حكة الجلد: أعراضها وأسبابها وعلاجها
حكة الجلد، والمعروفة أيضًا باسم (Pruritus)، هي حالة شائعة ومزعجة يمكن أن تؤثر على أي شخص. ويمكن أن يكون سببها عوامل مختلفة، مثل جفاف الجلد، والأمراض الجلدية، والأمراض الداخلية، واضطرابات الأعصاب، والحالات النفسية، والتهيج والحساسية. سنشرح في هذا المقال أعراض وأسباب وعلاجات الحكة الجلدية، بالإضافة إلى بعض النصائح للوقاية منها والتعامل معها.
أعراض حكة الجلد
يمكن أن تؤثر حكة الجلد على أي جزء من جسمك، أو الجسم كله. وتحدث هذه الحكة مع تغيرات مرئية على بشرتك أو دونها، مثل الاحمرار أو النتوءات أو البثور أو الجفاف أو الشقوق أو القشور. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون حكة الجلد شديدة جدًا وتستمر لفترة طويلة، مما يتعارض مع أنشطتك اليومية ونوعية نومك. قد يؤدي خدش الجلد إلى تفاقم الأمر، ويؤدي إلى الالتهابات أو النزيف أو التندب.
تتضمن بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة زيارة الطبيب لعلاج حكة الجلد ما يلي:
1 -استمرار الحكة لأكثر من أسبوعين وعدم تحسنها مع تدابير الرعاية الذاتية.
2 –إذا كانت شديدة وتشتت انتباهك عن القيام بأعمالك اليومية أو تمنعك من النوم.
3 -تأتي فجأة ولا يمكن تفسيرها بسهولة.
4 -تؤثر على جسمك بالكامل.
5 -تأتي مع أعراض أخرى، مثل فقدان الوزن والحمى أو التعرق الليلي.
اقرأ أيضًا: الحساسية.. آثارها مؤلمة.. تجنبها ميسور
أسباب حكة الجلد
توجد العديد من الأسباب المحتملة لحكة الجلد، ويمكن تصنيفها إلى أربع فئات:
1 -الأمراض الجلدية: وتشمل هذه الأمراض جفاف الجلد (xerosis)، والأكزيما، والصدفية، والجرب، والطفيليات، والحروق، والندبات، ولدغات الحشرات، والشرى. تؤثر هذه الحالات على حاجز الجلد أو الجهاز المناعي أو النهايات العصبية أو الأوعية الدموية في الجلد، مما يسبب الالتهاب أو التهيج أو العدوى.
2 -الأمراض الداخلية: وتشمل أمراض الكبد وأمراض الكلى وفقر الدم والسكري ومشاكل الغدة الدرقية وبعض أنواع السرطان. تؤثر هذه الأمراض على عملية التمثيل الغذائي أو الهرمونات أو خلايا الدم أو الجهاز المناعي، مما يتسبب في تراكم السموم أو النفايات أو المواد الالتهابية في الجسم أو الجلد، الأمر الذي يؤدي إلى الحكة.
3 -اضطرابات الأعصاب: وتشمل التصلب المتعدد، والأعصاب المنضغطة، والقوباء المنطقية (الهربس النطاقي). تؤثر هذه الاضطرابات على الأعصاب التي تنقل الأحاسيس من الجلد إلى الدماغ، مما يسبب تلفًا أو التهابًا أو ضغطًا، مما يؤدي إلى ظهور إشارات غير طبيعية أو مبالغ فيها بالحكة.
4 -الظروف النفسية: وتشمل القلق والوسواس القهري والاكتئاب. تؤثر هذه الحالات على الحالة المزاجية أو مستوى التوتر أو الإدراك أو سلوك الشخص، مما يسبب اضطرابًا عاطفيًا أو أفكارًا سلبية أو خدشًا قهريًا، مما يؤدي إلى تفاقم الحكة.
اقرأ أيضًا: اختبر نفسك إذا ما كانت لديك حساسية
علاجات حكة الجلد
يعتمد علاج حكة الجلد على السبب الكامن وشدة الحالة. بعض العلاجات الشائعة هي:
1 –المرطبات: تساعد هذه المكونات على ترطيب البشرة وحمايتها، خاصة إذا كانت جافة أو معرضة للإكزيما. وينبغي تطبيقها بانتظام، وخاصة بعد الاستحمام أو الغسيل. كما تحتوي أيضًا على مكونات مهدئة، مثل دقيق الشوفان أو الألوفيرا أو المنثول.
