أمراض الكبد: مراحلها وعلاماتها وأسبابها وعلاجها
الكبد هو أحد أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان. ويؤدي العديد من الوظائف، مثل تصفية السموم من الدم، وإنتاج الصفراء لعملية الهضم، وتخزين الطاقة، وصنع البروتينات. ومع ذلك، يمكن أن يتضرر الكبد أيضًا بسبب عوامل مختلفة، مثل الالتهابات والكحول والمخدرات والسمنة وأمراض المناعة الذاتية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكبد، وهي حالة خطيرة يمكن أن تؤثر على صحتك ونوعية حياتك.
في هذه المقالة، سنقدم نظرة عامة على أمراض الكبد وأعراضها وأسبابها وتشخيصها وعلاجها والوقاية منها والتشخيص. سنشارك أيضًا بعض النصائح حول كيفية الاعتناء بنفسك أثناء التعايش مع مرض الكبد.
ما هي أمراض الكبد؟
أمراض الكبد مصطلح عام يشير إلى أي حالة تؤثر على الأداء الطبيعي للكبد. ثمة أنواع عديدة من أمراض الكبد، مثل التهاب الكبد، وتليف الكبد، والكبد الدهني، وسرطان الكبد، وفشل الكبد. بعض أمراض الكبد حادة، أي أنها تحدث فجأة وتستمر لفترة قصيرة. وبعضها الآخر مزمن، مما يعني أنها تستمر لفترة طويلة ويمكن أن تتطور إلى مراحل أكثر خطورة.
اقرأ أيضًا: العدوى الفيروسية: ما هي وكيف تنتشر وما علاجها
ما هي مراحل مرض الكبد المزمن؟
مرض الكبد المزمن هو حالة تقدمية يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل:
المرحلة الأولى الالتهاب: وهي المرحلة الأولية، حيث يلتهب الكبد لأسباب مختلفة، مثل الفيروسات أو الكحول أو السموم. يمكن أن يسبب الالتهاب أعراضًا خفيفة، مثل التعب والغثيان وفقدان الشهية. ومع ذلك، يمكن أن يكون الالتهاب أيضًا بدون أعراض، مما يعني أنه لا يسبب أي علامات ملحوظة. يمكن عكس الالتهاب إذا تم تحديد السبب وعلاجه.
المرحلة الثانية التليف: وهي المرحلة التي يتسبب فيها الالتهاب في تكوين أنسجة ندبية في الكبد. يحل النسيج الندبي محل أنسجة الكبد السليمة ويقلل من تدفق الدم وإمدادات الأكسجين إلى الكبد. يمكن أن يسبب التليف أعراضًا، مثل آلام البطن والتورم واليرقان. يمكن إبطاء التليف أو إيقافه إذا تمت معالجة السبب وتم حماية الكبد من المزيد من الضرر.
المرحلة الثالثة تليف الكبد: وهي المرحلة التي يصبح فيها النسيج الندبي واسع النطاق ويؤدي إلى تصلب الكبد. يضعف تليف الكبد قدرة الكبد على أداء وظائفه ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم البابي، ونزيف الدوالي، والاستسقاء، والاعتلال الدماغي الكبدي، وسرطان الكبد. قد يسبب تليف الكبد أعراضًا، مثل فقدان الوزن والحكة والكدمات والارتباك. تليف الكبد هو مرض لا رجعة فيه ولا يمكن إدارته إلا عن طريق الأدوية وتغيير نمط الحياة وأحيانًا زراعة الكبد.
المرحلة الرابعة فشل الكبد: وهي المرحلة النهائية، حيث يصبح الكبد غير قادر على أداء وظائفه على الإطلاق. يمكن أن يكون فشل الكبد حادًا أو مزمنًا، اعتمادًا على السبب وسرعة التقدم. ويسبب فشل الكبد أعراضًا تهدد الحياة، مثل الغيبوبة والنزيف والعدوى ومتلازمة الفشل متعدد الأجهزة. يتطلب فشل الكبد عناية طبية عاجلة ولا يمكن علاجه إلا عن طريق زراعة الكبد أو الرعاية التلطيفية.
