الإمساك: ما تحتاج إلى معرفته عن الأسباب والأعراض والعلاج
الإمساك هو مشكلة هضمية شائعة تصيب الكثير من الناس. ويحدث ذلك عندما يتحرك البراز ببطء شديد عبر القولون، مما يؤدي إلى براز صلب وجاف ويصعب تمريره. يمكن أن يسبب الإمساك عدم الراحة والألم ومضاعفات أخرى إذا ترك دون علاج. وفي هذا المقال سنشرح أسباب الإمساك وأعراضه وعلاجه، وكذلك كيفية الوقاية منه.
أسباب الإمساك
توجد العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالإمساك، مثل:
1 -نظام غذائي منخفض الألياف: الألياف هي نوع من الكربوهيدرات التي تساعد على تليين البراز وتجميعه، مما يسهل خروجه. تشمل الأطعمة الغنية بالألياف الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء والمكسرات والبذور. يؤدي اتباع نظام غذائي منخفض الألياف، خاصة الذي يحتوي على نسبة عالية من اللحوم أو منتجات الألبان أو الأطعمة المصنعة، إلى الإمساك.
2 –الجفاف: الماء ضروري للحفاظ على رطوبة البراز وتشحيمه. يمكن أن يتسبب الجفاف في أن يصبح البراز جافًا وصلبًا، مما يجعل إخراجه أكثر صعوبة. إن شرب كمية كافية من السوائل، وخاصة الماء، سوف يساعد في منع الإمساك وتخفيفه.
3 -عدم ممارسة الرياضة: إن النشاط البدني يحفز عضلات القولون ويساعد على تحريك البراز. أما عدم ممارسة الرياضة فإنه يبطئ حركات الأمعاء ويسبب الإمساك. تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، على تحسين عملية الهضم ومنع الإمساك.
4 -تجاهل الرغبة في التبرز: في بعض الأحيان، قد يؤخر الأشخاص أو يقمعون الرغبة في التبرز، إما بسبب الإزعاج أو الإحراج أو العادة. الأمر الذي يتسبب في تراكم البراز وتصلبه في القولون، مما يزيد من صعوبة إخراجه لاحقًا. من المهم الاستماع إلى جسدك والذهاب إلى الحمام عندما تشعر بالحاجة إلى ذلك.
5 –الأدوية: بعض الأدوية تؤثر على الأداء الطبيعي للقولون وتسبب الإمساك كأثر جانبي. وتشمل هذه الأدوية بعض مسكنات الألم، ومضادات الحموضة، وأدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الاختلاج. إذا كنت تشك في أن الدواء الخاص بك يسبب الإمساك، تحدث مع طبيبك حول تعديل الجرعة أو التحول إلى دواء مختلف.
6 -الظروف الصحية الأساسية: يمكن لبعض الحالات الطبية أن تتداخل مع وظيفة العصب أو العضلات في القولون وتسبب الإمساك. وتشمل هذه الأمراض مرض السكري، وقصور الغدة الدرقية، ومرض باركنسون، والسكتة الدماغية، وإصابة النخاع الشوكي، وانسداد الأمعاء. قد تسبب بعض هذه الحالات أيضًا أعراضًا أخرى، مثل آلام البطن، أو الانتفاخ، أو الغثيان، أو القيء، أو فقدان الوزن، أو وجود دم في البراز. إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، راجع طبيبك للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
اقرا أيضًا: كيفية تخفيف الإمساك بشكل طبيعي
أعراض الإمساك
العرض الرئيس للإمساك هو وجود أقل من ثلاث خروج للأمعاء في الأسبوع أو صعوبة في إخراج البراز. قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
1 -براز صلب أو جاف أو متكتل: هذه علامات على أن البراز بقي لفترة طويلة في القولون وفقد الكثير من الماء.
2 -الإجهاد أو الألم أثناء حركات الأمعاء: هذه علامات على أن البراز صلب أو كبير جدًا بحيث لا يمكن مروره بسهولة عبر المستقيم.
