أمراض القلب: أنواعها وأسبابها وأعراضها وكيفية الوقاية منها
- أنواع مرض القلب
- أسباب أمراض القلب
- أعراض أمراض القلب
- كيفية الوقاية من أمراض القلب وعلاجها
أمراض القلب هو مصطلح يغطي مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية. وهو أحد الأسباب الرئيسة للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم، ولكن يمكن أيضاً الوقاية منه وعلاجه من خلال تغيير نمط الحياة والرعاية الطبية. في منشور المدونة هذا، سنستكشف أنواع أمراض القلب وأسبابها وأعراضها، وكيف يمكنك حماية صحة قلبك.
أنواع أمراض القلب
توجد العديد من الأنواع المختلفة لأمراض القلب، ولكل منها أسبابه وآثاره. بعض من أكثرها شيوعاً هي:
1 -مرض الشريان التاجي (Coronary artery disease): وهو تضييق أو انسداد الأوعية الدموية التي تزود عضلة القلب بالأكسجين والمواد المغذية. وعادة ما يكون سببه تراكم الرواسب الدهنية (اللويحات Plaques) على الجدران الداخلية للشرايين، وهي عملية تسمى تصلب الشرايين. يمكن أن يؤدي مرض الشريان التاجي إلى ألم في الصدر (الذبحة الصدرية)، أو نوبة قلبية، أو موت القلب المفاجئ.
2 -عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmia): وهو إيقاع أو معدل ضربات القلب غير الطبيعي، والذي يمكن أن يكون سريعاً جداً، أو بطيئاً جداً، أو غير منتظم. يمكن أن ينجم عدم انتظام ضربات القلب عن مشاكل في النظام الكهربائي للقلب، أو عن تلف عضلة القلب أو الصمامات. بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب غير ضارة، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يهدد الحياة. يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب خفقان القلب، أو دوخة، أو إغماء، أو ضيقاً في التنفس، أو ألماً في الصدر.
3 -قصور القلب (Heart failure): وهي حالة لا يستطيع فيها القلب ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم. يمكن أن يكون سببه عوامل مختلفة، مثل مرض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض الغدة الدرقية، أو أمراض صمام القلب. ولا يعني فشل القلب أن يتوقف القلب عن العمل، بل أن يصبح أضعف وأقل كفاءة. يمكن أن يسبب قصور القلب التعب أو التورم أو السعال أو صعوبة التنفس.
4 -مرض صمام القلب (Heart valve disease): وهي مشكلة في واحد أو أكثر من الصمامات الأربعة التي تتحكم في تدفق الدم عبر القلب. يمكن أن تصبح الصمامات ضيقة (تضيق Stenosis)، أو متسربة (قلس Regurgitation)، أو مصابة (التهاب الشغاف Endocarditis). يمكن أن يكون مرض صمام القلب موجوداً عند الولادة (خلقياً)، أو يتطور لاحقاً في الحياة بسبب الشيخوخة أو الحمى الروماتيزمية أو حالات أخرى. يمكن أن يسبب مرض صمام القلب ألماً في الصدر، أو ضيقاً في التنفس، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو الإغماء.
5 -أمراض القلب الخلقية (Congenital heart disease): وهو خلل أو تشوه في القلب أو الأوعية الدموية موجود عند الولادة. يمكن أن يؤثر على بنية القلب أو وظيفته أو إيقاعه. بعض عيوب القلب الخلقية تكون خفيفة وقد لا تسبب أي أعراض، في حين أن البعض الآخر يكون شديداً ويتطلب جراحة أو تدخلات أخرى. يمكن أن تسبب أمراض القلب الخلقية زرقة (زرقة في الجلد أو الشفاه)، أو ضعف النمو، أو مشاكل في التغذية، أو صعوبات في التنفس عند الرضع والأطفال.
أسباب أمراض القلب
تختلف أسباب أمراض القلب حسب نوع الحالة وشدتها. بعض عوامل الخطر الشائعة التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب هي:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب مع تقدم العمر، خاصة بعد سن 55 عاماً بالنسبة للرجال وبعد انقطاع الطمث بالنسبة للنساء.
- التاريخ العائلي: إن وجود قريب مصاب بمرض القلب، خاصة في سن مبكرة، يمكن أن يزيد من استعدادك الوراثي لهذه الحالة.
- التدخين: يؤدي التدخين إلى إتلاف بطانة الشرايين، ويزيد من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويقلل من كمية الأكسجين في الدم. كما أنه يزيد من خطر جلطات الدم، والتي يمكن أن تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الضغط على القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين أو قصور القلب أو السكتة الدماغية.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول: يمكن أن تساهم المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، أو الكوليسترول “الضار”، في تكوين لويحات في الشرايين، في حين أن انخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، أو الكوليسترول “الجيد”، يمكن أن يقلل من الحماية ضد تصلب الشرايين.