اقرأ أيضًا: ما تحتاج لمعرفته حول مرض الكلى المزمن المتقدم
ما هي علامات وأعراض مرض الكبد في مرحلة لاحقة؟
مع تقدم مرض الكبد إلى مراحل لاحقة، يمكن أن يسبب علامات وأعراض مختلفة تشير إلى مدى خطورة الحالة. بعض العلامات والأعراض الشائعة لمرض الكبد في مرحلة لاحقة هي:
1 -اليرقان: وهو اصفرار الجلد والعينين بسبب تراكم البيليروبين في الدم، وهو نتاج تحلل خلايا الدم الحمراء. يمكن أن يسبب اليرقان أيضًا بولًا داكنًا وبرازًا شاحبًا.
2 -الاستسقاء: هو تراكم السوائل في البطن بسبب ارتفاع ضغط الدم البابي، وهو ارتفاع ضغط الدم في الأوردة التي تحمل الدم من الأعضاء الهضمية إلى الكبد. يمكن أن يسبب الاستسقاء أيضًا انتفاخ البطن وعدم الراحة وصعوبات في التنفس.
3 -نزيف الدوالي: وهو نزيف من الأوردة المتضخمة في المريء أو المعدة أو المستقيم بسبب ارتفاع ضغط الدم البابي. يمكن أن يسبب نزيف الدوالي تقيؤ الدم والبراز الأسود والصدمة.
4 -الاعتلال الدماغي الكبدي: وهو اضطراب في الدماغ نتيجة لتراكم السموم، مثل الأمونيا، في الدم الذي لا يستطيع الكبد تصفيته. يمكن أن يسبب الاعتلال الدماغي الكبدي تغيرات عقلية، مثل الارتباك وتقلب المزاج وفقدان الذاكرة والغيبوبة.
5 -سرطان الكبد: هو نمو خبيث لخلايا غير طبيعية في الكبد. يسبب سرطان الكبد أعراضًا، مثل فقدان الوزن، وفقدان الشهية، وآلام البطن، واليرقان. يمكن أن ينتشر سرطان الكبد أيضًا إلى أعضاء أخرى، مثل الرئتين والعظام والدماغ.
اقرأ أيضًا: أمراض القلب: أنواعها وأسبابها وأعراضها وكيفية الوقاية منها
ما هي أسباب أمراض الكبد؟
يمكن أن يكون سبب أمراض الكبد عوامل مختلفة تلحق الضرر بخلايا الكبد وأنسجته. بعض الأسباب الشائعة لأمراض الكبد هي:
1 -الالتهابات الفيروسية: وهي الالتهابات التي تسببها الفيروسات التي تستهدف الكبد، مثل التهاب الكبد A وB وC وD وE. يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية مرض الكبد الحاد أو المزمن، اعتمادًا على نوع العدوى ومدتها. تنتقل العدوى الفيروسية عن طريق الطعام أو الماء أو الدم الملوث أو الاتصال الجنسي.
2 -الكحول: هذه المادة تلحق الضرر بالكبد عن طريق التسبب في الالتهاب وتراكم الدهون وتكوين الأنسجة الندبية. كما يسبب الكحول مرض الكبد الكحولي، والذي يصنف بين الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الكحولي إلى تليف الكبد الكحولي. يمكن أن يزيد الكحول أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الكبد ويزيد من تفاقم أمراض الكبد الأخرى. كما تؤثر كمية ووتيرة استهلاك الكحول، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية للفرد، على شدة أمراض الكبد المرتبطة بالكحول.
3 -الأدوية: وهي المواد التي يمكن أن تلحق الضرر بالكبد عن طريق التسبب في التسمم أو الالتهاب أو التفاعلات المناعية. وهي تشمل الأدوية الموصوفة طبيًا، أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، أو العلاجات العشبية، أو الأدوية غير المشروعة. بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب أمراض الكبد هي الأسيتامينوفين، والستاتينات، والمضادات الحيوية، ومضادات الفيروسات، ومضادات الفطريات، والمنشطات، والميثوتريكسيت. يمكن أن تتفاعل الأدوية أيضًا مع أدوية أخرى أو كحوليات وتزيد من خطر تلف الكبد. وقد تؤثر جرعة الأدوية ومدتها وطريقة تناولها، بالإضافة إلى التاريخ الطبي للفرد ووظيفة الكبد، على شدة أمراض الكبد الناجمة عن الأدوية.
4 -السمنة: وهي حالة يمكن أن تلحق الضرر بالكبد عن طريق التسبب في تراكم الدهون والالتهابات ومقاومة الأنسولين. يمكن أن تسبب السمنة مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، والذي يمكن أن يتراوح من تنكس دهني بسيط إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) إلى تليف الكبد غير الكحولي. كما تزيد السمنة أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الكبد وتؤدي إلى تفاقم أمراض الكبد الأخرى. إضافة إلى ذلك تؤثر درجة وتوزيع الدهون في الجسم، وكذلك النظام الغذائي للفرد وأسلوب حياته، على شدة أمراض الكبد المرتبطة بالسمنة.
5 -أمراض المناعة الذاتية: وهي الأمراض التي يمكن أن تلحق الضرر بالكبد عن طريق التسبب في مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الكبد وأنسجته. تشمل أمراض المناعة الذاتية التهاب الكبد المناعي الذاتي، والتهاب الأقنية الصفراوية الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، واعتلال الأقنية الصفراوية المناعي الذاتي. قد تسبب أمراض المناعة الذاتية التهابًا مزمنًا وتلف القناة الصفراوية وتليف الكبد. كما يمكن أن تؤثر أمراض المناعة الذاتية أيضًا على الأعضاء الأخرى، مثل الغدة الدرقية والمفاصل والجلد. وإنَّ سبب وآلية أمراض المناعة الذاتية ليست مفهومة بشكل كامل، ولكنها قد تتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية.
اقرأ أيضًا: ما هي أمراض العظام وكيف تحافظ على صحة عظامك
ما هي عوامل الخطر للإصابة بأمراض الكبد؟
يمكن أن تؤثر أمراض الكبد على أي شخص، ولكن قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد بسبب عوامل معينة. بعض عوامل الخطر للإصابة بأمراض الكبد هي:
1 -العمر: يمكن أن تحدث أمراض الكبد في أي عمر، ولكن بعض أنواع أمراض الكبد تكون أكثر شيوعًا أو شديدة في فئات عمرية معينة. على سبيل المثال، يعد التهاب الكبد A وE أكثر شيوعًا عند الأطفال والشباب، في حين أن التهاب الكبد B وC أكثر شيوعًا عند البالغين. يعد تليف الكبد وسرطان الكبد أكثر شيوعًا وعدوانية لدى كبار السن.
2 -الجنس: تؤثر أمراض الكبد على الرجال والنساء على حد سواء، ولكن بعض أنواع أمراض الكبد تكون أكثر انتشارًا أو شدة لدى أحد الجنسين أكثر من الآخر. على سبيل المثال، يعد مرض الكبد الكحولي وسرطان الكبد أكثر شيوعًا وخطورة عند الرجال منه عند النساء. فيما تعد أمراض الكبد المناعية الذاتية وأمراض الكبد الناجمة عن الأدوية أكثر شيوعًا لدى النساء منها لدى الرجال.
