باطني

الإسهال: الأسباب والأعراض والعلاج والوقاية

الإسهال هو حالة شائعة تؤثر على كل الناس تقريبًا في مرحلة ما من حياتهم. ويتميز بحركات أمعاء رخوة ومائية ومتكررة قد تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل تقلصات البطن أو الغثيان أو القيء أو الحمى أو الدم في البراز. يمكن أن يكون الإسهال خفيفًا وقصير الأمد، أو قد يكون شديدًا ومستمرًا، اعتمادًا على السبب والحالة الصحية للفرد.

ما الذي يسبب الإسهال؟

ثمة العديد من الأسباب المحتملة للإسهال، ولكن أكثرها شيوعًا هي العدوى بالفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات التي تدخل الجهاز الهضمي من خلال الطعام أو الماء الملوث أو الاتصال بالأشخاص أو الحيوانات المصابة. بعض العوامل المعدية الأكثر شيوعًا التي تسبب الإسهال هي:

1 –النوروفيروس (Norovirus): هذا هو السبب الرئيسي للإسهال الحاد لدى البالغين، المعروف أيضًا باسم “أنفلونزا المعدة” أو “جرثومة المعدة”. يمكن أن ينتشر بسهولة من خلال الاتصال من شخص لآخر، أو من خلال الأطعمة أو الأسطح الملوثة. وعادة ما يسبب الغثيان والقيء والإسهال المائي الذي يستمر لمدة يوم إلى ثلاثة أيام.

2 –فيروس الروتا (Rotavirus): وهو السبب الأكثر شيوعًا للإسهال الحاد لدى الأطفال، وخاصة دون سن الخامسة. ويمكن أن ينتشر أيضًا من خلال الاتصال من شخص لآخر، أو من خلال الأطعمة أو الأسطح الملوثة. وعادة ما يسبب الحمى والقيء والإسهال المائي الذي يستمر لمدة ثلاثة إلى ثمانية أيام. يوجد لقاح متاح للوقاية من عدوى فيروس الروتا عند الرضع والأطفال الصغار.

3 -الإشريكية القولونية (E. coli): هذا نوع من البكتيريا التي تعيش عادة في أمعاء البشر والحيوانات، ولكن بعض السلالات يمكن أن تسبب الإسهال عندما تنتج السموم أو تغزو بطانة الأمعاء. يمكن أن تحدث عدوى الإشريكية القولونية نتيجة تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو الحليب أو العصير غير المبستر، أو المنتجات الطازجة الملوثة بفضلات الحيوانات. ويمكن أن يحدث أيضًا نتيجة الشرب أو السباحة في المياه الملوثة، أو من الاتصال بالحيوانات أو الأشخاص المصابين. يمكن أن تسبب عدوى الإشريكية القولونية إسهالًا دمويًا وألمًا في البطن وأحيانًا فشلًا كلويًا.

4 -المطثية العسيرة (C. diff): وهي نوع آخر من البكتيريا التي تعيش عادة في الأمعاء، ولكنها يمكن أن تسبب الإسهال عندما تنمو بشكل مفرط بعد تناول المضادات الحيوية أو أثناء العلاج في المستشفى. يمكن للمضادات الحيوية أن تقتل البكتيريا الجيدة التي تسيطر على المطثية العسيرة، مما يسمح لها بالتكاثر وإنتاج السموم التي تلحق الضرر ببطانة الأمعاء. تسبب عدوى المطثية العسيرة إسهالًا مائيًا، وحمى، وآلامًا في البطن، وأحيانًا التهاب القولون الذي يهدد الحياة.

تشمل الأسباب الأخرى للإسهال ما يلي:

1 -عدم تحمل الطعام أو الحساسية: قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في هضم بعض الأطعمة، مثل اللاكتوز (سكر الحليب)، أو الغلوتين (بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار)، أو الفركتوز (سكر موجود في الفواكه والعسل). وهذا يسبب الغازات والانتفاخ والإسهال بعد تناول هذه الأطعمة. تعد حساسية الطعام حالة أكثر خطورة تتضمن تفاعل الجهاز المناعي مع بعض الأطعمة، مثل الفول السوداني أو البيض أو المحار. يمكن أن يسبب ذلك الشرى، والتورم، ومشاكل في التنفس، والإسهال في غضون دقائق أو ساعات من تناول الطعام.