2 -الكريمات الطبية: تساعد هذه العناصر في تقليل الالتهاب أو الحكة أو العدوى، اعتمادًا على العنصر النشط. وتحتوي على المنشطات أو مضادات الهيستامين أو المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات أو مضادات الالتهاب. ينبغي استخدامها حسب توجيهات الطبيب، وليس لفترة أطول من اللازم، حيث يمكن أن يكون لها آثار جانبية، مثل ترقق الجلد.
3 -الأدوية عن طريق الفم: تساعد هذه الأدوية في منع إشارات الحكة من الأعصاب أو الجهاز المناعي، أو علاج المرض الأساسي. وتشمل مضادات الهيستامين أو مضادات الاكتئاب أو مسكنات الألم أو مثبطات المناعة أو العلاج الكيميائي. وينبغي تناولها على النحو الذي وصفه لك الطبيب، وبحذر، لأن لها آثار جانبية، مثل النعاس أو جفاف الفم أو الغثيان أو تضرر الكبد.
4 -العلاج بالضوء: يَستخدم هذا العلاج الأشعة فوق البنفسجية لتعريض الجلد لجرعات من الإشعاع يمكن التحكم فيها، مما يساعد في تقليل الالتهاب أو الحكة أو التقشر. ويمكن استخدامه لحالات مثل الصدفية، والأكزيما أو الحكاك العقدي. ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبيب الأمراض الجلدية، وبحماية، إذ من الممكن أن يكون له آثار جانبية، مثل حروق الشمس، أو شيخوخة الجلد، أو سرطان الجلد.
اقرأ أيضًا: البهاق: كل ما تريد معرفته عن أعراضه وأسبابه وعلاجه
الوقاية من حكة الجلد
بعض النصائح لمنع أو تقليل حكة الجلد هي:
1 -تجنب المسببات: تشمل المواد المسببة للحساسية أو المهيجات أو المواد الكيميائية أو الأقمشة أو الأطعمة أو الأدوية التي يمكن أن تسبب أو تزيد من تفاقم حكة الجلد. يمكنك التعرف عليها عن طريق الاحتفاظ بمذكرات للأعراض لديك، أو عن طريق إجراء اختبارات الحساسية. يمكنك تجنبها عن طريق قراءة الملصقات أو ارتداء القفازات أو تغيير المنتجات أو تناول أدوية بديلة.
2 -الحفاظ على النظافة الجيدة: يساعد ذلك في الحفاظ على بشرتك نظيفة وصحية، ومنع العدوى أو الإصابة. يمكنك القيام بذلك عن طريق غسل جسمك وملابسك بانتظام، باستخدام الصابون والمنظفات الخفيفة، وتجفيف بشرتك بلطف، وتغيير الفراش بشكل متكرر.
3 -استخدم أجهزة الترطيب: يساعد ذلك على إضافة الرطوبة إلى الهواء، خاصة في المواسم الجافة أو الباردة، مما يمنع بشرتك من الجفاف والتشقق. يمكنك استخدامها في منزلك أو مكتبك، وتنظيفها بانتظام لمنع نمو العفن أو البكتيريا.
4 -حافظ على رطوبتك: يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على رطوبة بشرتك وجسمك جيدًا، مما قد يمنع الجفاف وتراكم السموم التي تسبب الحكة. يمكنك القيام بذلك عن طريق شرب كمية كافية من الماء، وتجنب الكحول والكافيين، وتناول الفواكه والخضراوات.
5 -السيطرة على التوتر: يساعد ذلك في خفض مستويات الكورتيزول والأدرينالين، والتي تسبب الالتهاب والحكة. يمكنك القيام بذلك عن طريق ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس أو التدليك. يمكنك أيضًا طلب المساعدة المتخصصة، مثل الاستشارة أو العلاج أو الدواء، إذا كنت تعاني من حالة نفسية تؤثر على مزاجك أو سلوكك.
اقرأ أيضًا: جدري الماء.. هل ينطوي على مضاعفات خطيرة؟
خاتمة
حكة الجلد هي حالة شائعة ومزعجة يمكن أن يكون لها العديد من الأسباب والعلاجات. وهي تؤثر على نوعية حياتك ورفاهيتك، ولكن يمكن أيضًا الوقاية منها وإدارتها من خلال الرعاية والدعم المناسبين. إذا كنت تعاني من حكة في الجلد، عليك استشارة طبيبك أو طبيب الأمراض الجلدية لمعرفة السبب وأفضل علاج لك. يجب عليك أيضًا اتباع النصائح الواردة في هذه المقالة للوقاية من حكة الجلد وتقليلها والتعامل معها. تذكر أنك لست وحدك، وثمة أمل في الراحة.