- مرض السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري، أو ارتفاع نسبة السكر في الدم، إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية التي تتحكم في القلب وتدفق الدم. ويمكن أن يزيد أيضاً من خطر عوامل الخطر الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول.
- السمنة: يمكن أن تزيد السمنة، أو وزن الجسم الزائد، من عبء عمل القلب وخطر عوامل الخطر الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسكري.
- الخمول البدني: قلة النشاط البدني يمكن أن تضعف عضلة القلب وتزيد من خطر عوامل الخطر الأخرى، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
- الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى إطلاق الهرمونات التي يمكن أن ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويسبب ضائقة عاطفية يمكن أن تؤثر على صحة القلب.
- الكحول: الإفراط في تناول الكحول يمكن أن يزيد من ضغط الدم والدهون الثلاثية، وهو نوع من الدهون في الدم يمكن أن يساهم في تصلب الشرايين. يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تلف عضلة القلب ويسبب عدم انتظام ضربات القلب.
أعراض أمراض القلب
تعتمد أعراض أمراض القلب على نوع الحالة وشدتها. بعض العلامات والأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود مشكلة في القلب هي:
- ألم أو انزعاج في الصدر: يعد هذا أحد الأعراض الأكثر شيوعاً لأمراض القلب، وخاصة مرض الشريان التاجي. يمكن أن تشعر بالضغط أو الضيق أو الضغط أو الحرقة في الصدر. وقد ينتشر أيضاً إلى الرقبة أو الفك أو الحلق أو الظهر أو الذراعين. ويمكن أن يحدث بسبب الإجهاد الجسدي أو العاطفي، أو يحدث أثناء الراحة. يمكن أن يستمر لبضع دقائق أو أكثر، وقد يأتي ويذهب. يمكن أن يحدث ألم الصدر أيضاً بسبب حالات أخرى، مثل عسر الهضم أو القلق أو إجهاد العضلات، لذلك من المهم طلب الرعاية الطبية إذا كنت تعاني من ألم في الصدر.
- ضيق التنفس: هذا من الأعراض الشائعة الأخرى لأمراض القلب، وخاصة قصور القلب أو أمراض صمامات القلب. يمكن أن يحدث عندما لا يتمكن القلب من ضخ ما يكفي من الدم إلى الرئتين، أو عندما تصبح الرئتان مزدحمة بالسوائل. يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التنفس بشكل طبيعي، خاصة أثناء المجهود أو عند الاستلقاء. يمكن أن يسبب أيضاً الصفير أو السعال أو اللهاث بحثاً عن الهواء. يمكن أن يحدث ضيق التنفس أيضاً بسبب حالات أخرى، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو فقر الدم، لذلك من المهم طلب الرعاية الطبية إذا كنت تعاني من ضيق في التنفس.
- الخفقان: هو إحساس بأن القلب ينبض بسرعة كبيرة، أو ببطء شديد، أو بشكل غير منتظم. يمكن أن يشعر المريض بالرفرفة أو القفز أو القصف أو السباق في الصدر. يمكن أن يكون سببها عدم انتظام ضربات القلب، والإجهاد، والكافيين، والنيكوتين، والكحول، أو بعض الأدوية. كما يمكن أن تكون غير ضارة ولا تشير إلى وجود مشكلة في القلب. ومع ذلك، إذا كانت مصحوبة بألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو دوخة، أو إغماء، فقد تشير إلى وجود حالة خطيرة في القلب وتتطلب رعاية طبية.
- الدوخة أو الإغماء: هذه أعراض انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن عدم انتظام ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، والجفاف، أو غيرها من الحالات. يمكن أن تجعلك تشعر بالدوار أو الضعف أو عدم الاستقرار، وقد تؤدي إلى فقدان الوعي. ويمكن أن تكون أيضاً علامات على السكتة الدماغية، وهي حالة طبية طارئة. إذا شعرت بالدوخة أو الإغماء، فيجب عليك طلب العناية الطبية على الفور.
- التورم: وهو أحد أعراض احتباس السوائل، والذي يمكن أن يحدث بسبب قصور القلب، أو أمراض صمامات القلب، أو أمراض الكلى. يمكن أن يؤثر على الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن أو المناطق المحيطة بالعينين. ويمكن أن يسبب أيضاً زيادة الوزن، أو انخفاض كمية البول، أو زيادة العطش. يمكن أن يحدث التورم أيضاً بسبب حالات أخرى، مثل الحمل أو الدورة الشهرية أو الآثار الجانبية للأدوية، لذلك من المهم طلب الرعاية الطبية إذا كنت تعاني من التورم.
- التعب: هذا أحد أعراض انخفاض الطاقة والقدرة على التحمل، والذي يمكن أن يحدث بسبب قصور القلب أو فقر الدم أو حالات أخرى. يمكن أن يجعلك تشعر بالتعب أو الضعف أو الإرهاق، ويؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة اليومية. يمكن أيضًا أن يكون سببه عوامل أخرى، مثل قلة النوم أو التوتر أو الاكتئاب، لذلك من المهم طلب الرعاية الطبية إذا كنت تعاني من التعب.
كيفية الوقاية من أمراض القلب وعلاجها
الخبر السار هو أنه يمكن الوقاية من أمراض القلب وعلاجها من خلال تغيير نمط الحياة والرعاية الطبية. بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية صحة قلبك هي:
- الإقلاع عن التدخين: يعد التدخين من أكثر العادات الضارة بقلبك، والإقلاع عنه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير. يمكنك أن تطلب من طبيبك المساعدة في الإقلاع عن التدخين، أو استخدام منتجات استبدال النيكوتين، أو الاستشارة، أو مجموعات الدعم.
- السيطرة على ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيس لأمراض القلب، وخفضه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب. يمكنك التحكم في ضغط دمك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، والحد من تناول الملح والكحول، وممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة التوتر، وتناول الأدوية إذا وصفها لك الطبيب.
- خفض نسبة الكوليسترول: يمكن أن يساهم ارتفاع نسبة الكوليسترول في تراكم اللويحات في الشرايين، كما أن خفضه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. يمكنك خفض نسبة الكوليسترول لديك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، والحد من الدهون المشبعة والمتحولة، وزيادة تناول الألياف، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأدوية إذا وصفها لك الطبيب.
- التحكم بمرض السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى إتلاف القلب والأوعية الدموية، كما أن التحكم به يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. يمكنك التحكم في مرض السكري عن طريق مراقبة نسبة السكر في الدم، وتناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأدوية إذا وصفها لك الطبيب.
- الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن تزيد السمنة من عبء عمل القلب وخطر عوامل الخطر الأخرى، كما أن الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. يمكنك تحقيق وزن صحي عن طريق اتباع نظام غذائي متوازن، والحد من أحجام الوجبات، وتجنب المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة، وممارسة الرياضة بانتظام.
- كن نشيطاً بدنياً: النشاط البدني يمكن أن يقوي عضلة القلب، ويحسن الدورة الدموية، ويخفض ضغط الدم والكوليسترول، ويمنع السمنة والسكري. يجب أن تهدف إلى ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من الأنشطة الهوائية متوسطة الشدة أو 75 دقيقة من الأنشطة الهوائية شديدة الشدة أسبوعياً، أو مزيجاً من الاثنين معاً. يمكنك أيضاً القيام بأنشطة تقوية العضلات مرتين على الأقل في الأسبوع.
- تقليل التوتر: يمكن أن يؤثر التوتر على صحة القلب عن طريق رفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، والتسبب في الاضطراب العاطفي. يمكنك تقليل التوتر من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل أو اليوغا أو التاي تشي، أو من خلال ممارسة الهوايات، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو البستنة. يمكنك أيضاً طلب المساعدة المتخصصة إذا كنت تعاني من إجهاد مزمن أو شديد.
- الحد من تناول الكحول: يمكن أن يزيد الكحول من ضغط الدم والدهون الثلاثية، ويضر عضلة القلب ويسبب عدم انتظام ضربات القلب. يجب عليك الحد من تناول الكحول.
- راجع طبيبك بانتظام: يمكن أن تساعد الفحوصات المنتظمة في اكتشاف أي مشاكل في القلب وعلاجها مبكراً، ومنعها من التفاقم. يجب عليك زيارة طبيبك مرة واحدة على الأقل في السنة، أو أكثر من ذلك إذا كان لديك أي عوامل خطر أو أعراض لأمراض القلب. يمكن لطبيبك إجراء اختبارات، مثل ضغط الدم أو الكوليسترول أو نسبة السكر في الدم أو مخطط كهربية القلب (ECG) أو مخطط صدى القلب، لتقييم صحة قلبك ووصف العلاج المناسب.
خاتمة
أمراض القلب هي حالة خطيرة وشائعة يمكن أن تؤثر على أي شخص، ولكن يمكن أيضاً الوقاية منها وعلاجها من خلال تغيير نمط الحياة والرعاية الطبية. من خلال معرفة أنواع أمراض القلب وأسبابها وأعراضها، ومن خلال اتباع الخطوات اللازمة لحماية صحة قلبك، يمكنك أن تعيش حياة أطول وأكثر سعادة. تذكر أن قلبك هو عضوك الأكثر حيوية، وهو يستحق رعايتك واهتمامك. إذا كانت لديك أية أسئلة أو مخاوف بشأن صحة قلبك، فلا تتردد في الاتصال بطبيبك أو مقدم الرعاية الصحية. شكرًا لك على قراءة منشور المدونة هذا، وترقب المزيد من المواضيع المتعلقة بالصحة.