2 -الأدوية: بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للسرطان، ومضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم، أو المسهلات، يمكن أن تسبب الإسهال كأثر جانبي. وذلك لأنها يمكن أن تغير توازن البكتيريا في الأمعاء، أو تهيج بطانة الأمعاء، أو تزيد من حركة الأمعاء.

3 –متلازمة القولون العصبي (IBS): هذه حالة مزمنة تؤثر على الأمعاء الغليظة، مما يسبب آلامًا في البطن، والانتفاخ، والغازات، وتغيرات في عادات الأمعاء. يعاني بعض الأشخاص المصابين بالقولون العصبي من القولون العصبي الذي يغلب عليه الإسهال، مما يعني أنهم يعانون من نوبات متكررة من البراز الرخو أو المائي، والذي غالبًا ما يكون ناجمًا عن الإجهاد أو الطعام أو التغيرات الهرمونية.

4 -مرض التهاب الأمعاء (IBD): هذه مجموعة من الحالات المزمنة التي تسبب التهابات وتقرحات في الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء (IBD) من الإسهال المستمر أو المتكرر، إلى جانب آلام في البطن، وفقدان الوزن، والنزيف، والتعب.

5 –الداء البطني (Celiac disease): وهو اضطراب المناعة الذاتية الذي يجعل الجهاز المناعي يهاجم الأمعاء الدقيقة عند تناول الغلوتين. يؤدي ذلك إلى إتلاف بطانة الأمعاء ويمنع امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان الوزن وفقر الدم ومضاعفات أخرى.

6 -حالات أخرى: يمكن أن يكون الإسهال أيضًا أحد أعراض الحالات الأخرى التي تؤثر على الجهاز الهضمي أو الأعضاء الأخرى، مثل مرض السكري، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أو التهاب البنكرياس، أو أمراض الكبد، أو السرطان.

اقرأ أيضًا: ما هو تعذر الارتخاء المريئي أو اللارتخائية (Achalasia) وهل له علاج؟

ما هي أعراض الإسهال؟

العرض الرئيس للإسهال هو وجود حركات أمعاء رخوة ومائية ومتكررة، والتي قد تختلف في اللون والقوام والرائحة. اعتمادًا على سبب وشدة الإسهال، قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

1 -تشنجات أو ألم في البطن.

2 –الانتفاخ أو الغازات.

3 –الغثيان أو القيء.

4 –حمى أو قشعريرة.

5 -وجود دم أو مخاط في البراز.

6 -الجفاف (فقدان سوائل الجسم والشوارد).

اقرأ أيضًا: جرثومة المعدة، كيف نعالجها؟

كيف يتم تشخيص الإسهال؟

يتم تشخيص الإسهال عادةً بناءً على التاريخ والأعراض والفحص البدني للمريض. في بعض الحالات، قد يطلب مقدم الرعاية الصحية إجراء اختبارات لتحديد سبب الإسهال، مثل:

1 -زراعة البراز: هذا اختبار يتحقق من وجود البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات في عينة البراز.

2 -اختبارات الدم: وهي الاختبارات التي تتحقق من وجود علامات العدوى أو الالتهاب أو فقر الدم أو غيرها من الحالات التي قد تسبب الإسهال.

3 -تنظير القولون: هذا إجراء يستخدم أنبوبًا مرنًا مزودًا بكاميرا وضوء لفحص الجزء الداخلي من القولون والمستقيم. للكشف عن القرحة أو الأورام الحميدة أو الأورام أو غيرها من التشوهات التي قد تسبب الإسهال.

4 -الخزعة: هذا الإجراء يتضمن أخذ عينة صغيرة من الأنسجة من الأمعاء وفحصها تحت المجهر. يمكنه تشخيص مرض الاضطرابات الهضمية أو مرض التهاب الأمعاء أو السرطان.

5 -اختبارات التنفس: هي اختبارات تقيس كمية الهيدروجين أو الميثان الموجودة في النفس بعد تناول مادة معينة، مثل اللاكتوز أو الفركتوز. يمكنهم تشخيص عدم تحمل الطعام أو سوء الامتصاص.

