كيفية تعزيز إنتاج حليب الثدي بشكل طبيعي
تعد الرضاعة الطبيعية طريقة رائعة لتغذية طفلك والتواصل معه، ولكنها قد تأتي أيضًا مصحوبة بالتحديات. أحد المخاوف الأكثر شيوعًا بين الأمهات الجدد هو ما إذا كُنَّ يُنتجن ما يكفي من الحليب لتلبية احتياجات أطفالهن. إذا كنتِ قلقة بشأن إمدادات الحليب لديكِ، فأنت لستِ وحدكِ. يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على كمية الحليب التي تنتجينها، مثل رضاعة طفلكِ، وتكرار الرضاعة، والظروف الصحية، وعادات نمط الحياة.
لحسن الحظ، توجد بعض الطرق البسيطة والفعالة لزيادة إنتاج حليب الثدي بشكل طبيعي. في هذه المقالة، سنشاركك 10 نصائح لمساعدتك على زيادة إدرار الحليب لديك والاستمتاع برحلة رضاعة طبيعية ناجحة.
1. واظبي على الرضاعة الطبيعية
العامل الأكثر أهمية الذي يحدد كمية الحليب التي تنتجينها هو عدد المرات ومدى إفراغ طفلك لثدييكِ. فكلما زادت الرضاعة الطبيعية، زاد إنتاج جسمكِ للحليب. وذلك لأن الرضاعة الطبيعية تحفز إطلاق الهرمونات التي تحفز خلايا صنع الحليب على العمل.
لزيادة إدرار الحليب لديكِ، حاولي إرضاع طفلكِ ما لا يقل عن 8 إلى 12 مرة خلال 24 ساعة، أو عندما تظهر عليه علامات الجوع، مثل تجذير أصابعه أو مص أصابعه أو الهيجان. دعي طفلك يرضع من كل ثدي بقدر ما يريد، وبدلي الجوانب عندما يتباطأ أو يتوقف عن الرضاعة. إذا كان طفلكِ ينام أو يتشتت انتباهه أثناء الرضاعة، أيقظيه بلطف أو دغدغي قدميه لتشجيعه على الاستمرار في الرضاعة.
2. ضخي الحليب بين الوجبات
يمكن أن يساعدكِ الضخ بين الوجبات أيضًا على زيادة إنتاج الحليب، خاصة إذا كان طفلكِ لا يرضع جيدًا أو لا يرضع بشكل كافٍ. يحاكي الضخ رضاعة طفلك ويرسل إشارة إلى جسمك لإنتاج المزيد من الحليب. كما أنه يساعدك على إزالة أي حليب متبقي من ثدييك، مما يمكن أن يمنع انسداد القنوات والتهاب الثدي.
للحصول على أقصى استفادة من الضخ، حاولي الضخ لمدة 10 إلى 15 دقيقة بعد كل رضعة، أو على الأقل كل 2 إلى 3 ساعات. استخدمي مضخة الثدي الكهربائية المزدوجة لتوفير الوقت وتحفيز كلا الثديين في نفس الوقت. يمكنكِ أيضًا تجربة استخدام الكمادات الدافئة أو التدليك اللطيف أو حمالة الصدر بدون استخدام اليدين لجعل عملية الضخ أكثر راحة وفعالية.
3. جربي جلسة ضخ الطاقة
إن ضخ الطاقة هو أسلوب يحاكي التغذية العنقودية لطفلك، وهي عندما يرضع بشكل متكرر ولفترات أطول خلال أوقات معينة من اليوم، عادة في المساء. تساعد التغذية العنقودية طفلك على الحصول على المزيد من الحليب وتشير إلى جسمك لزيادة إمدادات الحليب لتلبية احتياجاته المتزايدة.
للقيام بجلسة ضخ الطاقة، تحتاجين إلى الضخ لمدة 10 دقائق، والراحة لمدة 10 دقائق، وتكرار هذه الدورة لمدة ساعة. يمكنك القيام بذلك مرة أو مرتين يوميًا، ويفضل أن يكون ذلك في نفس وقت الرضاعة العنقودية لطفلك. يمكن أن يساعدك ضخ الطاقة على تعزيز إمدادات الحليب لديك في وقت قصير، ولكن قد يستغرق الأمر بضعة أيام لرؤية النتائج.
4. تناولي نظامًا غذائيًا متوازنًا ومغذيًا
ما تأكلينه وتشربينه يمكن أن يؤثر أيضًا على كمية الحليب وجودته. وإن تناول نظام غذائي متوازن ومغذٍ يمكن أن يساعدكِ على تزويد طفلكِ بأفضل تغذية ممكنة ودعم صحتكِ ورفاهيتكِ. بعض الأطعمة المفيدة للأمهات المرضعات تشمل:
- البروتينات الخالية من الدهون، مثل الدجاج، والأسماك، والبيض، والفاصولياء، والمكسرات.