3 -الشعور بالإخلاء غير الكامل: يحدث هذا عندما تشعر أنه لا يزال هناك براز في القولون بعد حركة الأمعاء.
4 -شعور بالانسداد: وذلك عندما تشعر بوجود شيء يعيق مرور البراز في المستقيم أو فتحة الشرج.
5 -المساعدة اليدوية: يحدث هذا عندما تحتاج إلى استخدام أصابعك أو جهاز للمساعدة في إزالة البراز من المستقيم أو فتحة الشرج.
6 -عدم ارتياح في البطن: وذلك عندما تشعر بتشنجات أو انتفاخ أو ضغط في البطن بسبب تراكم البراز في القولون.
اقرأ أيضًا: داء الجيبات المريئية، ما تحتاج إلى معرفته
علاج الإمساك
يعتمد علاج الإمساك على سبب المشكلة وشدتها ومدتها. في معظم الحالات، يمكن علاج الإمساك بتغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل:
1 -زيادة تناول الألياف: تساعد الألياف في تليين البراز وتجميعه، مما يسهل عملية إخراجه. اهدف إلى تناول ما لا يقل عن 25 غرامًا من الألياف يوميًا للنساء و38 غرامًا للرجال. يمكنك زيادة كمية الألياف التي تتناولها عن طريق تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء والمكسرات والبذور. يمكنك أيضًا تناول مكملات الألياف، مثل السيلليوم أو ميثيل سلولوز أو نخالة القمح، لكن تأكد من شرب الكثير من الماء معها لتجنب الغازات والانتفاخ.
2 -الإكثار من شرب السوائل: يساعد الماء في الحفاظ على رطوبة البراز وتليينه، مما يسهل مروره. اشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا، أو أكثر إذا كنت تتناول مكملات الألياف أو تتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف. يمكنك أيضًا شرب سوائل أخرى، مثل العصير أو الشاي أو المرق، لكن تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو المشروبات الغازية؛ لأنها يمكن أن تسبب الجفاف أو تسبب الغازات والانتفاخ.
3 -ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يحفز عضلات القولون ويساعد على تحريك البراز. اهدف إلى ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات. يمكنك أيضًا القيام ببعض التمارين البسيطة، مثل تمارين البطن أو رفع الساق أو إمالة الحوض، لتقوية عضلاتك الأساسية وتحسين وظيفة الأمعاء.
4 -الذهاب إلى الحمام عند الشعور بالحاجة لذلك: لا تتجاهل أو تقمع الرغبة في التبرز؛ لأن ذلك سوف يتسبب في تراكم البراز وتصلبه في القولون. اذهب إلى الحمام بمجرد أن تشعر بالحاجة لذلك، وحاول إنشاء روتين منتظم، مثل الذهاب في الصباح أو بعد الوجبات. استرخي وخذ وقتك، ولا تجهد نفسك أو تجبر نفسك على إخراج البراز. يمكنك أيضًا تجربة بعض التقنيات، مثل الميل للأمام، أو وضع قدميك على كرسي، أو تدليك بطنك، لتسهيل مرور البراز.
5 -استخدام المسهلات المتاحة دون وصفة طبية: الملينات هي أدوية تساعد في تحفيز أو تسهيل حركات الأمعاء. وهي تأتي في أشكال مختلفة، مثل الحبوب أو السوائل أو المساحيق أو التحاميل. توجد أنواع مختلفة من الملينات، مثل المسهلات، والأسموزية، والمنشطة، والمزلقة، وملينة البراز. كل نوع له آلية عمل مختلفة، وبداية التأثير، وملف التأثير الجانبي. يجب عليك استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدام أي ملين، واتباع التعليمات الموجودة على الملصق بعناية. لا تستخدم المسهلات لأكثر من أسبوع، ما لم يوجهك طبيبك؛ لأنها يمكن أن تسبب الاعتماد، والجفاف، وعدم توازن الشوارد، أو تلف الأمعاء.
إذا لم تنجح تغييرات نمط الحياة واستخدام المسهلات المتاحة دون وصفة طبية، أو إذا كنت تعاني من إمساك مزمن أو شديد، فقد تحتاج إلى زيارة طبيبك للحصول على أدوية موصوفة طبيًا أو علاجات أخرى تشمل ما يلي:
1 -المسهلات الطبية: وهي أدوية أقوى أو أكثر تحديدًا تساعد في علاج الإمساك الناجم عن حالات معينة، مثل الإمساك الناجم عن المواد الأفيونية، أو الإمساك المزمن مجهول السبب، أو متلازمة القولون العصبي المصحوبة بالإمساك. بعض الأمثلة هي لوبيبروستون، ليناكلوتيد، بليكاناتيد، ونالوكسيغول. قد يكون لهذه الأدوية جرعات وموانع وآثار جانبية مختلفة، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
2 -الارتجاع البيولوجي: وهو نوع من العلاج السلوكي الذي يساعدك على تعلم كيفية التحكم في عضلات قاع الحوض وتنسيقها وتحسين وظيفة الأمعاء. يتضمن الارتجاع البيولوجي استخدام أجهزة الاستشعار وأجهزة التغذية المرتدة، مثل شاشة الكمبيوتر أو الجرس، لمراقبة وعرض نشاط العضلات. سيرشدك المعالج خلال التمارين والتقنيات التي تساعدك على الاسترخاء أو الانقباض أو تنسيق عضلاتك. يساعد الارتجاع البيولوجي في علاج الإمساك الناجم عن خلل في قاع الحوض، وهو عندما تكون العضلات التي تدعم الأعضاء الموجودة في أسفل البطن ضعيفة أو مشدودة أو غير منسقة.
3 –الجراحة: يعد هذا خيار الملاذ الأخير لعلاج الإمساك الناتج عن مشكلة هيكلية، مثل انسداد الأمعاء أو الورم أو الفتق أو الشق الشرجي. تتضمن الجراحة إزالة الجزء المصاب من القولون أو المستقيم، أو إنشاء فتحة جديدة لخروج البراز من الجسم. يمكن أن يكون للجراحة مخاطر ومضاعفات خطيرة، مثل العدوى أو النزيف أو تلف الأعضاء المجاورة، لذلك يجب عليك مناقشة المزايا والعيوب مع طبيبك قبل الخضوع لأي إجراء.
اقرأ أيضًا: فتق الحجاب الحاجز: أنواعه وأسبابه وعوامل الخطر والعلاجات
خاتمة
الإمساك هو حالة شائعة وغير مريحة يمكن أن تؤثر على أي شخص. للإمساك أسباب مختلفة، مثل اتباع نظام غذائي منخفض الألياف، أو الجفاف، أو عدم ممارسة الرياضة، أو تجاهل الرغبة في إخراج البراز، أو الأدوية، أو الظروف الصحية. وللإمساك أعراض مختلفة، مثل البراز الصلب أو الجاف أو المتكتل، أو الإجهاد أو الألم أثناء حركات الأمعاء، أو الشعور بالإخلاء غير الكامل أو الانسداد، أو عدم الراحة في البطن. يمكن علاج الإمساك بتغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل زيادة تناول الألياف، أو شرب المزيد من السوائل، أو ممارسة الرياضة بانتظام، أو الذهاب إلى الحمام عندما تشعر بالحاجة إلى ذلك، أو استخدام المسهلات المتاحة دون وصفة طبية. إذا لم تنجح هذه الأمور، أو إذا كنت تعاني من إمساك مزمن أو شديد، فقد تحتاج إلى زيارة طبيبك للحصول على الأدوية الموصوفة أو الارتجاع البيولوجي أو الجراحة. يمكن الوقاية من الإمساك من خلال اتباع نمط حياة صحي يعزز حركات الأمعاء المنتظمة والسلسة. إذا كان لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن الإمساك، استشر طبيبك أو الصيدلي للحصول على المشورة والتوجيه.