اقرأ أيضًا: التهاب الزائدة الدودية… إجابات على أكثر الأسئلة شيوعًا

ما هو علاج الإسهال؟

يعتمد علاج الإسهال على سبب الإسهال وشدته ومدته، بالإضافة إلى عمر المريض وحالته الصحية وتفضيلاته. الأهداف الرئيسية للعلاج هي:

  • تخفيف الأعراض.
  • منع أو علاج الجفاف.
  • معالجة السبب الأساسي.

بعض العلاجات الشائعة للإسهال تشمل ما يلي:

1 -السوائل والشوارد: وهي ضرورية لتعويض الماء والمعادن المفقودة بسبب الإسهال. يمكن تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الوريد اعتمادًا على درجة الجفاف والقدرة على الشرب. محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم (ORS) عبارة عن مشروبات مُصممة خصيصى، تحتوي على التوازن الصحيح من الماء والسكر والملح لمنع الجفاف أو علاجه. وهي متاحة دون وصفة طبية أو يمكن صنعها في المنزل عن طريق خلط ست ملاعق صغيرة من السكر ونصف ملعقة صغيرة من الملح في لتر واحد من الماء النظيف. يمكن أيضًا أن تساعد المشروبات الرياضية أو عصائر الفاكهة أو الحساء أو الماء العادي، لكنها قد لا تحتوي على الكمية المثالية من الشوارد. تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو المحليات الصناعية، لأنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإسهال أو الجفاف.

2 -النظام الغذائي: إن تناول وجبات صغيرة ومتكررة ولطيفة يمكن أن يساعد في تسهيل الجهاز الهضمي وتقليل الإسهال. بعض الأطعمة سهلة الهضم وجيدة التحمل تشمل الموز والأرز وصلصة التفاح والخبز المحمص والمقرمشات ودقيق الشوفان والبطاطس المسلوقة وحساء الدجاج أو الزبادي. أيضًا يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الألياف أو التوابل أو منتجات الألبان؛ لأنها يمكن أن تهيج الأمعاء أو تسبب الغازات والانتفاخ. قم بإعادة تقديم الأطعمة الطبيعية تدريجيًا مع تحسن الإسهال.

3 -الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في تقليل تكرار أو شدة الإسهال، مثل:

  • الأدوية المضادة للإسهال: وهي الأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء، مما يتيح المزيد من الوقت لامتصاص الماء والشوارد. وهي تشمل لوبيراميد (Imodium®)، أو البزموت سبساليسيلات (Pepto-Bismol®)، أو ديفينوكسيلات مع الأتروبين (Lomotil®). وهي متاحة دون وصفة طبية أو بوصفة طبية، اعتمادًا على الجرعة والتركيبة. يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف مقدم الرعاية الصحية فقط، لأن لها آثارًا جانبية أو موانع. ولا ينبغي استخدامها في حالات الإسهال الدموي أو الحمى أو الاشتباه في الإصابة بعدوى بكتيرية أو طفيلية؛ لأنها تؤدي إلى تفاقم الحالة أو تأخير التشخيص.
  • المضادات الحيوية: وهي الأدوية التي تقتل أو تمنع نمو البكتيريا المسببة للإسهال. يتم وصفها فقط عندما يكون الإسهال ناجمًا عن عدوى بكتيرية، مثل الإشريكية القولونية أو المطثية العسيرة، وعندما تكون الأعراض شديدة أو مستمرة. يجب أن يتم تناولها تمامًا وفقًا لتوجيهات مقدم الرعاية الصحية، ولا يتم إيقافها أو تخطيها دون استشارته. يمكن أن يكون لها آثار جانبية مثل الغثيان أو القيء أو الطفح الجلدي أو الحساسية. كما أنها يمكن أن تسبب التهابات ثانوية أو مقاومة إذا تم استخدامها بشكل غير ضروري أو غير صحيح.
  • البروبيوتيك: وهي كائنات حية دقيقة يمكنها المساعدة في استعادة توازن البكتيريا في الأمعاء وتحسين جهاز المناعة. توجد في بعض الأطعمة، مثل الزبادي أو الكفير أو مخلل الملفوف، أو في المكملات الغذائية، مثل الكبسولات أو الأقراص أو المساحيق. قد تساعد في تقليل مدة الإسهال أو شدته، خاصة عندما يكون سببه المضادات الحيوية أو الالتهابات الفيروسية. ومع ذلك، فإن الأدلة على فعاليتها وسلامتها ليست قاطعة، وقد تتفاعل مع بعض الأدوية أو تسبب آثارًا ضارة لدى بعض الأشخاص. ولذلك يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف مقدم الرعاية الصحية.