3 -العِرق: يؤثر مرض الكبد على الأشخاص من أي عرق، ولكن بعض أنواع أمراض الكبد تكون أكثر انتشارًا أو شدة في مجموعات عرقية معينة مقارنة بمجموعات عرقية أخرى. على سبيل المثال، يعد التهاب الكبد B وC أكثر شيوعًا بين السكان الآسيويين والأفارقة مقارنة بالسكان القوقازيين. فيما يعد داء ترسب الأصبغة الدموية، وهو اضطراب وراثي يسبب زيادة الحديد في الكبد، أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المنحدرين من أصل أوروبي شمالي مقارنة بالمجموعات العرقية الأخرى.
4 -التاريخ العائلي: يمكن أن يكون لمرض الكبد مكون وراثي، مما يعني أنه قد ينتقل في العائلات ويورث من الآباء إلى الأبناء. بعض أمراض الكبد الوراثية هي داء ترسب الأصبغة الدموية، ومرض ويلسون، ونقص ألفا-1 أنتيتريبسين، ومرض الكبد المتعدد الكيسات. إن وجود تاريخ عائلي لأمراض الكبد يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأنواع أخرى من أمراض الكبد، مثل التهاب الكبد الفيروسي وأمراض الكبد الكحولية وسرطان الكبد.
5 -نمط الحياة: يتأثر مرض الكبد بخيارات نمط حياة الفرد، مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والتدخين، واستهلاك الكحول. يمكن أن يساعد نمط الحياة الصحي في الوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض الكبد أو تقليلها، في حين أن نمط الحياة غير الصحي يمكن أن يزيد أو يؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة بأمراض الكبد. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم في الوقاية من السمنة ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) أو التحكم بها، في حين أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكر والمنخفض الألياف يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD). كما أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد ويزيد من تفاقم آثار أمراض الكبد الأخرى، في حين أن الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد ويحسن نتائج أمراض الكبد الأخرى. إضافة إلى ذلك يسبب استهلاك الكحول مرض الكبد الكحولي أو يؤدي إلى تفاقمه، في حين أن الامتناع عن تناول الكحول يمنع أو يعكس مرض الكبد الكحولي.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن أن يساعدك العسل على تقليل السعال وتحسين النوم
كيف يتم تشخيص مرض الكبد؟
يمكن تشخيص مرض الكبد عن طريق اختبارات مختلفة تقيس بنية الكبد ووظيفته وتلفه. بعض الاختبارات الشائعة لأمراض الكبد هي:
1 -اختبارات الدم: وهي اختبارات تقيس مستويات بعض المواد في الدم والتي تعكس وظيفة الكبد وأضراره. بعض اختبارات الدم لأمراض الكبد هي:
- اختبارات وظائف الكبد (LFTs): وهي اختبارات تقيس مستويات الإنزيمات والبروتينات والبيليروبين في الدم التي ينتجها الكبد أو يعالجها. تشير اختبارات وظائف الكبد إلى مدى أداء الكبد لوظائفه ومدى تلف أنسجة الكبد. بعض اختبارات وظائف الكبد هي ناقلة أمين الألانين (ALT)، ناقلة أمين الأسبارتات (AST)، الفوسفاتيز القلوي (ALP)، ترانسفيراز جاما جلوتاميل (GGT)، الألبومين، البروتين الكلي، والبيليروبين الكلي والمباشر.
- اختبارات وظائف الكبد: وهي اختبارات تقيس مستويات المواد في الدم التي يتم تصنيعها بواسطة الكبد. يمكن أن تشير اختبارات الكبد الاصطناعية إلى مدى جودة إنتاج الكبد للجزيئات الأساسية للجسم ومدى تقدم مرض الكبد. بعض اختبارات الكبد الاصطناعية هي زمن البروثرومبين (PT)، والنسبة المعيارية الدولية (INR)، والكرياتينين في الدم.
- اختبارات الأضداد في مصل دم الكبد: وهي الاختبارات التي تكتشف وجود الأجسام المضادة أو المستضدات في الدم المرتبطة بأمراض الكبد المحددة. يمكن أن تساعد اختبارات مصل الكبد في تشخيص سبب ونوع مرض الكبد ومراقبة الاستجابة للعلاج. بعض اختبارات أمصال الكبد هي اختبارات التهاب الكبد A وB وC وD وE، واختبارات التهاب الكبد المناعي الذاتي، واختبارات التهاب الأقنية الصفراوية الأولية، واختبارات التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي.
2 -اختبارات التصوير: وهي الاختبارات التي تستخدم تقنيات مختلفة لإنشاء صور للكبد والهياكل المحيطة به. يمكن أن تساعد اختبارات التصوير في تصور حجم الكبد وشكله وملمسه وتدفق الدم فيه والكشف عن أي تشوهات، مثل الأورام أو الخراجات أو العقيدات أو الندبات. بعض اختبارات التصوير لأمراض الكبد هي:
الموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI), تصوير مرونة الكبد.
3 -الخزعة: هذا اختبار يتضمن أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكبد وفحصها تحت المجهر. يمكن أن تساعد الخزعة في تأكيد تشخيص أمراض الكبد وسببها وتقييم درجة الالتهاب أو التليف أو تليف الكبد في الكبد. يمكن أن تساعد الخزعة أيضًا في توجيه العلاج والتشخيص لأمراض الكبد. يمكن إجراء الخزعة باستخدام إبرة أو منظار البطن أو شق جراحي.
اقرأ أيضًا: فوائد فيتامين د للصحة العقلية وتعديل المزاج
ما هو علاج أمراض الكبد؟
يعتمد علاج أمراض الكبد على سبب المرض ونوعه ومرحلته. من الطرق الشائعة لعلاج أمراض الكبد ما يلي:
1 -الأدوية: وهي الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج الأعراض أو المضاعفات أو الأسباب الكامنة وراء أمراض الكبد. بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض الكبد هي:
- الأدوية المضادة للفيروسات: وهي الأدوية التي تساعد في مكافحة الالتهابات الفيروسية، مثل التهاب الكبد B وC، التي تسبب أمراض الكبد. تساعد الأدوية المضادة للفيروسات في تقليل الحمل الفيروسي والالتهاب والتليف في الكبد ومنع أو تأخير تطور تليف الكبد أو سرطان الكبد. بعض الأدوية المضادة للفيروسات لأمراض الكبد هي تينوفوفير، وإنتيكافير، وسوفوسبوفير، وريبافيرين.
- الكورتيكوستيرويدات: وهي الأدوية التي تساعد في تثبيط جهاز المناعة وتقليل الالتهاب في الكبد. تساعد الكورتيكوستيرويدات في علاج أمراض الكبد المناعية الذاتية، مثل التهاب الكبد المناعي الذاتي، والتهاب الأقنية الصفراوية الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي. كما تساعد الكورتيكوستيرويدات أيضًا في علاج التهاب الكبد الكحولي وفشل الكبد الحاد. بعض الكورتيكوستيرويدات المستخدمة لعلاج أمراض الكبد هي بريدنيزون، وبوديزونيد، وميثيل بريدنيزولون.
- مدرات البول: هذه الأدوية تساعد في إزالة السوائل الزائدة من الجسم وتقليل الضغط في الوريد البابي. يمكن أن تساعد مدرات البول في علاج الاستسقاء والوذمة، وهي مضاعفات تليف الكبد وارتفاع ضغط الدم البابي. بعض مدرات البول لأمراض الكبد هي سبيرونولاكتون، فوروسيميد، وهيدروكلوروثيازيد.
- الملينات: وهي أدوية تساعد في تحفيز حركة الأمعاء وإزالة السموم من الجسم. كما تساعد الملينات في علاج الاعتلال الدماغي الكبدي، وهو أحد مضاعفات تليف الكبد وارتفاع ضغط الدم البابي. بعض الملينات المستخدمة لعلاج أمراض الكبد هي اللاكتولوز، والريفاكسيمين، والنيومايسين.
- العلاج بالاستخلاب (Chelators): وهي أدوية تساعد في ربط وإزالة المعادن الزائدة من الجسم. يمكن أن تساعد المخالب في علاج داء ترسب الأصبغة الدموية ومرض ويلسون، وهي اضطرابات وراثية تسبب زيادة في الحديد والنحاس في الكبد. بعض الأدوية المخلبية لأمراض الكبد هي ديفيروكسامين، وديفيريبرون، والبنسيلامين.
2 -الإجراءات: وهي التدخلات التي يمكن أن تساعد في علاج المضاعفات أو تحسين وظيفة الكبد. بعض الإجراءات لأمراض الكبد هي:
- البزل (Paracentesis): وهو إجراء يتضمن إدخال إبرة في البطن وتصريف السائل الذي يتراكم بسبب الاستسقاء. يساعد البزل في تخفيف ضغط البطن، وعدم الراحة، وصعوبات التنفس الناجمة عن الاستسقاء. كما يساعد البزل أيضًا في تشخيص سبب الاستسقاء والعدوى به من خلال تحليل عينة السائل.
- ربط الدوالي بالمنظار (EVL): هذا إجراء يتضمن إدخال أنبوب مزود بكاميرا وجهاز ربط في الفم والمريء وربط الأوردة المتضخمة التي تنزف بسبب نزيف الدوالي. يمكن أن يساعد ربط الدوالي بالمنظار في وقف النزيف، ومنع إعادة النزيف، وتقليل خطر العدوى والوفاة الناجمة عن نزيف الدوالي.
- التحويلة البابية الجهازية داخل الكبد عبر الوداجي (TIPS): هذا إجراء يتضمن إدخال أنبوب مزود بدعامة في الوريد الوداجي وإنشاء مجازة بين الوريد البابي والوريد الكبدي. يمكن أن تساعد هذه التحويلة في خفض الضغط في الوريد البابي وتقليل مضاعفات ارتفاع ضغط الدم البابي، مثل الاستسقاء ونزيف الدوالي والاعتلال الدمايغ الكبدي. كما يمكن أن تساعد أيضًا في تحسين تدفق الدم وإمدادات الأكسجين إلى الكبد.
- الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA): وهو إجراء يتضمن إدخال إبرة بتيار كهربائي في الكبد وتدمير الخلايا السرطانية عن طريق تسخينها. يمكن أن يساعد الاستئصال بالترددات الراديوية في علاج سرطان الكبد عن طريق تقليص الورم وتخفيف الأعراض وإطالة فترة البقاء. يمكن أيضًا استخدام الاستئصال بالترددات الراديوية لعلاج آفات الكبد الأخرى، مثل الخراجات أو العقيدات أو الدمامل.
- زرع الكبد: وهو إجراء يتضمن إزالة الكبد المريض واستبداله بكبد سليم من متبرع. تساعد زراعة الكبد في علاج المرحلة النهائية من مرض الكبد أو فشل الكبد عن طريق استعادة وظائفه وتحسين نوعية الحياة. كما تساعد زراعة الكبد أيضًا في علاج سرطان الكبد عن طريق إزالة الورم ومنع تكراره. تتطلب زراعة الكبد علاجًا مثبطًا للمناعة مدى الحياة لمنع رفض الكبد الجديد.
اقرأ أيضًا: مزيلات الاحتقان: أنواعها وكيفية استخدامها
كيف يمكنني تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد؟
تعتمد الوقاية من أمراض الكبد على عوامل الخطر وأسباب المرض. بعض الطرق الشائعة للوقاية من أمراض الكبد هي:
1 -التطعيم: وهي طريقة لحماية الجسم من بعض أنواع العدوى الفيروسية، مثل التهاب الكبد A وB، التي تسبب أمراض الكبد. يساعد التطعيم في تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة يمكنها محاربة الفيروسات ومنع العدوى أو تقليل خطورتها. كما يساعد التطعيم أيضًا في منع انتقال الفيروسات إلى أشخاص آخرين وتقليل انتشار المرض. يوصَى بالتطعيم للأشخاص المعرضين لخطر كبير للتعرض للفيروسات، مثل المسافرين أو العاملين في مجال الرعاية الصحية أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة.