- الحبوب الكاملة، مثل دقيق الشوفان، والأرز البني، والكينوا، والشعير.
- الفواكه والخضراوات، وخاصة الخضار الورقية الداكنة، والتوت، والحمضيات.
- الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون، والأفوكادو، والسلمون.
- منتجات الألبان، مثل الحليب، والزبادي، والجبن.
يجب عليكِ أيضًا شرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى، مثل الحليب أو العصير أو شاي الأعشاب، للبقاء رطبة وتجديد السوائل التي تفقدينها أثناء الرضاعة الطبيعية. تناولي ما لا يقل عن 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا، أو أكثر إذا كنتِ تشعرين بالعطش أو التعرق كثيرًا.
5. تجنبي أو قومي بالحد من الكافيين والكحول والنيكوتين
يمكن لبعض المواد أن تتداخل مع إنتاج الحليب وجودته، وقد تؤثر أيضًا على صحة طفلكِ وسلوكه. وتشمل هذه الكافيين والكحول والنيكوتين، والتي يمكن أن تنتقل إلى حليب الثدي وتصل إلى طفلكِ. لحماية إمدادات الحليب لديكِ وصحة طفلكِ، يجب عليكِ تجنب هذه المواد أو الحد منها قدر الإمكان.
يمكن أن يجعل الكافيين طفلكِ متوترًا وسريع الانفعال ولا ينام، وقد يقلل أيضًا من محتوى الحديد في حليبكِ. إذا كنتِ بحاجة إلى زيادة الكافيين، فاقتصري على كوب أو كوبين من القهوة أو الشاي يوميًا، وتجنبي شربهما عند اقتراب وقت نوم طفلكِ.
يمكن أن يقلل الكحول من إنتاج الحليب ويمنع منعكس إدرار الحليب، وهو إطلاق الحليب من ثدييك. يمكن أن يضعف أيضًا نمو طفلكِ وتطوره وأنماط نومه. إذا اخترتِ شرب الكحول، فاقتصري على مشروب واحد يوميًا، وانتظري ساعتين على الأقل قبل الرضاعة الطبيعية أو الضخ.
كما يمكن أن يقلل النيكوتين من إدرار الحليب لديكِ ويؤثر على طعم ورائحة الحليب. يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ والتهابات الجهاز التنفسي والربو والتهابات الأذن لدى طفلك. إذا كنتِ تدخنين، فحاولي الإقلاع عن التدخين أو التقليل منه قدر الإمكان، وتجنبي التدخين مباشرة قبل أو أثناء الرضاعة الطبيعية.
6. تناولي المكملات الغذائية أو الأعشاب التي قد تساعد في زيادة إنتاج الحليب
قد تساعد بعض المكملات الغذائية أو الأعشاب على زيادة إنتاج الحليب عن طريق تحفيز الهرمونات التي تتحكم في الرضاعة. وهذه المحفزات تسمى مدرات الحليب (galactagogue)، وتشمل ما يلي:
1 –الحلبة (Fenugreek): وهو نبات تم استخدامه لعدة قرون لتعزيز إدرار الحليب. يمكن تناوله على شكل كبسولات أو شاي أو بذور. الجرعة الموصى بها هي من 3 إلى 6 غرامات يوميًا، ولكن قد تحتاجين إلى تناول أكثر أو أقل اعتمادًا على استجابتكِ.
2 -نبات الشوك المبارك أو السلبين المريمي (Blessed thistle): وهو نبات غالباً ما يتم دمجه مع الحلبة لتعزيز آثاره. يمكن تناوله على شكل كبسولات أو شاي أو صبغة. الجرعة الموصى بها هي 3 إلى 5 غرامات يوميًا، أو 15 إلى 20 قطرة من الصبغة ثلاث مرات يوميًا.
3 -خميرة البيرة (Brewer’s yeast): وهي فطر غني بالبروتين والحديد وفيتامينات ب. يمكن تناوله على شكل أقراص، أو مسحوق، أو رقائق. الجرعة الموصى بها هي 1 إلى 2 ملاعق كبيرة يوميًا، ممزوجة بالماء أو العصير أو الحليب.
4 -نبات شوك الحليب (Milk thistle): وهو نبات معروف بخصائصه الواقية للكبد. يمكن أن يساعد أيضًا في زيادة إنتاج الحليب عن طريق تحفيز هرمون البرولاكتين. يمكن تناوله على شكل كبسولات، أو شاي، أو مستخلص. الجرعة الموصى بها هي 420 إلى 600 ملليغرام يوميًا، مقسمة على ثلاث جرعات.
قبل تناول أي مكملات غذائية أو أعشاب، عليكِ استشارة طبيبكِ أو استشاري الرضاعة للتأكد من أنها آمنة وفعالة لكِ ولطفلكِ. يجب عليكِ أيضًا مراقبة إمدادات الحليب لديكِ ومراقبة زيادة وزن طفلكِ لمعرفة ما إذا كان ذلك مناسبًا لكِ.
7. الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم
يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية مرهقة، خاصة في الأسابيع والأشهر القليلة الأولى. لذان فإن الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم يمكن أن يساعدكِ على التعامل مع المتطلبات الجسدية والعاطفية للرضاعة الطبيعية والحفاظ على إمدادات الحليب لديكِ. قلة النوم يمكن أن تقلل من مستويات الطاقة لديكِ، وتؤثر على حالتكِ المزاجية، وتتداخل مع الهرمونات التي تنظم الرضاعة.
للحصول على مزيد من الراحة والنوم، حاولي أن تأخذي قيلولة عندما يغفو طفلكِ، أو اطلبي من شخص ما أن يراقب طفلكِ أثناء أخذ قسط من الراحة. يمكنكِ أيضًا تجربة النوم المشترك أو مشاركة السرير مع طفلكِ، مما قد يجعل الرضاعة الليلية أسهل وأكثر ملاءمة. ومع ذلك، يجب عليكِ اتباع إرشادات النوم الآمن لتقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ والمخاطر الأخرى.
8. تقليل التوتر والاسترخاء
يمكن أن يؤثر التوتر أيضًا على إنتاج الحليب وجودته، بالإضافة إلى صحتكِ العامة ورفاهيتكِ. كما يؤدي التوتر إلى ارتفاع ضغط الدم وتشنج العضلات وصعوبة التنفس. هذه يمكن أن تمنع رد الفعل المنعكس وتجعل الرضاعة الطبيعية أكثر صعوبة وألمًا.
لتقليل التوتر والاسترخاء، حاولي أن تجدي بعض الوقت لنفسكِ كل يوم، وافعلي شيئًا يجعلكِ سعيدة وهادئة. يمكن أن يكون هذا أي شيء من قراءة كتاب، أو التأمل، أو الاستحمام. يمكنكِ أيضًا تجربة بعض تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق، أو استرخاء العضلات التدريجي، أو التخيل الموجه، لتخفيف التوتر والقلق.
9. اطلبي الدعم والتوجيه
يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية صعبة، خاصة إذا كنتِ أُمًّا لأول مرة أو لديكِ انخفاض في كمية الحليب. إن طلب الدعم والتوجيه من زوجكِ أو عائلتكِ أو أصدقائكِ أو الأمهات المرضعات الأخريات يمكن أن يساعدكِ في التغلب على الصعوبات والاستمتاع بفوائد الرضاعة الطبيعية. يمكنكِ أيضًا طلب المساعدة المهنية من طبيبك أو الممرضة أو استشاري الرضاعة، الذي يمكنه أن يقدم لكِ النصائح والنصائح والحلول لتحسين تجربة الرضاعة الطبيعية.
10. التحلي بالصبر والثقة
وأخيرًا، كوني صبورة وواثقة بنفسكِ وبجسدكِ. الرضاعة الطبيعية هي مهارة طبيعية ومكتسبة تحتاج إلى وقت وممارسة لإتقانها. قد يتقلب إنتاج الحليب لديكِ اعتمادًا على عوامل مختلفة، مثل طفرات نمو طفلك، أو الدورة الشهرية، أو حالتكِ الصحية. ومع ذلك، هذا لا يعني أنكِ فاشلة أو أنكِ بحاجة إلى الاستسلام.
ثقي أن جسمكِ يعرف كيفية إنتاج ما يكفي من الحليب لطفلكِ، وأن طفلكِ يعرف كيفية الحصول على الحليب الذي يحتاجه. اتبعي إشارات طفلكِ وأطعميه عند الطلب، وليس وفقًا لجدول زمني.
راقبي العلامات التي تشير إلى أن طفلكِ يحصل على كمية كافية من الحليب، مثل الحفاضات الرطبة والقذرة، وزيادة الوزن، والرضا بعد الرضاعة. إذا كانت لديكِ أي شكوك أو مخاوف، استشيري طبيبكِ أو استشاري الرضاعة للحصول على التوجيه والدعم. تذكري أن كل أم وطفل مختلفان، وما يناسب أحدهما قد لا يناسب الآخر. كوني صبورة وواثقة بنفسكِ وبجسدِك، واستمتعي بالارتباط الخاص الذي تخلقه الرضاعة الطبيعية مع طفلكِ.
إن المعلومات الواردة في هذه المقالة هي للأغراض التعليمية فقط وليس المقصود منها أن تحل محل نصيحة طبيبكِ أو استشاري الرضاعة. استشيري طبيبكِ دائمًا قبل تناول أي مكملات أو أعشاب، خاصة إذا كنتِ حاملاً أو مرضعة أو تعاني من أي حالة طبية. قد تتفاعل بعض المكملات الغذائية أو الأعشاب مع أدويتك، أو تسبب تفاعلات حساسية، أو يكون لها آثار جانبية عليكِ أو على طفلكِ. لا تتوقف أو تبدأ أي علاج دون موافقة طبيبكِ.