اقرأ أيضًا: كيفية تخفيف الإمساك بشكل طبيعي

كيف يمكن الوقاية من الإسهال؟

تعتمد الوقاية من الإسهال على السبب، ولكن بعض التدابير العامة التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإسهال تشمل ما يلي:

1 -ممارسة النظافة الجيدة: ويشمل ذلك غسل اليدين بشكل متكرر وشامل بالماء والصابون، خاصة قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام المرحاض، وبعد تغيير الحفاضات، وبعد التعامل مع الحيوانات، وبعد لمس أي شيء قد يكون ملوثًا. كما تتضمن أيضًا تنظيف وتطهير الأسطح والأواني وأماكن إعداد الطعام، والتخلص من النفايات بشكل صحيح.

2 -تجنب العدوى أو علاجها: يتضمن ذلك الحصول على التطعيم ضد فيروس الروتا والأمراض الأخرى التي تسبب الإسهال، وتجنب الاتصال بالأشخاص أو الحيوانات المصابة بالإسهال، وطلب الرعاية الطبية إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة. ويتضمن أيضًا اتباع نصيحة مقدم الرعاية الصحية فيما يتعلق باستخدام المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للإسهال، واستكمال دورة العلاج الموصوفة.

3 -الأكل والشرب بأمان: يتضمن ذلك تجنب أو الحد من الأطعمة والمشروبات التي قد تسبب الإسهال، مثل تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الألياف أو التوابل أو منتجات الألبان، أو تلك التي لم يتم طهيها جيدًا أو النيئة أو منتهية الصلاحية. ويتضمن أيضًا اختيار الأطعمة والمشروبات الطازجة والنظيفة والمطبوخة جيدًا، وتجنب تلك التي قد تكون ملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات، مثل تلك التي يبيعها الباعة المتجولون، أو تلك المصنوعة من ماء الصنبور أو الثلج. ويتضمن أيضًا شرب المياه المعبأة في زجاجات أو الماء المغلي، أو استخدام مرشحات المياه أو أجهزة تنقية المياه عند السفر إلى المناطق التي تكون فيها نوعية المياه سيئة.

4 -إدارة الحالات المزمنة: يتضمن ذلك اتباع خطة العلاج والتوصيات الغذائية لمقدم الرعاية الصحية للحالات التي قد تسبب الإسهال أو تؤدي إلى تفاقمه، مثل القولون العصبي، أو مرض التهاب الأمعاء، أو مرض الاضطرابات الهضمية، أو مرض السكري، أو فرط نشاط الغدة الدرقية. ويتضمن أيضًا مراقبة مستويات السكر في الدم، أو مستويات هرمون الغدة الدرقية، أو علامات الالتهاب، وتعديل الأدوية أو النظام الغذائي وفقًا لذلك.

اقرأ أيضًا: حرقة المعدة: كيفية الوقاية منها وما طرق علاجها

خاتمة

الإسهال هو حالة شائعة وغير ضارة عادة ويمكن أن تؤثر على أي شخص في أي عمر. ومع ذلك، يمكن أن يكون أيضًا علامة على وجود عدوى خطيرة أو مرض مزمن يتطلب عناية وعلاجًا طبيًا. لذلك، من المهم معرفة أسباب الإسهال وأعراضه وتشخيصه وعلاجه والوقاية منه، وطلب المساعدة عند الحاجة. باتباع النصائح والإرشادات الواردة في هذا المقال، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالإسهال، وتحسين صحة الجهاز الهضمي ورفاهيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى