الرضيع
- تدفئة الرضيع أكثر من اللازم مثل إلباس أو لف الرضيع بعدد كبير من القطع
- تقميط الرضيع والمتعارف عليه شعبيا بالكوفلية تأثيرها غير واضح في حال نوم الطفل الصحيح على ظهره لكنها تزيد من نسبة المتلازمة خصوصا عند نوم الرضيع على بطنه أو جنبه وذلك لأنها تقيد حركته في حال شعوره بالخطر وهذا يحدث أكثر مع تقدم سن الرضيع بسبب ازدياد الحركة
تصحيح الشائعات
يجب على الأهل معرفة هذه المعلومات لتفادي الشائعات المنتشرة ]5, 41-44[:
- المؤشرات الحيوية للرضيع فور ولادته لا علاقة لها بموت الرضيع المفاجئ
- انقطاع النفس المفاجئ لدى الأطفال الخدّج لا علاقة له بموت الرضيع المفاجئ
- مطاعيم الأطفال والرضع لا علاقة لهم بهذه المتلازمة
- التهابات الجهاز التنفسي العلوية مثل الزكام والانفلونزا لا علاقة لهم كذلك
- أسطح النوم التي يروج لها تجاريا على أنها تقلل متلازمة موت الرضع المفاجئ لم تثبت فائدتها أو سلامتها لحد الآن.
- مراقبة الرضيع وعلاماته الحيوية باستمرار مثل نبضات قلبه وتنفسه لا فائدة لها ولا تمنع من حدوث المتلازمة.
درهم وقاية
الوقاية من هذه المتلازمة تبدأ بنشر المعلومات الصحيحة وتثقيف الأهل بعوامل خطرها وطرق الوقاية منها عبر كل الوسائل مثل النشرات التثقيفية وبرامج التلفاز والاعلانات والحملات المجتمعية والقوانين الرسمية السياسية وهذا ما حدث في كثير من الدول المتقدمة حيث انخفضت متلازمة موت الرضع بنسبة 50% منذ ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة]45[. أما الدول النامية فرغم محاولات تقليل متلازمة موت الرضع إلا أن عوامل الخطر لا زالت منتشرة وهي أكثر حدوثا من الدول المتقدمة كما تم الإشارة سابقا وهذا يستدعي تكثيفاً للجهود ونشر الوعي وممارسات النوم الآمن في المجتمع.
لا يوجد فحوصات معينة تدل على حدوث هذه المتلازمة ولذا نذكر هنا طرق الوقاية منها وهي طرق سهلة وفعالة ]46-49[:
- حصول الأم على الرعاية الطبية المناسبة أثناء الحمل
- تجنب التدخين وشرب والكحول والأدوية المحظورة
- الرضاعة الطبيعية
- تجنب إرضاع الطفل أثناء شعور الأم بالنعاس
- نوم الرضيع دائما على ظهره وليس بطنه او جنبيه
- نوم الرضيع على سطح خشن وعدم وجود أي شيء حوله
- عدم تغطية رأس الرضيع أثناء نومه
- تجنب نوم الرضيع على كرسي السيارة أو كراسي البيت
- مشاركة الغرفة مع الرضيع بدون مشاركة سرير النوم
- استخدام اللهاية اثناء نوم الرضيع
- اخذ المطاعيم
- والأهم هو معرفة عوامل الخطر المذكورة سابقاً وتجنبها بالكلية مثل تجنب تدخين الأم أثناء الحمل أو تعرض الرضيع للدخان من حوله واتباع ممارسات النوم الآمن
إعداد: د. محمد طارق الصانوري
إشراف: د. منير أبو هلالة