2 -الفحص: وهي طريقة للكشف عن وجود بعض أمراض الكبد، مثل التهاب الكبد B وC، وداء ترسب الأصبغة الدموية، وسرطان الكبد، في مرحلة مبكرة. يساعد الفحص في تشخيص المرض قبل أن يسبب أعراضًا أو مضاعفات وبدء العلاج أو الإدارة في أسرع وقت ممكن. كما يساعد الفحص أيضًا في منع انتقال المرض إلى أشخاص آخرين وتقليل معدلات الإصابة بالمرض والوفيات الناجمة عنه. يوصى بالفحص للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي، أو تاريخ من نقل الدم، أو تاريخ من تعاطي المخدرات بالحقن.
3 -تعديل نمط الحياة: تستخدم هذه الطريقة لتقليل التعرض لعوامل معينة أو آثارها، مثل الكحول أو المخدرات أو السمنة أو أمراض المناعة الذاتية، التي تسبب أمراض الكبد أو تؤدي إلى تفاقمها. يساعد تعديل نمط الحياة في منع أو عكس الضرر الذي يلحق بالكبد وتحسين وظيفته وصحته. كما يساعد تعديل نمط الحياة أيضًا في منع أو إدارة المضاعفات أو الأمراض المصاحبة لأمراض الكبد، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية. تعديل نمط الحياة يشمل:
تجنب أو الحد من استهلاك الكحول، تجنب تعاطي المخدرات، الحفاظ على وزن صحي، التحكم بأمراض المناعة الذاتية.
اقرأ أيضاً: تأثيرات منصات التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال
التوقعات / التشخيص
هل يمكن عكس مرض الكبد؟ وهل مرض الكبد قابل للشفاء؟
تعتمد توقعات مرض الكبد أو تشخيصه على سبب المرض ونوعه ومرحلته، بالإضافة إلى عمر الفرد وصحته واستجابته للعلاج. أما بالنسبة لتوقعات أو تشخيص مرض الكبد فهي:
1 -يمكن عكس مرض الكبد إذا تم تحديد السبب وعلاجه وحماية الكبد من المزيد من الضرر. على سبيل المثال، يمكن علاج التهاب الكبد الفيروسي باستخدام العلاج المضاد للفيروسات، ويمكن عكس مرض الكبد الكحولي بالامتناع عن تناول الكحول، ويمكن تحسين مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) من خلال فقدان الوزن وتغيير نمط الحياة.
2 -يمكن التحكم بمرض الكبد باستخدام الأدوية أو الإجراءات أو تعديلات نمط الحياة إذا كان السبب غير قابل للعلاج أو كان الضرر لا رجعة فيه. على سبيل المثال، ويمكن السيطرة على أمراض الكبد المناعية الذاتية باستخدام الكورتيكوستيرويدات، أما تليف الكبد فيمكن السيطرة عليه باستخدام مدرات البول، أو المسهلات، أو عن طريق التحويلة البابية الجهازية داخل الكبد عبر الوداجي، ويمكن علاج سرطان الكبد باستخدام الاستئصال بالترددات الراديوية أو العلاج الكيميائي.
3 -أما زراعة الكبد فيتم اللجوء إذا كان الكبد غير قادر على أداء وظائفه على الإطلاق.
يمكن أن يكون مرض الكبد قاتلاً إذا كانت المضاعفات شديدة أو كان العلاج غير فعال. على سبيل المثال، يمكن أن يكون نزيف الدوالي أو اعتلال الدماغ الكبدي أو فشل الأعضاء المتعددة من مضاعفات أمراض الكبد التي تهدد الحياة وتتطلب عناية طبية عاجلة ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة.